تجارب فنية وإنسانية في أول مؤتمر لـ«تيد» العالمية في السعودية

قدمها ناشطون شباب في التقنية والتصميم والعمل الخيري

أحد المتطوعين يتحدث عن تجربة العمل التطوعي في السعودية خلال مؤتمر لـ«تيد» في الظهران شرق البلاد («الشرق الأوسط»)
TT

أقامت منظمة «تيد» العالمية أول فعالية لها في السعودية مساء أول من أمس. وجاءت الفعالية التي أقيمت بمدينة الظهران وحضرها 200 شخص، لتقدم مجموعة من الأفكار الإبداعية في مجالات عدة تشمل الفنون والتقنية والأعمال الإنسانية. وتأتي هذه الفعالية، التي كانت بمثابة مؤتمر مصغر قدم خلاله ستة من الشباب السعوديين تجارب نوعية في مجالات فنية وتقنية وإنسانية، بعد أن صرحت «تيد» العالمية بإقامة مؤتمراتها خارج الولايات المتحدة وبريطانيا كما جرت العادة منذ 1984.

وتعد مؤتمرات «تيد» العالمية من أكبر الفعاليات العالمية في مجال الإبداع، وهي عبارة عن فعالية سنوية تقام في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة لعقد مؤتمر آخر عالمي يقام هذا العام في بريطانيا. ويهتم المؤتمر بنشر الأفكار التي تستحق التقدير والاهتمام في مجالات متعددة من ضمنها التقنية والتصميم والترفيه. وتهتم فعاليات المؤتمر بالتطرق للمواضيع التي تهتم بالعلوم والفنون والتصميم والقضايا العالمية والعمارة والتقنية وغيرها. ويستقطب المؤتمر الكثير من المتحدثين في العالم، ومن يتربعون على المناصب العليا كرؤساء الدول والإعلاميين وبعض الحاصلين على جوائز نوبل وغيرهم. كما يعلن المؤتمر في كل سنة عن الفائزين من المتحدثين في المؤتمر، حيث ترصد لهم جوائز عينية ضخمة، بالإضافة إلى التعهد برعاية الكثير من المتحدثين أصحاب الإبداع والأفكار من قبل أصحاب القرار ورؤوس الأموال.

ويحمل المؤتمر شعار «أفكار تستحق الانتشار»، حيث يعد الطابع الغالب على المتحدثين الذين تستضيفهم «تيد» أنهم يقدمون أفكارا ذات طابع ابتكاري لحل مجموعة من المشكلات في التقنية والحياة البشرية. وتبلغ تذكرة حضور مؤتمر «تيد» العالمي 4500 دولار، ويشكل غالبية جمهوره النخب في السياسة والتقنية والتجارة والأعمال الإنسانية، الذين يسعون إلى تبني الأفكار التي يطرحها المتحدثون.

وفي يوم الثلاثاء الفائت كانت التجربة السعودية الأولى التي استضافتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران (شرق السعودية) بتصريح رسمي من «تيد» العالمية. وتأتي هذه التجربة تمهيدا لإطلاق مؤتمر أكبر على مستوى المنطقة الشرقية ثم السعودية.

وفي المؤتمر، تحدث ستة شبان سعوديين عن تجاربهم وأفكارهم في مجالات التصوير والإنتاج والابتكارات والعمل الخيري والمنظمات الطلابية. والمتحدثون هم علاء المكتوم وفهد الدعجاني وسامي آل عبد ربه وعماد دغريري والمهند الكدم وأدهم قاري.

وكان الحاضر الأبرز في المؤتمر المخرج السعودي علاء المكتوم الذي تحدث عن تجربته في إنتاج فيلم دعائي قصير يحمل مسمى «إرهاب الشوارع»، وذلك للتحذير من الكوارث التي تتسبب فيها الحوادث المرورية في السعودية. ويجد الفيلم رواجا كبيرا في السعودية، وحضورا في الوسائل الإعلامية خلال الفترة الراهنة، حيث وصل عدد المشاهدات للفيديو إلى قرابة نصف مليون مشاهدة من مستخدمي الإنترنت خلال فترة عشرة أيام من إنتاجه. وذكر المكتوم أن الفيلم استغرق إعداده 180 ساعة خلال 37 يوما من العمل باستخدام مجموعة من البرمجيات المتقدمة في مجال إنتاج الفيديو. وقال المكتوم إن الهدف الرئيسي للفيديو كان إعادة تقديم الحقائق المعروفة بطريقة مختلفة تماما عن السائد، حيث لم يحتو فيلم «إرهاب الشوارع» الذي تبلغ مدته ست دقائق على أي مشهد عنيف للدمار الذي تتسبب فيه الحوادث المرورية كما جرت العادة، مقتصرا على الربط بين إحصاءات الحوادث المرورية في السعودية بطريقة هندسية مبدعة.