نائب أمير الباحة لـ «الشرق الأوسط»: 130 مشروعا للطرق تحت التنفيذ.. و40 غابة جاهزة لزوار الصيف

أكد تغطية 90% من قرى الباحة بالكهرباء.. وكشف عن تراجع الحوادث على طريق الطائف – الباحة

غابة رغدان أشهر غابات الباحة
TT

أكد لـ«الشرق الأوسط» الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الباحة أن 130 مشروعا للطرق يجري العمل عليها في المنطقة بتكلفة تفوق 562 مليون ريال، مشيرا إلى أن نحو 40 غابة أصبحت جاهزة لاستقبال السياح خلال فترة الصيف.

وأضاف أن «الباحة تعيش نهضة تنموية في شتى المجالات ومنها مشاريع الكهرباء التي تغطي ما يزيد على 90 في المائة من مساحتها، كذلك الطرق المعبدة والمزدوجة بدءا من طريق الباحة - الطائف الذي استكمل العمل فيه قبل عام ليربط المنطقة بالغربية والوسطى والشرقية مما يسهل على القادمين الوصول براحة وسلامة بعد أن سجلت الحوادث المرورية فيه أدنى معدلاتها بعد ازدواجه.

واستطرد: «وقد خصص للطرق والنقل بالمنطقة في ميزانية هذا العام مبلغ 562 مليون ريال لأكثر من 130 مشروعا جديدا لطرق رئيسية ومزدوجة وأخرى فرعية بطول يزيد على 250 كيلومترا، إلى جانب إنشاء مبان ودراسات وتصاميم واستكمال مشروعات سابقة تحت التنفيذ منها طريق الباحة – العقيق - المطار بقيمة تزيد على 462 مليون ريال ودراسة وتصميم تقاطعات بيدة وبني ظبيان ومدخل بالجرشي مع طريق الطائف - الباحة – أبها، وازدواجية طريق المندق – الأطاولة، وتحسين تقاطع إمارة المنطقة ووسط مدينة الباحة وطرق أخرى في ناوان بتهامة وتربة على طريق الباحة - الطائف حتى وادي عردة وطرق أخرى في تهامة بطول خمسة وسبعين كيلومترا.

وأشاد الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز بالطريق الدائري الجديد الذي ينفذ بطول يبلغ 46 كم بدءا من رأس عقبة الباحة باتجاه الشفا وعرض 100 متر بعدة مسارات وجزر وشوارع خدمية لخدمة القرى والمباني على جانبيه حيث بدئ فيه قبل عام تقريبا والآن سيتم تنفيذ أربع مراحل على التوالي معتمدة في الميزانية الجديدة ومن المتوقع استكمال المرحلة الأولى وتنفيذ المرحلة الثانية.

وفي مجال مشاريع البناء، أبان نائب أمير الباحة أنه «يتم تشييد عدد من المباني الحكومية التي تحمل الطراز المعماري للمنطقة كمقرات للإدارات الحكومية ومدارس لتعليم البنين والبنات وإنشاء مدينة جامعية على طريق المطار بمحافظة العقيق ومشروعات مياه تدعمها شبكات للمدن والقرى وبدأت تؤتي ثمارها».

وفي الجانب السياحي بين أنه «قبل الصيف هناك زيادة في الغابات المخدومة بما يحقق الراحة والاستجمام في وسط منظومة من الخدمات الأساسية والترفيهية للعائلات والأطفال في جميع المحافظات؛ إذ لا يقتصر على مدينة الباحة».

ورحب نائب أمير منطقة الباحة نائب رئيس اللجنة العليا للتنشيط السياحي بالمواطنين والسياح من مواطني المملكة والدول الخليجية الشقيقة والعرب والأصدقاء المقيمين في المملكة الباحثين عن الأجواء المعتدلة والمناظر الطبيعية الخلابة عبر ما يزيد على أربعين غابة في السراة تزين جبالها الشامخة بارتفاع يزيد على ألفي متر عن سطح البحر».

واستطرد: «تشهد المنطقة توسعا في خدمات المباني المفروشة التي تضاهي الفنادق، وتتطلع المنطقة لوجود فنادق». موجها الدعوة «للمواطنين المستثمرين داخل المنطقة وخارجها للاستثمار الذي سيلقى دعم إمارة المنطقة والأمانة والبلديات الفرعية في المحافظات»، وأضاف أن «المنطقة غنية بالمتاحف العامة والخاصة، ويمكن زيارتها ومعرفة موروث وتراث المنطقة وزيارة القرى الأثرية التي تشهد على هندسة البناء الفريدة التي تميز مباني القرى بالأحجار الطبيعية والمرو الأبيض الذي يرصع جبين المباني القديمة، ومنها قرية ذي عين الأثرية».

واستطرد قائلا إن «نشاط السياحة يأتي بمشاركة عدد من الجهات ذات العلاقة كالنادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون والأندية الرياضية وقافلة الاصطياف التي تشارك فيها الإدارات الحكومية والمؤسسات الأهلية تحت مظلة الإدارة العامة للتنشيط السياحي في الإمارة التي تحرص على وجود برامج جديدة ترضي أذواق السياح من داخل المملكة والدول الخليجية الشقيقة والمقيمين في المنطقة».

وفي السياق ذاته، تشهد منطقة الباحة جنوب غربي المملكة العربية السعودية خلال الشهرين الأخيرين من العام الدراسي نشاطا موسعا في ترميم وتشطيب المباني الجديدة وتجهيز قصور الأفراح لاستقبال المواطنين والسياح بعد أقل من شهر، حيث تستقبل الباحة ومحافظاتها في السراة وتهامة والبادية مئات الآلاف من أبنائها العائدين المنتشرين في أمهات المدن الرئيسة في السعودية مع بدء إجازة نهاية العام الدراسي وتمتع الأبناء والبنات بعطلتهم الرسمية، التي يعد آباؤهم وأسرهم العدة خلالها للحصول على إجازاتهم العادية من مقرات أعمالهم الحكومية والأهلية، لتتزامن مع عطلة آخر العام الدراسي، حيث تشهد الباحة وقراها كثافة سكانية بعد خلو كثير من المساكن لمدة تسعة أشهر تقريبا من أصحابها لوجودهم خارج قراهم للعمل في المدن، بعد أن سجلت المباني الخالية من السكان إبان فترة الإحصاء الذي قامت به مصلحة الإحصاءات للسكان مؤخرا، نسبة كبيرة من المباني المنتشرة في القرى والمدن.

وهنا يوضح عبد الله يعن الله مدير عام التنشيط السياحي أنه «تم تشكيل لجان لإعداد البرنامج العام للتنشيط السياحي بالتعاون مع مديري الإدارات الحكومية، ويجري التفاوض مع الشركة التي سترعى خدمات التسوق أمام سد وادي الملد، حيث ستعمل على إقامة سيرك وبرامج ترفيه للعائلات، بينما تقوم الإدارة التنفيذية لهيئة السياحة بحصر المرافق التي تستقبل السياح، كالشقق الفندقية والمفروشة والمتاحف والقرى القديمة المعتمدة في برامجها السياحية»، مشيدا «بما تحقق هذا العام من خدمات للسياح في المتنزهات والغابات في أنحاء المنطقة».

ووسط توقعات بأن تشهد منطقة الباحة إقبالا كبيرا خلال الصيف مما يتطلب تحضيرات واسعة خدميا وأمنيا، يتحدث العقيد صالح الجعيد مدير مرور الباحة لـ«الشرق الأوسط» مؤكدا أن «إدارته وفروعها في المنطقة أعدت خطة لصيف هذا العام وشهر رمضان لتنظيم حركة السير. وبالتنسيق مع الأمانة تم توحيد بعض المسارات وتعديل اتجاهات السير في شوارع الباحة لتتسع لكثافة السيارات، مما جعلهم يقفلون بعض المداخل ويحولون مساراتها لضيق الشوارع وعدم اتساع بعضها لمسارين في وقت واحد».

في حين أوضح المهندس محمد مجلي أمين الباحة أن «هناك أعمالا جديدة شملت غابتي رغدان والزرائب على الطريق السياحي المؤدي لقرى بيضان وبني حسن، ثم محافظة المندق شملت شق طرق جديدة، وتحسينات، وأرصفة، ومظلات، وإنارة، ومواقع للعائلات، وخدمات عامة ومنها دورات المياه، وطرق المشاة مرصوفة بالأحجار الطبيعية، وملاهي للأطفال، وأكشاكا للبيع، ومجسمات جمالية، وتوسيعا للمسطحات الخضراء، وتسوير الغابة بسياج لراحة العائلات وسهولة تنقلهم داخل غابة رغدان. كما قامت الأمانة بإعداد ساحة متعددة الأغراض بجوار الغابة وتجهيز حديقة الأمير محمد بن سعود وحديقة مهران والعباس وبني ظبيان».

وتشكل قلة المياه أكبر مشكلة سنوية في صيف الباحة في أعوام مضت، إلا أن هذا العام يبدو أنه سيختلف تماما، خاصة بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة في الأشهر الماضية، وهو ما يشير إليه المهندس محمد العضيد مدير عام المياه، بأن «المنطقة شهدت هذا العام أمطارا غزيرة بكميات بلغت 168 ملم رفعت منسوب المياه في السدود التي تغذي أشياب المنطقة بالمياه الصالحة للشرب، وتشمل سد العقيق وسد ثراد، الذي بلغت كميات المياه فيه أكثر من عشرين مليون متر مكعب»، وأضاف أن «كمية المياه التي ستصل من محطة تحلية الشعيبة عبر مشروع خط المياه الناقل بين الطائف والباحة سيعلن تماما انتهاء الأزمة وسيجعلها من الماضي، حيث تمت ترسية المشروع على إحدى الشركات بتكلفه تصل إلى مليار واثنين وستين مليون ريال. ومن المتوقع الانتهاء من المشروع خلال السنوات الثلاث القادمة».

وحول السدود التي نفذت وتنفذ في الباحة ومحافظاتها لحفظ المياه التي تغذي مناهل المنطقة، أكد أنه «يجري حاليا تنفيذ 15 سدا في عردة بارتفاع 70 مترا تحفظ أكثر من 68 م3 من مياه الأمطار المتدفقة عبر جبال السراة في اتجاه تربة. وكذلك سدود في أودية تهامة تقف إلى جانب 28 سدا قديمة تحفظ ملايين الأمتار المكعبة من مياه الأمطار التي تساهم في زيادة المياه الجوفية للسقيا والري».

ويقدر العضيد الاحتياج من خدمات المياه والصرف الصحي حتى نهاية الخطة الحالية بأن تصل أطوال الشبكات للمياه 850 كم وعدد التوصيلات المنزلية 17000 وصلة، بينما تستهدف الخطة أن يصل عدد محطات المعالجة للصرف الصحي إحدى عشرة محطة بطاقة إنتاجية تصل إلى 180 ألف متر مكعب وأن يبلغ عدد التوصيلات المنزلية للصرف الصحي 60 ألف وصلة منزلية.

وأضاف أن «ميزانية العام الماضي وهذا العام حملت ما يقرب من 1800 مليون ريال حيث تم اعتماد مبلغ 632 مليون ريال لمشاريع الباب الرابع، ومنها دراسة وتصميم مشاريع المياه والصرف الصحي بمنطقة الباحة بخمسين مليون ريال، وتنفيذ مشاريع مياه للمنطقة بمبلغ 150 مليون ريال، وتنفيذ خطوط ناقلة ومحطات ضخ ومناهل جديدة بمبلغ 150 مليون ريال، ولإيصال التيار الكهربائي لمحطات الضخ بخمسين مليون ريال، ومشروع إنشاء مختبر للمياه ومستودعات بثلاثين مليون ريال، وإنشاء خزانات للمياه بمائة مليون ريال، وتدعيم المشاريع تحت التنفيذ بمائة ومليوني ريال».

وأبان المهندس العضيد أن «لدى إدارته استراتيجية طويلة المدى للمياه حتى عام 1461هـ لدراسة احتياجات المنطقة ومحافظاتها من المياه لخمس خطط قادمة يتم فيها جلب المياه عبر مشروعات نقل المياه من وادي عردة بعد اكتمال مشروع السد الأكبر من نوعه إلى جانب مشاريع نقل المياه من سد العقيق ووادي ثراد والجنابين والأحسبة ووادي دوقة ووادي عليب والمرحلة الثالثة من مشروع محطة التحلية بالشعيبة، والمتوقع من هذه المشاريع تدفق المياه بكمية تبلغ 91م3 يوميا حتى نهاية هذا العقد لمدة عشر سنوات».

وأضاف أن «الدراسة توضح أن الفجوة في حجم مياه الشرب تتفاوت بين السلبية والإيجابية بحسب عدد السكان في كل محافظة وكمية الاستهلاك؛ إذ تشير الإحصاءات إلى أن عدد سكان المنطقة في آخر إحصائية عام 1425هـ بلغ 377.739 نسمة، بينما يتوقع زيادة عدد السكان ليصل إلى 553.705 نسمة عام 1460هـ وبالتالي سيرتفع إجمالي حجم الطلب الحقيقي لمياه الشرب من قرابة 73000م3 هذا العام إلى أكثر من مائة ألف متر مكعب يوميا في ظل مشروعات مياه تحلية بين عشرة آلاف م3 هذا العام لتصل بالتدريج لأربعين ألف متر مكعب بعد عشر سنوات إلى جانب المياه السطحية والجوفية التي قد تصل إلى 91م3 خلال عقد قادم بينما تتسع الفجوة سلبا بين الطلب والمتوفر من مياه الشرب هذا العام بواقع41971م3، وتبدأ الاستقرار لمدة عشرين عاما لتعود سلبا لأكثر من عشرة آلاف متر مكعب بعد ثلاثين سنة لكثرة عدد السكان وازدياد الطلب وثبات المشروعات».