وصية السفر: انتبه من البرامج المنسوخة

TT

تكاد تكون عبارة «انتبه من حمل البرامج المنسوخة» هي الوصية الأشهر، التي تقدم للمسافر إلى الخارج أو الطالب المبتعث، في ظل سن قوانين مشددة في بعض الدول الأجنبية، تصل أحيانا إلى عقوبة السجن المؤبد للمتورطين بحمل هذه «الممنوعات»، وهو ما يجعل الاستفسار عن إجراءات تفتيش أجهزة الكومبيوتر في المطارات الأجنبية يتصدر كثيرا من المواقع والمنتديات الإلكترونية.

وكانت مصلحة الجمارك السعودية قد حذرت في وقت سابق المواطنين الذين يسافرون إلى أوروبا وأميركا، من اصطحاب أجهزة الكومبيوتر المحمول إذا كان محملا عليها برامج منسوخة غير أصلية، لكون ذلك قد يعرضهم لمخاطر عقوبة السجن التي تتراوح أحيانا من 10 إلى 20 سنة، إلا أن الكثير من المسافرين يستندون على تجاربهم في تفنيد ذلك، مؤكدين أنهم لم يتعرضوا لأي إجراءات من هذا النوع أثناء سفرهم إلى الخارج.

في حين يفضل آخرون العمل بقاعدة «من خاف سلم»، في أخذ الحذر والحيطة في هذا الجانب، وإبقاء الأجهزة ذات البرامج المنسوخة و«الأسطوانات» المغشوشة داخل البلاد، ليس ذلك فقط، بل قد يطال «فوبيا» الخوف من العقوبات، البرامج المحملة على أجهزة الهواتف الجوالة أو الهواتف الذكية، التي أصبحت بمثابة حواسيب مصغرة.

وهنا ينصح الدكتور خالد الغثبر، خبير سعودي ومدير مركز التميز لأمن المعلومات بالرياض، باستخدام البرامج المجانية ذات المصادر المفتوحة، التي توفرها عدد كبير من الشركات، ويؤكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الموقع الإلكتروني لمركز أمن المعلومات وفر عددا منها للمستخدمين، مما يمكن من استخدامها مجانا ودون مخاطر محتملة أو دفع مبالغ باهظة. لكن تبقى للمبتعثين قصص طريفة مع مخاوف البرامج المنسوخة، حيث يقول فهد المحمد «قررت ترك جهازي (اللابتوب) في السعودية قبل ذهابي إلى أستراليا، بعد تحذيرات زملائي من خطورة تفتيشه، وعندما ذهبت واشتريت جهازا جديدا، وجدت أن الأستراليين يبحثون عن البرامج المنسوخة مثلنا، وربما أكثر!».

وعلى أحد الأسئلة الإلكترونية الشائعة، يوجه ماجد نصيحة لأحد المبتعثين المحتارين، قائلا «إذا كان جهازك من ماركة معروفة، فستجد أن الويندوز المرفق معه أصلي، وبرفقته أيضا أكثر من (سي دي) للتعاريف وللويندوز الأصلي، فاعتمد عليها وابتعد تماما عن المحلات والبرامج المغشوشة».

وربما يكون أبسط الحلول لذلك، ما يوفره موقع شركة «مايكروسوفت» على الإنترنت من إمكانية التأكد من كون البرامج الموجودة على الجهاز أصلية أم مغشوشة، وهي خدمة مجانية، تتيح اختبار برامج المستخدم خلال دقائق معدودة، وربما تكشف أكاذيب بعض محال الكومبيوتر التي تدعي امتلاكها وإنزالها للبرامج الأصلية على أجهزة زبائنها، رغم كونهم أول المتورطين في «مافيا» البرامج المنسوخة.