جدة: تحديد فترة شهرين لنقل أعمال تجفيف «بحيرة الصرف» من الأمانة إلى وزارة المياه

دراسة إمكانية بيع مياه البحيرة المعالجة لاستخدامات صناعية وزراعية وتجارية

خطوات جادة للتخلص من بحيرة الصرف الصحي في جدة نهائيا (تصوير: غازي مهدي)
TT

حدد لقاء بين وزارة المياه وأمانة جدة فترة استلام وتسليم بحيرة الصرف الصحي من الأمانة للوزارة، بفترة شهرين تكون فيها أعمال بحيرة الصرف قد انتقلت تماما إلى وزارة المياه.

ويأتي ذلك في وقت يجري فيه دراسة إمكانية الاستفادة من مياه البحيرة المعالجة وبيعها لاستخدامها في أغراض زراعية وتجارية وصناعية. وسط تأكيدات بوجود طلب لهذا النوع من المياه المعالجة.

وخلص الاجتماع التشاوري الأول بين أمانة محافظة جدة وشركة المياه الوطنية لبحث آلية تسليم بحيرة الصرف الصحي إلى تشكيل فريقي عمل لبحث الخطوات الانتقالية لتنفيذ الأمر السامي الكريم القاضي بتسليم بحيرة الصرف الصحي إلى وزارة المياه تمهيدا لتجفيفها، كما تم الاتفاق على تحديد موعد أقصاه شهران كفترة انتقالية لنقل مهام تجفيف البحيرة إلى شركة المياه الوطنية.

وأوضح المهندس عادل فقيه، أمين جدة، «أن عمل هذين الفريقين سيبدأ الأسبوع المقبل، برفع تقارير أسبوعية لكل من الأمانة وشركة المياه الوطنية». مؤكدا حرص الأمانة على مواصلة الجهود والتنسيق مع شركة المياه ووزارة المياه والكهرباء لاستكمال ما بدأته من مشاريع وإجراءات لمعالجة وضع بحيرة الصرف الصحي، والعمل على التخلص منها نهائيا خلال عام من تاريخه.

وبحسب مصادر رسمية داخل الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» فقد تناول الاجتماع 6 محاور مهمة لتوزيع المهام على الجهات المسؤولة عن إدارة وتشغيل موقع بحيرة الصرف الصحي والسد الترابي إضافة إلى محطات معالجة المياه التابعة للأمانة وآلية تسليمها للشركة ومحطات الضخ المؤقتة والجهات المستفيدة من المعالجة والجهات التي ستكلف بإنشاء خطوط الأنابيب لنقل المياه المعالجة وجميع تلك الأعمال كلف بدراستها وآلية العمل فيها الفريق الاستشاري المكون من شركة جدة للتنمية وشركة المياه الوطنية وأمانة جدة.

كما درس الاجتماع، بحسب مصادر «الشرق الأوسط» من داخل الاجتماع، الجهة المكلفة بالتقييم الفني والمالي للعروض المستلمة من الشركات الـ 6 لمعالجة الحمأة وتنقية المياه في محطات الصرف الصحي في وادي العسلا وإمكانية الاستفادة من الحمأة وتأهيل الموقع بيئيا».

وبالعودة للمهندس عادل فقيه أشار إلى أن «الأمانة قامت بالعديد من الأعمال لتجفيف البحيرة وتنفيذ عدد من المشاريع المرتبطة بها، ومن ثم فإنها نريد مواصلة ما بدأته». مشيرا إلى أن أمانة جدة حريصة على مواصلة الجهود لإنجاح مهمة شركة المياه، وأنها خلال المرحلة المقبلة ستكون في المقعد الخلفي لمساعدة شركة المياه.

وأضاف أن «الأمانة كانت قد بدأت خطتها لتجفيف بحيرة الصرف الصحي منذ السيول التي اجتاحت المدينة، حيث تم إيقاف الصب نهائيا بالبحيرة والعمل على معالجة 20 ألف متر مكعب يوميا من مياه البحيرة بمحطة المعالجة لاستخدامها في ري الغابة الشرقية والأراضي الرطبة.

وأفاد أمين جدة أن أكثر من 10 ملايين متر مربع مسطحات خضراء شرق جدة تروى بشكل أساسي من المياه التي تتم معالجتها في محطة المعالجة ببحيرة الصرف الصحي، مشيرا إلى أنه تم من قبل توقيع مذكرة تفاهم بين شركة جدة وشركة المياه الوطنية، وسيتم العمل على تطوير هذه المذكرة وتحديد الأسس وعمل شراكة استراتيجية من أجل الاستمرار في تطوير هذه المنجزات.

وأكد فقيه أن الحل الجذري والنهائي لخفض منسوب المياه الجوفية في مدينة جدة وحل جميع المشاكل المتعلقة بالصرف الصحي، يكمن في انتهاء شبكة الصرف الصحي، والتي تعمل شركة المياه الوطنية ليل نهار من أجل الانتهاء من هذا المشروع وإنجازه في أسرع وقت ممكن، موضحا أن الأمانة لديها عدد من المشاريع لمواقع محددة والتي تضررت من ارتفاع منسوب المياه الجوفية.

من جانبه وصف المهندس لؤي مسلم، الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية، أن الاجتماع كان مهما لتنفيذ الأمر السامي بانتقال مهام تجفيف بحيرة الصرف والتخلص منها نهائيا خلال عام، مشيرا إلى أن الاجتماع يعكس روح التعاون بين الأمانة والشركة الذي بدأ منذ إنشاء الشركة قبل أكثر من عام ونصف العام.

وأشاد بالجهود التي بذلتها الأمانة وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني في بحيرة الصرف وتجفيفها واستكمال ما تم البدء فيه، موضحا أن الشركة بدأت منذ صدور الأمر السامي بوضع عدد من الخطط وتمت مخاطبة عدد من الشركات العالمية.

وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية أنه سيتم نقل مهام الأمانة إلى الشركة خلال الفترة الانتقالية المحددة بشهرين، موضحا أن فريقي العمل سيحددان كافة المهام والتفاصيل، وأكد أن الشركة ملتزمة بتجفيف البحيرة خلال عام وفقا للأمر السامي الكريم.

وقال مسلم إن من بين الحلول التي وضعتها الشركة، معالجة مياه الصرف القادمة من الوايتات وصهاريج الصرف الصحي بمحطة المطار التي سيتم تشغيلها تجريبيا خلال شهرين، وتصل طاقتها إلى 250 ألف متر مكعب، ومحطة الخمرة بطاقة استيعابية 250 ألف متر مكعب إضافة إلى تطوير أربع محطات أخرى قائمة ستضيف طاقة معالجة تصل إلى 150 ألف متر مكعب، مشيرا إلى أن الشركة تعمل على الاستفادة من المياه المعالجة بإنشاء شركات لتسويق هذه المياه، كما تم توقيع اتفاقية مع شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني بهذا الخصوص قبل عدة أشهر.

وعن الاستفادة المستقبلية من المياه المعالجة قال المهندس لؤي مسلم «الشركة الآن تبيع المياه المعالجة وتنشئ شركات لتسويقها وهذه إحدى الخطوات والمقترحات التي نعمل بها مع شركة جدة للتطوير العمراني وتم توقيع عدد من الاتفاقيات طويلة المدى في بعض المدن لبيع المياه لتستخدم في الأغراض الصناعية والزراعية والتجارية، وهناك دراسات تؤكد الطلب والاحتياج في السوق ونحتاج استراتيجية لعمل ذلك» وعن تأثير عدم استكمال مشاريع الصرف الصحي والصب في البحيرة، قال المهندس عادل فقيه «تجفيف البحيرة ليست له علاقة مباشرة باستكمال برامج الصرف الصحي، كما أشار الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية إلى أنه سيتم خلال شهرين تشغيل محطة المطار وهي محطة كبيرة كما هو معروف، الآن توقف الصب نهائيا في البحيرة ونحن قضيتنا الآن ليست قضية نقل المياه إلى البحيرة، القضية إزالة المياه المجمعة منذ سنوات». إلى ذلك، حصلت «الشرق الأوسط» على التقرير الأسبوعي لوضع بحيرة الصرف الصحي هذا اليوم والذي كشف عن خفض مستوى المياه في البحيرة من 10.8 متر بعد السيول الأخيرة إلى 8.2 متر حي يوم أمس الأربعاء أي ما مقداره 6.75 متر مكعب وهو رقم قياسي لم يصل إليه منسوب المياه في البحيرة المذكورة منذ سنوات.