تحويل أكبر بناء أثري في المملكة لمركز جذب سياحي

أمر ببنائه الملك عبد العزيز في القرن الماضي ليكون ثكنة عسكرية

TT

أكد مسؤول رفيع بحائل (شمال السعودية) تحويل مبنى القشلة الأثري إلى نقطة جذب سياحي للمنطقة ودرة معمارية، بعد اكتمال عدد من المشاريع التنموية بحائل.

ويعود تشييد مبنى القشلة بناء على أمر من الملك عبد العزيز - رحمه الله - عام 1361 للهجرة، وانتهى العمل بعد عام من ذلك التاريخ، ليجعله ثكنة عسكرية لتدريب الجنود، وحفظ الأمن والاستقرار لأهالي حائل والمناطق المحيطة بها، ليعد أكبر بناء تاريخي على مستوى السعودية.

ويتميز مبنى القشلة باحتوائه على نمط بناء على الطراز النجدي القديم، ويشغل مساحة تتجاوز 20 ألف متر مربع، ويتكون من دورين، وشُيد بالطين، ليُشكل ارتفاعا في جدرانه 15 مترا، ويضم في زواياه 8 أبراج مربعة الشكل، وتنتشر في الواجهات فتحات للرماية، كانت تستخدم للدفاع عن الحصن.

الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، أكد أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمر أثناء زيارة له للمنطقة بتوسعة طريق الملك عبد العزيز القريب من مبنى القشلة، وهو ما سيجعله نقطة جذب سياحي، ودرة معمارية تُميز منطقة حائل، وتحظى باهتمام المواطنين والزوار.

وأكد أمير حائل خلال إطلاقه فعاليات معرض التراث العمراني بالمنطقة، المصاحب للمؤتمر الدولي الأول للتراث المعماري بالدول الإسلامية، أن جميع المشاريع في حائل مرتبطة مع بعضها، وقال «نحن نقف اليوم أمام هذا الصرح التراثي التاريخي والمعلم السياحي، فالساحات المجاورة له بحاجة لتطوير وإعادة تأهيل، كون التراث جزءا لا يتجزأ من أولويات هذه البلاد».

وأضاف أمير حائل أن اهتمام القيادة بالتراث العمراني، يأتي تجسيدا للاهتمام بما من شأنه الارتقاء بالوطن والمواطن، لأن التراث جزء من ماضي الأمة، وأي أمة لا يوجد لها تراث لا يوجد لها ماض ولا حاضر، وليس لها مستقبل، فالكثير من المواقع الأثرية في بقية مناطق المملكة سيكون لها مردود كبير تراثيا وسياحيا.

من جانبه، أكد المهندس مبارك السلامة المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار بحائل وأمين مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تقوم وبمشاركة وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الثقافة والإعلام، ووزارة التعليم العالي، وجامعة الملك سعود ومؤسسة التراث الخيرية، ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإسطنبول (أرسيكا) التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، بتنظيم هذا المؤتمر وفعالياته، حيث تشارك في هذه التظاهرة الكبيرة 15 جامعة من الجامعات المحلية، و11 غرفة تجارية، في ورش عمل تناقش أبعاد الاستثمار السياحي، الذي حُدد ضمن الأهداف الكثيرة للمؤتمر، حيث تبرز الأهمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية للتراث العمراني كأحد القطاعات الأساسية للتنمية. وتعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار على تطوير المدن التاريخية، وتأهيل وتطوير القرى التراثية، ومشاريع الأسواق الشعبية، ومراكز الحرف والصناعات التقليدية، والفنادق التراثية، وتوظيف التراث العمراني في المجال السياحي.

وأكد المهندس السلامة أن الدولة وضعت آليات لتمويل مشاريع التراث العمراني، مشيرا في ذات الوقت إلى نماذج للتمويل الحكومي، الرامي إلى تشجيع المهتمين للاستفادة من هذه الفرص، كما يمكن الاستفادة من مبادرات القطاع الخاص المهمة.