خبراء يضعون المقترحات في أول ورشة عمل لكرسي الأمير سلمان للدراسات التاريخية والحضارية

تأكيدات على تجاوز الكرسي طور الدعاية العلمية وبلوغ التميز والابتكار والتنوع

شعار كرسي الأمير سلمان للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة
TT

شهدت دارة الملك عبد العزيز ورشة العمل الأولى لكرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، الذي وقَّعت جامعة الملك سعود ودارة الملك عبد العزيز في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي عقد إنشائه ومتابعة برامجه وأهدافه العلمية.

وشهد اللقاء الذي عقدته اللجنة العلمية للكرسي لفيفا من الأكاديميين والباحثين والباحثات، ممن كانت اللجنة قد دعتهم للتعريف بأنشطة الكرسي وأهدافه، وطرح أفكارهم ومقترحاتهم، للأخذ بها في بداية انطلاق أعمال كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، وفتح باب الشراكة في برامج الكرسي العلمية.

وعدَّ الدكتور فهد بن عبد الله السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز والمستشار التنفيذي ورئيس الهيئة العلمية للكرسي، الاتفاقية بين جامعة الملك سعود ودارة الملك عبد العزيز مؤهلة للنجاح، لما فيها من التنسيق بين الصفة الأكاديمية المتميزة للجامعة والخبرة الميدانية العملية للدارة، وإن كانت لا تقتصر البرامج على جامعة الملك سعود، باعتبارها مفتوحة أمام كل المتخصصين في جامعات المملكة.

وأكد السماري أن هذا المنشط العلمي والبحثي يعد تكاملا مع الجمعية التاريخية السعودية والندوة العلمية لتاريخ الجزيرة العربية وأنشطة قسم التاريخ العلمية.

وأوضح الدكتور السماري أن اللجنة الإشرافية حريصة على التجاوز بالكرسي طور الدعاية العلمية إلى التميز والابتكار والتنوع، بشرط أن يؤدي الباحثون والباحثات دورهم تجاه أعمال الكرسي وبرامجه، والالتفات حوله بالدعم والمؤازرة والاقتراح المستمر، وأن برامجه ستكون مذاعة للجميع، ولن تقتصر على جامعة معينة أو منطقة جغرافية محددة، مشيرا إلى أن الكرسي لا بد أن يتجاوز عملية البحث التقليدية إلى دوائر علمية ومنهجية جديدة، تتواكب والجديد في علم التاريخ، من حيث المنهج البحثي والموضوعات والتخصصات، وهذا ما يسعى إليه القائمون على الكرسي الذي يعد فرصة ثمينة للمتخصصين في التاريخ لاستظهار طاقاتهم العلمية والبحثية قد لا يجدونها مرة أخرى.

إن اللجنة الإشرافية لديها الإيمان الكامل أن من عناصر نجاح كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية الشفافية والوضوح، سواء من أعمال الكرسي أو من الباحثين والباحثات إذا ما تحمل الطرفان مسؤولياتهما تجاه هذه المنبر العلمي.

وقال السماري: «برامج الكرسي وأهدافه ستكون عرضة للتقييم السنوي من قبل اللجنة الإشرافية، لمعرفة سلبياتها ومعالجتها وتنمية إيجابياتها والتجديد والتحديث، وهذا ما سيجعل هذا الكرسي يحقق عناصر الديناميكية والاستمرارية والحيوية، وسنحاول إذا ما تفاعل الباحثون والباحثات بجدية مع النشاطات العلمية والثقافية والبحثية للكرسي أن يكون الكرسي أنموذجا يحتذى به، وعنوانا للتاريخيين يستظهر قيمة علم التاريخ، ويدعم الباحث والباحثة في تجاوز العقبات للوصول إلى مخرجات علمية تحوي أقصى درجات الجودة، ويكون عنوانا للكراسي العلمية في المملكة».

وأضاف الدكتور السماري أن عناصر مثل التاريخ الرقمي، ودعم البحث النسوي وتاريخ المرأة في الجزيرة العربية، والدراسات الإستراتيجية والترجمة وفتح المشاركة للباحثين والباحثات من خارج المملكة، والخروج بالبحث التاريخي من مفهوم الاهتمام بالماضي إلى التركيز على استقراء المستقبل، من خلال تجربة الماضي ومعطيات الحاضر، مدرجة في جدول أعمال الكرسي المستقبلية، وستكون من أولويات الأهداف القريبة لكرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية.

وأشار إلى إن ورشة العمل حققت كثيرا من النجاح لما تميزت به من الصراحة والإخلاص في الرأي والشفافية، وأن كثيرا من الأفكار ستؤخذ بعين الاهتمام في ظل رسالة الكرسي نحو دراسة تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، من خلال توظيف أحدث المناهج والتقنيات العلمية في التفسير والتحليل والاستنتاج، وفق رؤيته في القيام بدور ريادي في تعميق المعرفة التاريخية بتاريخ الجزيرة العربية ومآثرها الفكرية والمعرفية.

ثم قدم الدكتور عبد العزيز الهلابي أستاذ التاريخ والحضارة بكلية الآداب بجامعة الملك سعود والمشرف على كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، شرحا مفصلا عن رسالة الكرسي ورؤيته العلمية والبرامج التي يتبناها الكرسي، في إطار دعمه للحركة البحثية في مجال تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها.

وقال الدكتور الهلابي: «إن أهداف كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية التي خلصت إليها الهيئة الإشرافية والهيئة العلمية للكرسي، تحاول أن تكون أكثر وضوحا، لتقوم بدور المراقب لأعماله العلمية وإنتاجه البحثي، فالكرسي يهدف إلى دعم الباحثين والباحثات وطلاب وطالبات الدراسات العليا في حقل تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، واستقطاب الخبراء والمتخصصين في المجال ذاته، وعقد اللقاءات العلمية المتخصصة في تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، ودعم الندوة العالمية لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، ونشر الدراسات التي تتناول تاريخ الجزيرة العربية، واستجلاء معالم حضارتها المختلفة، وبناء شراكة بحثية مع المراكز العلمية وأقسام التاريخ ذات العلاقة.

ودعا للتفاعل مع أنشطة الكرسي وبرامجه التي ستكون متنوعة وشاملة للأكاديميين في كل جامعات المملكة، كما ستهتم بالباحثين والباحثات من خارج المملكة، وأشار إلى تنوع وشمولية البرامج العلمية للكرسي.

وأبدى الدكتور الهلابي المشرف على الكرسي تفاؤلا بدور كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، في دعم الدراسات والبحوث المعمقة عن الجزيرة العربية، والأخذ بها إلى مناطق تحقق التميز والأصالة. وأكد الهلابي أن الإدارة الجماعية بين الكرسي والوسط العلمي والجهات العلمية، هي التي ستحدد درجة النجاح، حيث إن الكرسي فتح باب الشراكة مع المؤسسات والجهات العلمية من دون استثناء.

من جهته أعرب الدكتور عمر العمري رئيس قسم التاريخ والحضارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن أمله في أن يكون الكرسي امتدادا متميزا للدراسات العلمية والبحوث المعمقة عن تاريخ الجزيرة العربية.

وأكد الدكتور عبد الله العبد الجبار عضو الهيئة العلمية للكرسي رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، على أن يكون الكرسي داعما للأكاديميين وطلاب الدراسات العليا، وهو بمثابة مركز بحثي متكامل سيخدم حركة البحث في المجال التاريخي، ويتميز بالتنوع في برامجه، وسيكون نقطة التقاء لكثير من المهتمين بتاريخ الجزيرة العربية. وعد الدكتور عبد الله السيف عضو الهيئة العلمية لكرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز وعضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، أن الكرسي سيعمل على سد فجوات في تاريخ الجزيرة العربية، التي فُقد تاريخها أو ما زالت في بطون المصادر التاريخية المتفرقة، وتحتاج للجمع والاستخلاص من قبل الباحثين السعوديين بصفة خاصة. وأكد السيف على سعي برامج الكرسي لتقديم وتشجيع الدراسات العلمية الجادة عن تاريخ الجزيرة العربية، واستجلاء مزيد من عطائها الحضاري، وتمنى أن يكون نقطة التقاء جميع أقسام التاريخ بجامعات المملكة، لأنه يعتبر بمثابة امتداد لها، سيحقق بينها نوعا من التشاور والتكامل، من خلال برامجه الكثيرة في سبيل خدمة تاريخ الجزيرة العربية، فمنسوبو الأقسام التاريخية هم المستهدفون من الكرسي، وهم من سيقومون بأدوار كبيرة في دعمه من خلال التحكيم والنشر والمشاركة في الندوات.

الدكتور عبد الله بن إبراهيم العسكر عضو مجلس الشورى وأستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود، عد اللقاء الذي تنظمه الهيئة العلمية بادرة جميلة للاستماع إلى الآراء المختلفة، والتعريف ببرامجه العلمية في سبيل تحقيق مزواجة بين الكرسي وتطلعاته والوسط العلمي وآماله، ودعا في الوقت ذاته إلى أن يتجاوز نشاط الكرسي العلمي المفهوم القديم للتاريخ، وأن يحوِّل دراسة الماضي إلى المفهوم الجديد، فالتاريخ معني بوصل الماضي بالحاضر لاستشراف المستقبل.

من جانبه أكد الدكتور عبد الله الزيدان عضو الهيئة العلمية لكرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية، أن الاتفاقية بين جامعة الملك سعود ودارة الملك عبد العزيز لتأسيس الكرسي ستحقق تكاملا بين الصفة الأكاديمية والصفة الميدانية، بما يضمن نجاح الكرسي في خدمة تاريخ الجزيرة العربية، خاصة أنه يحمل اسم أمير المؤرخين، الأمير سلمان بن عبد العزيز، الذي يتفضل في كرم منه برعاية كل أنشطة الباحثين والمؤرخين، ويدعم أفكارهم ومرئياتهم، مستدلا بما تقدمه دارة الملك عبد العزيز من أنشطة ومشروعات علمية يشارك فيها الجميع.

ودعت من جانبها الدكتورة هتون الفاسي إلى ضرورة التفات الكرسي إلى المرأة من خلال ضمها إلى لجان العمل في الكرسي والاهتمام بها كباحثة وكمادة تاريخية عبر عصور الجزيرة العربية المختلفة، والعناية بالعلوم النسوية منهجا وموضوعا.

وأكدت الدكتورة الفاسي على ضرورة إخراج الكرسي من حيز التكرار في نشاطه العلمي، وإشراك أكبر عدد ممكن من الباحثين من داخل المملكة وخارجها، حتى يتجاوز المحلية إلى الدولية.

وأنشئ كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية عام 1431، ضمن برنامج كراسي البحث التي اضطلعت بها جامعة الملك سعود، وتم توقيع عقد الإنشاء بين جامعة الملك سعود ودارة الملك عبد العزيز برعاية من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز في شهر محرم الماضي، وبدأ العمل في الكرسي من ذلك التاريخ. وتتكون إدارة الكرسي من اللجنة الإشرافية التي يرأسها مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله العثمان، وعضوية كل من الدكتور ناصر بن عبد العزيز الداوود وكيل إمارة منطقة الرياض، والدكتور فهد السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز. ويرأس الهيئة العلمية للكرسي الدكتور السماري، بعضوية الدكتور عبد العزيز بن الهلابي المشرف على الكرسي، والدكتور عبد الله السيف عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بجامعة الملك سعود، والدكتور عبد الله الزيدان عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بجامعة الملك سعود، والدكتور عبد الله العبد الجبار رئيس قسم التاريخ بجامعة الملك سعود.