«حقوق الإنسان» ترصد أوضاع الإعلاميات السعوديات

في لقاء غاب عنه 92%.. وكشف أن المتفرغات بالصحف لا يتجاوزن 5%

إحصائية تؤكد أن مشاركة المرأة في المؤسسات الصحافية بالسعودية لا تتجاوز 22% («الشرق الأوسط»)
TT

سجل الملتقى الإعلامي الأول للإعلامية السعودية، الذي أقامه مركز الأميرة جواهر بنت نايف لأبحاث وتطوير المرأة مساء أول من أمس، اهتمام الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، من خلال رصد المعوقات المهنية للمرأة العاملة في الإعلام، كما أوضحت رباب الدوسري، مسؤولة القسم النسائي للجمعية في الدمام، التي أبدت تعجبها بعد معرفة ما وصفته بـ«الانتهاكات» التي تواجه الإعلاميات، مؤكدة أنها بصدد رفع تقرير بهذا الخصوص.

وجاء حديث الدوسري على خلفية عرض معوقات عمل المرأة في الإعلام، التي منها: تقاضي المرأة لأجر أقل من زميلها الرجل وحصر الترقيات والمناصب القيادية على الرجال دون النساء، إذ تساءلت الدوسري: «هل كان هناك مطالبات سابقة؟ هل رفعتن شيئا بهذا الخصوص؟»، موضحة أن البداية لا بد أن تكون من خلال مطالبة الإعلاميات بحقوقهن، وأشارت إلى حرص الجمعية على رصد وتتبع أوضاع العاملات في الإعلام والترحيب بأي تظلم أو مطالب بهذا السياق.

وخرج اللقاء الذي أقيم في صورة حلقة نقاش بعدة توصيات، من أبرزها المطالبة بإنشاء منتدى يجمع الإعلاميات السعوديات بشكل دوري، على أن يتبع لجهة حكومية أو مؤسسة صحافية رائدة، وتكون عضوية المنتدى إلزامية، لفرض انتماء كل إعلامية إلى جهة واحدة تعنى بقضايا الإعلاميات السعوديات، على أن يتضمن إقامة مؤتمرات دورية ومهرجانات إعلامية وبرامج ثقافية، إلى جانب إصدار إحصائيات سنوية تتناول واقع العاملات في الإعلام.

وهنا، كشفت مروة عبد الجواد مشرفة «مركز الأميرة جواهر بنت نايف لأبحاث وتطوير المرأة»، أن المركز يبحث تأسيس تكتل إعلامي نسائي يشمل إعلاميات المنطقة الشرقية كخطوة أولى ثم الإعلاميات السعوديات ككل لاحقا، قائلة: «نسعى لإيجاد مظلة تكون رسمية وتجمع كل الإعلاميات، بما يسهم بإعطاء الاقتراحات واندماج الخبرات، فالملحوظ في المنطقة الشرقية هو غياب التواصل بين الإعلاميات»، مؤكدة أن هذا المشروع - حال اكتماله - سيركز على التواصل الإعلامي ثم ينطلق إلى تحديد ورفع احتياجات العاملات في الإعلام.

في حين طالبت أنيسة السماعيل - كاتبة في جريدة «اليوم» - بإنشاء موقع يجمع الإعلاميات وإعداد كتيب مطبوع يتضمن أسماء وعناوين الاتصال المتاحة لهن، مؤكدة على ضرورة أن تركز هذه الاجتماعات على تحسين أوضاع العاملات في الإعلام وتطوير الأداء، قائلة: «لا نريد مظاهر اجتماعية، نريد تلاقيا وتبادل خبرات وتواصل يخرج بنتيجة الارتقاء للجميع».

وعلى الرغم من كون هذا اللقاء يعد الأول من نوعه في المنطقة الشرقية، فقد سجل غيابا لافتا للكثير من الإعلاميات، مما دفع المنظمين إلى تأخير بدء اللقاء واختصاره في ساعة ونصف فقط بدلا عن ثلاث ساعات، فيما أفصحت مشرفة المركز لـ«الشرق الأوسط» أنه تم دعوة نحو 200 سيدة من العاملات في الصحافة والتلفزيون والكاتبات والناشطات الاجتماعيات، وتم تسلم أكثر من 20 تأكيدا خطابيا على الحضور، إلا أن الحضور الفعلي لم يتجاوز الـ15 سيدة، مما يعني غياب نحو 92 في المائة من المدعوات، وهو ما فتح باب التعجب والتساؤلات.

من جهة أخرى، كشف اللقاء عن إحصاءات جديدة تتناول الواقع المهني للصحافيات السعوديات، حيث لم تتجاوز نسبة المتفرغات للعمل الصحافي في 12 جريدة سعودية حدود الـ5 في المائة فقط، مما يعني أن نسبة الـ95 في المائة المتبقية هي من المتعاونات، في حين أن نسبة مشاركة الإناث في المؤسسات الصحافية في حدود 22 في المائة فقط.

وتطرقت الصحافية بجريدة الوطن نوره الهاجري إلى التحديات التي تواجه الإعلامية السعودية في ورقة العمل التي قدمتها، ومنها العوامل الاجتماعية والتعليمية، وما وصفته بـ«الذكورية» في أغلب المؤسسات الصحافية، إلى جانب عدم الاستقرار الوظيفي، وارتباط الإعلامية بعمل رسمي آخر، مضيفة: «الأقسام النسائية النائية داخل المؤسسات الصحافية تجعلهن بعيدات عن التطور اليومي وعن الاجتماعات التحريرية اليومية، وذلك للتخوف من الاختلاط الذي يحد من طموح المحررة، فيكون أقصى طموحاتها الوصول إلى منصب رئيسة القسم النسائي».

وعلى خلفية ذلك، تضمنت التوصيات: «إتاحة فرص التدريب الأكاديمي والتأهيل المنظم من قبل المؤسسات الصحافية للإعلاميات، وزيادة افتتاح أقسام الإعلام في جامعات البنات وطرح برامج تعليمية لتخصص الإعلام في الكليات والمعاهد، ورفع عدد المتفرغات داخل المؤسسات الصحافية مقارنة بعدد المتفرغين من الرجال».

يُذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن برنامج «حوار» الذي يقيمه «مركز الأميرة جواهر لأبحاث وتطوير المرأة» من أجل الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من النساء، والذي يُعنى بطرح قضايا المرأة السعودية ومناقشتها لتذليل الصعوبات واستنباط الحلول، فيما يسعى المركز من خلال حلقة النقاش هذه إلى تحديد أهم القضايا والصعوبات التي تقف أمام المرأة السعودية في المجال الإعلامي وتحويلها إلى مادة بحثية يتم من خلالها دراسة هذه القضايا بشكل واسع ثم العمل على إيجاد الوسائل التي قد تسهم في تمكين المرأة الإعلامية بشكل أكبر.