الشؤون الاجتماعية: رصدنا أخطاء إدارية في الجمعيات الخيرية.. ولا وجود لاختلاسات

دعت إلى تشكيل لجنة موحدة بين دول الخليج لمناقشة قضايا العمل التطوعي

الأمير مشعل بن ماجد خلال افتتاح المهرجان الخليجي للعمل الاجتماعي في جدة («الشرق الأوسط»)
TT

أكدت مسؤولة في الشؤون الاجتماعية لـ«الشرق الأوسط»، تسجيل بعض الأخطاء الإدارية في تطبيق الأنظمة بالجمعيات الخيرية الأهلية التي تعمل تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية، غير أن تلك الأخطاء لا تصل إلى درجة التجاوزات المالية.

وقالت نورة آل الشيخ، مديرة الإشراف الاجتماعي بمنطقة مكة المكرمة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تعد وزارة الشؤون الاجتماعية ضابطا رقابيا على جميع الجمعيات الخيرية التابعة لها، عدا خضوع تلك الجمعيات للرقابة المالية من قبل الوزارة والجهات الأخرى المتخصصة».

وأشارت إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية لم تضبط أي حالات اختلاسات أو توجيه للأموال بشكل غير صحيح في الجمعيات الخيرية كافة التابعة لها، مؤكدة عدم وجود أي خلل مالي في تلك الجمعيات بقدر ما يكون هناك أخطاء إدارية فقط.

وأرجعت سبب انتقاد المجتمع الجمعيات الخيرية إلى عدم وضوح الرؤية أو المعلومة التي تؤدي إلى التسرع في طرح بعض مشكلات هذه الجمعيات، مما يؤثر سلبا في ثقافة العمل التطوعي والمجتمع بشكل كامل، مشددة على ضرورة تحري الصدق حول أي معلومة تخص ذلك المجال.

ولفتت إلى فتح الوزارة منذ نشأتها أبواب العمل التطوعي أمام الراغبين في المشاركة به من الدور الاجتماعية، ولا سيما أن خطة الشؤون الاجتماعية في ذلك المجال ليست جديدة، غير أن ما يتم الآن هو ترجمتها فعليا، مبينة أن ما يتم بذله من جهود في مجال العمل التطوعي لا يرتبط بزمن معين.

وأضافت: «إن جميع الجمعيات والمؤسسات الخيرية واللجان الأهلية تقوم في مجملها على العمل التطوعي، غير أننا بحاجة إلى تفعيل تلك الثقافة من خلال الأسرة في ظل وجود راغبين في العمل بذلك الجانب، غير أنهم يواجهون معوقات تتضمن ثقافة أسرهم نفسها».

وأكدت نورة آل الشيخ إمكانية تشكيل لجنة موحدة بين دول الخليج كافة، وذلك بهدف مناقشة قضايا العمل التطوعي في منطقة الخليج، لافتة إلى أن ذلك ما سيتم الانتهاء إليه من خلال توصيات المهرجان الخليجي الثاني للعمل الاجتماعي.

وشهد المهرجان، الذي تم افتتاحه أول من أمس برعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وحضور الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة، والدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية، مشاركة نحو 7 دول خليجية بهدف توحيد الجهود الخليجية في العمل الاجتماعي، وذلك تحت شعار «نحو شراكة اجتماعية لتنمية مستدامة».

واستطاع أكثر من 20 طفلا وطفلة من الأيتام التابعين لدار الحضانة الاجتماعية في جدة تجسيد شعار «خليجنا واحد» من خلال أوبريت غنائي تم الإعداد له في غضون 10 أيام بهدف الترحيب بالحضور من دول الخليج كافة.

وجمع الأوبريت، الذي جاء بمثابة افتتاحية للمهرجان الخليجي الثاني للعمل الاجتماعي والمستمر لمدة ثلاثة أيام متتالية، مجموعة من الأغاني الوطنية لكل دولة خليجية مشاركة، التي أدى على أنغامها الأطفال الأيتام رقصات شعبية خليجية من كل دولة.

وبالعودة إلى مديرة الإشراف الاجتماعي بمنطقة مكة المكرمة، التي أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن جميع الأغاني الوطنية الخليجية تم تجميعها بطريقة فنية من قبل دار الحضانة الاجتماعية في جدة بهدف الظهور بصيغة أخرى للترحيب بالضيوف من واقع الخليج نفسه.

واستطردت في القول: «تم تنفيذ جميع تفاصيل المهرجان من قبل الجمعيات الخيرية والأسر المنتجة، وذلك من أجل تحقيق شعاره الذي يدعو إلى الشراكة الاجتماعية للتنمية المستدامة».

وأبانت أنه تمت الاستعانة بطفل متعدد الإعاقات من مركز التأهيل الشامل بجدة لافتتاح المهرجان بتلاوة القرآن الكريم، إلى جانب المتطوعين في التنظيم من قبل شباب «غيّر حياتك»، عدا تنفيذ الهدايا وحقائب المؤتمر عن طريق الجمعيات الخيرية والحرفيات السعوديات.

من جهته، أكد الدكتور يوسف العثيمين، وزير الشؤون الاجتماعية، خلال كلمة ألقاها أول من أمس أثناء افتتاح المهرجان في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، وجود مشروعات إنتاجية سعودية لم تستوعبها هذه المناسبة لتنقلها واقعا حيا، والتي من ضمنها مشروع قوارب الصيد في منطقة عسير، وصيد الأسماك في ثول بمنطقة مكة المكرمة، إلى جانب مشروع السواك بجوار الحرم المكي الشريف.

وشهد اليوم الأول من المهرجان الخليجي الثاني للعمل الاجتماعي، أول من أمس، جلسة تحاورية بعنوان الأسر المنتجة وبرامجها في تحقيق التنمية المستدامة، بينما ناقش المشاركون أمس محور العمل التطوعي وأثره في التنمية المستدامة، إلى جانب التكامل بين القطاعين الحكومي والأهلي لتحقيق التنمية المستدامة.

وفي السياق ذاته، كشف المهندس عبد العزيز بن عبد الله حنفي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة عن بلوغ نسبة الدول الصناعية على مستوى العالم نحو 20 في المائة، والتي تعتمد اقتصاداتها على ما يقارب 80 في المائة من المواد الطبيعية المتاحة عالميا. وقال خلال ورقة عمل قدمها أمس في جلسات المهرجان الخليجي الثاني للعمل الاجتماعي: «تلك النسب تدل على وجود ضغط خطير على الموارد الطبيعية في الأرض، خصوصا في ظل انعدام التنمية بالمناطق الفقيرة في العالم».