اجتماع في جدة لتحديد آلية تسليم بحيرة الصرف الصحي ومشروعاتها لوزارة المياه والكهرباء

إنفاذا للأمر الملكي الصادر الأسبوع الماضي

بحيرة الصرف الصحي تؤول أخيرا إلى وزارة المياه والكهرباء («الشرق الأوسط»)
TT

يجتمع اليوم في جدة مسؤولون من أمانة جدة وشركة المياه الوطنية لبحث آلية تسليم بحيرة الصرف الصحي إلى وزارة المياه والكهرباء تمهيدا لتجفيفها في غضون عام، بناء على المرسوم الملكي الصادر بذلك منتصف الأسبوع الماضي، وهو الاجتماع الذي كشفت عنه «الشرق الأوسط» بعد صدور الأمر الملكي.

علمت «الشرق الأوسط» من مصدر مسؤول في أمانة جدة أن المحاور التي سيتناولها الاجتماع ستتضمن دراسة آلية تسليم البحيرة والمشروعات المرتبطة بها مثل مشروع الأراضي الرطبة ومحطات المعالجة وهل سيتم تكليف الشركة بتجفيف البحيرة ومشروعات النقل لنقل مياه البحيرة التي أنشأتها الأمانة في بداية حل المعالجة. ويبلغ منسوب البحيرة في الوقت الحالي 8.2 متر وكان بعد السيول الأخيرة 10.8 متر، وتبلغ المياه فيها في الوقت الحالي 10 ملايين متر مكعب، وهي التي تكونت منذ 17 عاما في شرق جدة على منطقة مسطحة تبلغ 2.5 كيلومتر مربع، وكان يصب فيها نحو 2000 صهريج مياه صرف صحي يوميا.

ووفق مصدر رسمي في أمانة جدة لـ«الشرق الأوسط» كانت الأمانة بدأت عملها لتجفيف بحيرة الصرف الصحي خلال سنة واحدة من قبل «شركة جدة» عبر سحب 40 - 45 ألف متر مكعب من مياه البحيرة ومعالجتها في محطة المعالجة التي تم الانتهاء من رفع كفاءتها إلى ثلاثية وطاقتها إلى 60 ألف متر مكعب يوميا. بينما، ولطبيعة نظام المعالجة المتبع في المحطة عبر نظام الأغشية الخلوية، يتم أخذ 15 - 20 ألف متر مكعب من ناقلات الصرف الصحي الخام مباشرة إلى محطة المعالجة من دون المرور في بحيرة الصرف الصحي، واستهلاك كامل الكمية المعالجة في مشروعي الأراضي الرطبة والغابة الشرقية وثلاثة «أشياب»؛ اثنان منها تم إنشاؤهما، والثالث سيبدأ تنفيذه على الخط الناقل الذي يستخدم حاليا في تفريغ ما تبقى من مياه بحيرة السد الاحترازي التي تشكلت من السيول الأخيرة عندما تنتهي عملية التفريغ بالكامل، حيث إن خطة وتوجه شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني هي ألا يتم صب أية مياه معالجة في الوادي. من ناحية أخرى، أشارت المصادر إلى أن 6 شركات محلية ودولية كانت قد تقدمت بعروض للقيام بمهمة التخلص من الرواسب التي يبلغ ارتفاعها نحو متر، وأضاف المصدر: «بعد الانتهاء من تجفيف البحيرة سيتم التخلص من الحماة والرواسب الأخرى، حيث استعدت (شركة جدة) مبكرا لذلك، فقامت بدعوة عشر شركات متخصصة في هذا المجال لتقديم التقنية التي ستستخدمها في ذلك، وأرسلت ست منها عروضها التي سيتم تحليلها من قبل لجنة فنية ذات خبرة وكفاءة عالية، مشكلة من عدة جهات، بما فيها أمانة محافظة جدة و(شركة جدة) وأكاديميون من الجامعات السعودية، تم الاتصال بهم وأبدوا استعدادهم للمشاركة الفعالة في دراسة العروض وتحليلها». وبالعودة لاجتماع تسليم البحيرة، فسيترأس وفد الأمانة المهندس عادل فقيه أمين محافظة جدة، ومن جانب الشركة الوطنية للمياه لؤي مسلم الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للمياه، وأكد أمين جدة على حرص الأمانة على مواصلة الجهود والتنسيق مع وزارة المياه والكهرباء لاستكمال ما بدأته من مشروعات وإجراءات لمعالجة وضع بحيرة الصرف الصحي، والعمل على التخلص منها نهائيا خلال عام من تاريخه. وأكد لـ«الشرق الأوسط» لؤي مسلم الرئيس التنفيذي لشركة المياه عقد الشركة اجتماعا خاصا مع المسؤولين في الشركة مساء أمس لبحث آلية ومرئيات العمل القادم في البحيرة، وسيتم عرض تلك المرئيات في اجتماع اليوم على مسؤولي الأمانة لبحث آلية العمل والتعاون بين الجانبين لتنفيذ القرار السامي. وأضاف أن خطة الأمانة وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني في تجفيف بحيرة الصرف الصحي، التي بدأتها منذ السيول الأخيرة مستمرة إلى حين تسليم ملف البحيرة إلى وزارة المياه تنفيذا للأمر السامي. من جهة أخرى، وصل منسوب المياه في بحيرة الصرف الصحي أمس إلى 8.2 متر، بينما كانت بعد السيول الأخيرة 10.8 متر، أي إن منسوب المياه انخفض بنحو 2.6 متر، بما يعادل 6.5 مليون متر مكعب، بينما قامت شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني بتوقيع عقد مع الشركة المنفذة لرفع كفاءة وزيادة طاقة محطة المعالجة لتنفيذ نظام مؤقت لضخ المياه من البحيرة إلى محطة المعالجة بواقع نحو 20 ألف متر مكعب يوميا على أن يستمر التنفيذ شهرا. وقد بدأت الأمانة و«شركة جدة» الأسبوع الماضي تشغيل نظام الضخ المؤقت من بحيرة الصرف إلى محطة المعالجة بواقع 20 ألف متر مكعب يوميا لتتم معالجتها ومن ثم ضخها على مشروعات الأمانة والأشياب لري حدائق جدة. وقامت الأمانة في وقت سابق برفع تقرير الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، حول خطتها وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني لحل مشكلة بحيرة الصرف الصحي، التي تتضمن القيام بسحب مياه البحيرة بمعدل 40 ألف متر مكعب يوميا وخلطها مع كمية 20 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي الموردة بواسطة صهاريج الصرف الصحي، ومعالجة الكمية الكلية المقدرة بـ60 ألف متر مكعب في محطة معالجة مياه الصرف الصحي المجاورة لها، على أن تتم الاستفادة من المياه المعالجة في ري الغابة الشرقية، والأراضي الرطبة، وتغذية الأشياب. كما ستتم معالجة الحماة المترسبة في قاع البحيرة وتأهيلها بيئيا، حيث قامت «شركة جدة» بطرح طلب العرض على 10 شركات أبدت اهتماما بمعالجة بحيرة الصرف الصحي ومعالجة الحمأة المترسبة بها، وقد تم تسلم العروض الفنية من 6 شركات، ويجري حاليا تشكيل لجنة فنية من قبل الأمانة لدراسة ومناقشة عروض معالجة الحمأة المترسبة في قاع البحيرة مع كل شركة، واعتماد التقنية المقدمة من قبل الشركات، على أن يتم بعدها طلب العرض المالي وترسية العقد على صاحب أفضل عطاء. وفي إطار خطة الأمانة وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني التي سيتم تنفيذها أول سبتمبر (أيلول) المقبل، فإنه من المتوقع استهلاك 25 ألف متر مكعب من المياه المعالجة في الغابة الشرقية والأراضي الرطبة؛ 10 آلاف متر مكعب سيتم بيعها لأحد المستثمرين من خلال مزايدة بيع المياه المعالجة، ويجري حاليا استكمال إجراءات البت في العروض والترسية بعد أن تم فتح المظاريف، و25 ألف متر مكعب سيتم ضخها للأشياب لتستخدم في ري حدائق وأشجار مدينة جدة من خلال مشروع خطين ناقلين للمياه من محطة المعالجة إلى طريق الحرمين - الأشياب الشمالية بعد تفعيلها، وكذلك للأشياب التي تم تنفيذها على الخط الناقل لقناة السيل الجنوبية بعد انتهاء استخدامه في تفريغ ما تبقى من مياه السيول خلف السد الاحترازي.