رئاسة الحرمين تخضع عاملين وعاملات في الحرم المكي إلى برنامج عن مهارات الإشراف والرقابة

المنصوري لـ «الشرق الأوسط»: بعض العاملات في الإرشاد يحملن مؤهلات جامعية عليا

العاملون في الحرم يتم تدريبهم على التنظيم ومهارات التعامل مع الآخرين («الشرق الأوسط»)
TT

أكد لـ«الشرق الأوسط» مسؤول في شؤون الحرمين أن عددا كبيرا من العاملات في الإرشاد بالحرم المكي يحملن مؤهلات جامعية عليا. مشيرا إلى أنه تم إخضاع العاملات والعاملين مؤخرا إلى برنامج تدريبي عن المهارات الإشرافية والرقابية للعاملين والعاملات في المسجد الحرام لمدة 5 أيام.

أوضح هذا أحمد منصوري، مدير العلاقات العامة في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «يوجد نحو 150 مرشدة من مختلف الأعمار والمؤهلات يعملن في الحرم المكي هذه الأيام»، موضحا أنه «تتم زيادة أعدادهن في الموسم بحسب ما تقتضيه الحاجة».

وأضاف أن «مهام العاملات في الحرم الذي تشرف عليه وحدة شؤون المرشدات التابعة لرئاسة الحرمين، تتمثل في الإشراف على المصليات وتوجيه الزائرات وتنظيم الصفوف في المطاف وخلف المقام وإسداء النصح بالحكمة والموعظة الحسنة، كما يقوم البعض منهن بالعمل في البوابات وفتوى الزائرات ومنع دخول الممنوعات والإشراف على أعمال النظافة». مشيرا إلى أن الموظفات يعملن في 4 ورديات.

وحول المواسم وكيفية التعامل معها، قال منصوري: «تتم زيادة أعدادهن من خلال الوظائف المؤقتة التي تطرح في فترات الموسم في رمضان ومواسم الحج». مشيرا إلى أن بعض العاملات يحملن مؤهلات جامعية عالية.

وكانت رئاسة الحرمين اختتمت الشهر الماضي برنامجا تدريبيا موجها للعاملين والعاملات في المسجد الحرام بعنوان «تنمية المهارات الإشرافية والرقابية للعاملين والعاملات في المسجد الحرام» على مدار 5 أيام. عقد البرنامج التدريبي للعاملين في كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة أم القرى، ونفذ البرنامج التدريبي للعاملات في مقر فرع الطالبات بجامعة أم القرى بالزاهر.

واستفاد من البرنامج 50 موظفا وموظفة من العاملين والعاملات في المسجد الحرام، وتناول البرنامج عددا من المحاور، منها مهارات التعامل مع الآخرين ومهارات الاتصال وتنظيم بيئة العمل وغيرها من المحاور ذات العلاقة بالدورة.

وبحسب المنظمين «يأتي هذا البرنامج وغيره من البرامج التدريبية التي تنفذها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لرفع أداء العاملين والعاملات في الحرمين الشريفين وتقديم أفضل وأرقى الخدمات لرواد الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والزوار».

ويشار إلى أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تقوم بين وقت وآخر بإخضاع موظفيها العاملين في الحرم المكي في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة إلى عدد من الدورات التدريبية والتأهيلية، في محاولة لإفادتهم والحصول على أقصى درجات التعامل الجيد وحسن الأداء.

إلى ذلك عقدت الخميس الماضي الجلسة الختامية لورشة عمل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تحت عنوان «الخطة الاستراتيجية لتقنية المعلومات بالرئاسة». وتم فيها عرض المفاهيم والأهداف الاستراتيجية، لتقنية المعلومات بالرئاسة من خلال الربط بين التحليل والمحاور الاستراتيجية، مع وضع الأهداف المحددة في نهاية جلسة العمل.

وفي المدينة المنورة حمل تقرير عن منافذ الحرم النبوي الشريف أن الـ85 بابا التي تشكل المداخل الرئيسية لزوار المسجد، تعد أيضا منفذا للمسلمين للدخول إلى قصة امتدت إلى نحو ألف عام ونيف، منذ بنى الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - المسجد، واضعا 3 أبواب من جهاته الشرقية والغربية والجنوبية، حتى تشييد الباب 85 للمسجد.

وبحسب المؤرخين، فإن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - هو أول من اتخذ قرارا بإضافة 3 أبواب ساندت أبواب «الرحمة» و«جبريل» و«أبو بكر»، عقب أن زاد عدد المسلمين آنذاك في العام السابع عشر من الهجرة، بينما استحدث عثمان بن عفان – رضي الله عنه - بابا واحدا خصصه للنساء.

ويذهب المؤرخون إلى أنه «وسع الوليد بن عبد الملك المسجد، واضعا 20 بابا، ووضع زينة لها من الداخل بالرخام والذهب والفسيفساء».

بينما توالت التوسعة للمسجد بعد ذلك في العصر العباسي، وتشير أقوال الخبراء في التاريخ العباسي إلى أن الخليفة المهدي بن المنصور بنى 4 أبواب أخرى، لتصل إلى 24 بابا، 8 منها في جدار الحائط الشرقي، و8 أخرى في جدار الحائط الغربي، و4 في جدار الحائط الشمالي و4 في جدار الحائط الجنوبي.

وجاء في عهد السلطان الظاهر سيف الدين عام 852هـ باب آخر، في الجهة الشمالية بالمقصورة الخشبية التي وضعها السلطان بيبرس، بينما أثر حريق وقع في ليلة الثالث عشر من رمضان عام 886هـ على المئذنة الرئيسية في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد، ثم انتقلت النيران إلى سقف المسجد ومنه إلى مختلف أجزاء المسجد، أمر بعدها السلطان المملوكي الأشرف قايتباي بإعادة بناء المسجد كله، وامتدت العمارة حتى رمضان 888هـ، زادت بعد ذلك مساحة المسجد، بينما سدت معظم أبواب التوسعة العباسية، وبقي للمسجد 4 أبواب فقط.

واستمر المسجد النبوي الشريف بعد توسعة قايتباي نحو أربعة قرون من دون أي إضافة تذكر، حتى أمر السلطان عبد المجيد العثماني بتعمير المسجد من جديد، عام 1265هـ، وقد استغرق ذلك نحو 12 عاما، انتهى في 1277هـ، بتكلفة بلغت نحو 750 ألف جنيه مجيدي.

حافظت عمارة السلطان عبد المجيد على الأبواب الأصلية للمسجد، وهي باب «السلام»، وباب «جبريل»، وباب «النساء»، وباب «الرحمة»، إلى جانب باب «المجيدي» الذي أضيف، وسمي بذلك نسبة إلى السلطان عبد المجيد.

وكان الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، أول المضيفين إلى أبواب المسجد في عهد الدولة السعودية، حيث بلغ مجموع الأبواب 10 أبواب.

بينما جاءت أكبر توسعة شاملة شهدها المسجد النبوي، في عهد الراحل الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وهي التي بدأت عام 1405هـ، بمساحة 450 ألف متر مربع، تستوعب نحو 650 ألف مصل، واستحدثت توسعة الراحل الملك فهد بن عبد العزيز، مداخل واسعة في النواحي الشمالية والشرقية والغربية، تتوزع في كل من هذه المداخل 5 أبواب متجاورة، بعرض 3 أمتار، إلى جانب باب جانبي بعرض 6 أمتار في كل من جانبي المدخل الكبير، وبني المدخل من الحجر الاصطناعي المكسو بالرخام من الداخل وبالجرانيت من الخارج، وركبت في هذه المداخل أبواب ضخمة، يبلغ ارتفاع الواحد منها نحو 6 أمتار وعرضه 3 أمتار. وتطلب صنع أبواب المسجد النبوي كميات كبيرة من الخشب جلبت من أنحاء العالم، وجففت آليا في المملكة المتحدة، توجهت بعد ذلك إلى إسبانيا، حيث صنعت هناك الأبواب، وفق أساليب متخصصة - لم تستعمل فيها المسامير أو الصمغ - بينما صبت العناصر الزخرفية النحاسية في فرنسا، وصقلت ثم طليت بالذهب في «مغاطس»، قبل تركيبها، ويبلغ وزن الباب الواحد عند تركيبه نحو 2.5 طن.

وبقيت الأبواب الرسمية للمسجد النبوي هي «السلام، والرحمة، وجبريل، والنساء، وأبو بكر الصديق، والملك عبد العزيز، وعثمان بن عفان، والمجيدي، وعمر بن الخطاب، والملك سعود»، بينما تم الاكتفاء بترقيم الأبواب 75 الأخرى، باعتبارها مداخل تابعة للأبواب 10 الرئيسية.