السعودية: إطلاق مشروع خدمي لتسهيل وصول المعاقين إلى المرافق العامة

يتزامن مع مطالب بتأسيس مجلس أعلى للمعاقين

TT

يؤسس الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، يوم الأحد المقبل، لأرضية صلبة تمهد لخدمة من يعانون من الإعاقة الحركية من سكان العاصمة السعودية، في تحرك حكومي يسعى لتسهيل وصول المعاقين إلى أي من المرافق الحكومية أو الأسواق التجارية أو المصالح الخاصة بيسر وسهولة.

ويوقع الأمير سلمان اتفاقيات مع عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة، تهدف إلى وضع معايير للوصول الشامل للمعاقين إلى جميع الأماكن من شوارع وأسواق ومجمعات تجارية ومواقف السيارات ودورات المياه، وذلك أسوة بغيرهم من الأصحاء، طبقا لمسؤول يعمل في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة.

وكان مجلس الوزراء السعودي قد أقر مشروع نظام رعاية المعاقين الذي يقوم بالدور الأكبر فيه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ومجموعة مختصين من مجلس الوزراء والوزارات والجمعيات ذات العلاقة لتحديد مسؤوليات وواجبات وحقوق المعاق، بغرض دمجه في المجتمع والتعليم والصحة وما يخص تنقلات المعاقين.

وشدد غازي الشعلان مساعد رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة على ضرورة احترام المعاقين ومراعاتهم لأن المسألة حسب تعبيره «ثقافة مجتمع».

وأضاف: «نحن نريد تطبيق هذه الثقافة من خلال الأجيال الجديدة ليحترموا بدورهم حقوق هذه الفئة الغالية في المجتمع، وقد تحاورنا مع الكثير من المختصين في هذا المجال في عدة دول متقدمة لكي نبدأ من حيث انتهى الآخرون».

ومن ضمن الجهات المشاركة في المشروع الذي سيطلقه أمير الرياض، الأحد المقبل، وزارة الشؤون الاجتماعية، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والهيئة العامة للسياحة والآثار، وجامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

وتطرق الشعلان إلى موضوع إنشاء مجلس أعلى للمعاقين يعنى بشؤونهم ويحل مشكلاتهم، وخصوصا في ظل الأرقام التي تتحدث عن أن نسبة الإعاقة في السعودية هي الأعلى على مستوى العالم، حيث تتراوح هذه النسبة من 8 إلى 10 في المائة، وهي نسبة غير ثابتة وقابلة للزيادة، خصوصا مع كثرة الحوادث والأمراض الوراثية وزواج الأقارب.

وأعلن مساعد رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، أنهم بصدد البدء في عمل مشروع كبير لإحصاء عدد المعاقين في البلاد. ويقول: «قمنا بإضافة أسئلة مختصة بالإعاقة في استمارة التعداد السكاني للمملكة التي من خلالها ستتضح أمور كثيرة عن عدد الحالات الموجودة في السعودية».

وقال الشعلان إن عدد المعاقين في العالم أكثر من 620 مليون معاق، 80 مليون منهم في دول العالم الثالث، و40 مليون في الدول العربية فقط، وهم يشكلون عدد سكان ثاني أكبر دولة عربية من حيث السكان مثل مصر، مشيرا إلى أن أرقام المعاقين تتضاعف بعد الحروب وكثرة الحوادث والأمراض، حيث وصلت إلى أرقام مخيفة جدا.

وبيّن الشعلان أن المشاريع والأبحاث التي يقوم عليها مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، تهدف إلى «التحقق من مستوى الإعاقة والمساعدة على تفادي الإعاقة أو التغلب عليها».

وكشف عن أن هناك مشروعا قائما لتحديد مسببات الإعاقة في أكثر من 25 مستشفى حكوميا في البلاد لمعرفة الأسباب والجينات والتحولات التي تؤدي بالتالي إلى الإعاقة.

وبيّن أنه من كل 1000 مولود هناك مصاب واحد بالإعاقة، بينما في أميركا هناك معاق واحد من كل 4000 مولود، وفي اليابان إعاقة واحدة من كل 7000 مولود، الأمر الذي يجعل الجهات السعودية تكثف الجهود من هذه الناحية، مُرجعا سبب ذلك إلى الأمراض الوراثية لأسباب من ضمنها زواج الأقارب، وهو مشروع يقوم على تمويله وزارة الصحة السعودية.