شريطية السيارات بعد الأمطار.. التوجس سيد الموقف

غالبيتهم يحجم عن الشراء.. وبعضهم يوهم أصحاب المركبات برداءتها لشرائها بأبخس الأثمان

شريطية السيارات يتوجسون هذه الأيام من الإقبال على شراء المركبات خوفا من تأثرها بمياه الأمطار («الشرق الأوسط»)
TT

بات التوجس سيد الموقف بالنسبة إلى «شريطية السيارات»، وهو المصطلح الذي يستخدم في الأوساط السعودية لتوصيف المزايدين على أسعار السيارات المستعملة، وذلك بعد الأمطار التي لحقت بالعاصمة الرياض، والتي باتت عائقا دون إقدام هؤلاء على شراء السيارات المستعملة، تخوفا من تأثرها بسيول الأمطار.

وسادت في أوساط العاملين في مجال شراء وبيع السيارات المستعملة في العاصمة السعودية الرياض حالة أشبه ما تكون بالإضراب عن شراء السيارات في الوقت الراهن، خوفا من الأضرار التي لحقت بها بعد أمطار العاصمة.

واتفق عدد من المتعاملين في معارض سوق السيارات (الشريطية) على أن حركة البيع والشراء في الوقت الحالي تواجه نوعا من الخوف الملموس خلال الأسابيع القليلة الماضية.

خالد العتيبي صاحب معرض للسيارات، قال لـ«الشرق الأوسط» إن عملية شراء السيارات المستعملة بعد الأمطار وحالات الغرق التي واجهتها كثير من المركبات باتت أمرا مفزعا للغاية، نظرا لما يواجه سوق السيارات من مبيعات قليلة للسيارات خلال هذه الأيام، وهو أمر ملحوظ جدا لدى العاملين في هذا المجال.

وأوضح العتيبي، في الوقت نفسه، أن فحص المركبة بات أمرا هاما للغاية، خصوصا مع الأزمة التي يواجهها مقتنو السيارات.

ولم يتفق أبو يزيد، أحد العاملين في بيع وشراء السيارات، مع من يقول إن هناك أضرارا تلحق بالسيارات بعد هطول الأمطار، موضحا أسباب ذلك في أن «الشريطي» حريص دائما حينما يريد شراء سيارة ما إن يوظف خبرته في عملية الاختيار، وهو ما يجعله لا يواجه أيا من أنواع المتاعب خلال عمليات الشراء التي يقوم بها. وأضاف أن الأمطار التي هطلت على العاصمة الرياض ليست بالأضرار الكبيرة مقارنة بالأضرار التي حصلت بكارثة جدة نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وزاد أبو يزيد أن البعض من «الشريطية» يستغل هذا الوقت ويوهم أصحاب السيارات بالعاطفة ويأتي من خلفهم حتى يأخذ السيارة بالسعر الذي يريده.

زكريا السيد، المدير التنفيذي بمركز «الغروب» لفحص المركبات، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن معدل فحص السيارات شهد ارتفاعا مفاجئا يصل إلى 25 في المائة، نظرا لما خلفته الأمطار من حوادث مرورية وغرق للمركبات التي باتت تثير الخوف في نفوس «الشريطية».

وأضاف أن عملية الفحص تكون في الغالب على محرك السيارة وأسفل السيارة (العفشة)، لأن المياه غالبا تتسبب في أضرار السيارات في الأجزاء السفلية من السيارة.

وأوضح أن الشك بات أمرا بائنا في عمليات الشراء التي تحصل من قبل العاملين في أسواق السيارات المستعملة ذوي الخبرة القليلة.

وتشهد أسواق السيارات المستعملة حالة من الركود خلال هذه الأوقات، أكثر مما كان سائدا خلال الأعوام الماضية، وتواجه سوق المركبات انتعاشا في فصل الصيف، التي يكثر فيها بيع الوافدين لسياراتهم المستعملة استعدادا للسفر إلى بلدانهم.