منطقة عسير: سيدات يواجهن «ركود الوظائف» بتكتلات استثمارية

جدة تحتضن لقاء يجمع بين صاحبات المشاريع الصغيرة والداعمين في 12 يونيو

جانب من أعمال سعوديات تابع لصالون تجميل
TT

بادرت سيدات أعمال في المنطقة الجنوبية بتشكيل تكتل، كسرا لحاجز الركود الوظيفي والاستعاضة عن قلة التوظيف في القطاع الحكومي، بإنشاء مشاريع استثمارية ناجحة، من خلال منتدى الفكر والاستثمار الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية بأبها.

وجذبت المبادرة التي تمثل التحالف الأول من نوعه عددا كبيرا من مختلف شرائح المجتمع النسائي في المنطقة، للتعريف بالمنتج المحلي اليدوي والإنتاج الإلكتروني ضمن بازار ضم إنتاج سيدات مستثمرات.

وأكدت لـ«الشرق الأوسط» هيفاء حموض، رئيسة لجنة سيدات الأعمال بمنطقة عسير، أن النسبة العظمى من سيدات الأعمال المستثمرات في جميع المدن السعودية، وخصوصا في منطقة عسير، يعتمدن في مشاريعهن على القروض المصرفية, وهذا - بحسب قولها - يدخل المستثمرة في دائرة الديون والالتزامات، ويفقدها المعنى الحقيقي لمسمى سيدة أعمال، التي تعتمد في استثماراتها على رأسمالها الخاص.

وطالبت صناديق الاستثمار التمويلية والجهات المسؤولة بتقنين مسمى «سيدة أعمال»، وفق ضوابط وقوانين استثمارية، واستدركت: «ذلك لأنها تمول سيدات أعمال يفتقرن إلى التثقيف الاستثماري، فالكثير من سيدات الأعمال يواجهن صعوبة في التحدث بلغة الاقتصاد المطلوبة، وبعضهن يجهل عالم الاستثمار وسياسات الاقتصاد».

وفي إطار آخر، تحدثت رئيسة لجنة سيدات الأعمال بمنطقة عسير عن المعوقات التي تواجه تأخر تطبيق السعودة في معظم مشاريع الاستثمار العائدة لنساء، مشيرة إلى أن من أهمها نظرة المستثمرة لطالبة العمل السعودية، ومساواتها ماديا بالعاملة الأجنبية، دون مراعاة للفروق الاجتماعية والأسرية، أو تقديم بعض الحوافز المشجعة, مما يتسبب في تقليص نسبة إقبال الفتيات السعوديات على العمل داخل صالونات التجميل والمطاعم النسائية, والتي أقيمت بهدف تحجيم البطالة في المنطقة.

وقالت هيفاء حموض إن إقامة مثل هذا المنتدى في منطقة عسير، وفي هذا التوقيت، يتزامن مع احتياجات المنطقة الاقتصادية وسيداتها، بجانب الوقوف على تنشيط الجهة الاستثمارية النسائية، واللقاء بعد فترة من الانقطاع أدى إلى ركود في النشاط الاستثماري النسائي. وأشارت إلى أن الهدف الرئيسي من إقامة المنتدى هو إيصال صوت المستثمرات السعوديات إلى المسؤولين في الجهات الحكومية المعنية بقطاع الاستثمار.

ولفتت السيدة هيفاء إلى أن نسبة المستثمرات في قطاع خدمة المطاعم وصالونات التجميل بلغت 43 في المائة، في حين أن القطاع الصناعي لم تتجاوز نسبتهن فيه 3 في المائة, مرجعة السبب إلى العوائق التي تواجهها المستثمرة داخل أروقة الأمانة والبلدية ومكتب العمل، مما جعل معاملات هذه المشاريع أسرع وأسهل من غيرها.

يشار إلى أن عددا كبيرا من السيدات اتجهن إلى إقامة مشاريع مشتركة صغيرة في الأحياء أو في بعض الأسواق في ظل محدودية المشاريع التي تعمل عليها السيدات، وخصوصا في بعض المناطق السعودية.

إلى ذلك، ينطلق في جدة أول معرض يجمع بين صاحبات المشاريع الصغيرة والداعمين لهذه المشاريع، برعاية الأميرة صيتة بنت عبد الله بن عبد العزيز، بعنوان «أيادٍ ناعمة» في 12 من يونيو (حزيران) الحالي بفندق «جدة هيليتون»، بتنظيم إحدى شركات المعارض بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بجدة.

إلى ذلك أوضحت مايا حسن حلفاوي صاحبة المؤسسة المنظمة أن «الهدف الرئيسي للمعرض هو دفع عجلة التطور العملي والإبداعي للمرأة في المجتمع السعودي، وأهمية مشاركة المرأة في تنمية ورقي المجتمع، ولا سيما أن هذا الحدث يكشف القدرات الإبداعية للمرأة بمشاركة مجموعة من الشركات وسيدات الأعمال وصاحبات المشاريع الصغيرة. ويسهم في إبراز دور المرأة السعودية ونشاطاتها وجهودها الفاعلة في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية».

وأكدت حلفاوي أن الاقتصاد الوطني يشهد في الآونة الأخيرة تزايدا مستمرا في عدد المشروعات الصغيرة، وإسهاماتها في استغلال الطاقات والقدرات والمهارات، لا سيما الشابة منها، وتوظيفها في مجالات متعددة ودعم الطاقات الوطنية بوضع لبنات في طريق التنمية الشاملة، والحد من البطالة بما يعود بالنفع عليها وعلى الوطن.

وقالت مايا إن المعرض يعد الأول من نوعه، ويجمع بين صاحبات المشاريع الصغيرة والداعمين لهذه المشاريع، ولقد حققت فكرة المعرض عند كبرى الشركات تجاوبا ملحوظا مثل شركة «موبايلي» وشركة «عبق الأسطورة» التي تبنت المعرض كراعٍ رئيسي له.

وأضافت: «إن المعرض يركز على تشجيع روح المبادرة عند السيدات ونشر ثقافة العمل الحر بين سيدات المجتمع، وإن دعم المشاريع يساعد على خلق فرص عمل لأصحاب المشاريع، وكذلك من يعملون لديهم أو معهم مما يساعد في حل مشكلة البطالة».