دراسة: ارتفاع درجات الحرارة في السعودية والخليج 3 درجات كل 30 عاما

متنبئ جوي لـ «الشرق الأوسط»: الاستمطار زاد نسبة الأمطار إلى 15%.. لكن صلاة الاستسقاء أفضل

صورة للأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقة الباحة الشهر الماضي
TT

أكد باحث سعودي أن نسبة ارتفاع درجة الحرارة في منطقة الخليج والسعودية ترتفع من درجتين إلى 3 درجات مئوية كل 30 عاما، بناء على دراسة أجرت رصدا لمناخ ثلاثة عقود ماضية. مشيرا إلى أن زيادة حرارة الأرض تؤدي إلى ذوبان الجليد في القطبين مما يزيد مياه البحار، وقد تختفي مدن بأكملها وجزر في البحر مستقبلا.

واستعرض الدكتور عبد الله بن أحمد الجازع مدير المركز الإقليمي للأرصاد وحماية البيئة بمنطقة مكة المكرمة في محاضرة أقيمت مؤخرا في نجران نظرة عامة عن المناخ في المملكة والعوامل المؤثرة فيه، وتمت الإشارة إلى تقسيمات في الأرض بالنسبة للعوامل المناخية وأسباب حدوث الفصول الأربعة. وشرح الجازع خلال ندوة عن البيئة على منصة غرفة تجارة نجران الصور النمطية لحالة الضغط الجوي على السعودية في جميع الفصول وتم ربط هذه العوامل بالمتغيرات المناخية في العالم أجمع.

وأشار إلى بحث أجري مؤكدا أن «انبعاث الغازات الدفيئة تسبب في ارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية». ومبينا أنه قام «باختيار منطقة الخليج العربي كمنطقة هدف للدراسة كونها تحتوي على ما يقارب 70 في المائة من مصدر الطاقة في العالم»، وأضاف: «كذلك معاناة هذه المنطقة من قلة الأمطار مما يعني زيادة الرقعة الصحراوية حيث تم استخدام نماذج عالمية لتحديد التغير الحاصل والمتوقع في درجات الحرارة من 1961 إلى عام 1990 حيث توصلت الدراسة إلى أنه من المتوقع ارتفاع درجات الحرارة من 2 - 3 درجات مئوية وتباين في كميات الأمطار من زيادة ونقصان شديدين».

وبين الجازع: «ولو استمرت هذه الظواهر، فإن هنالك كثيرا من المخاطر على البشر، حيث إن زيادة حرارة الأرض تؤدي إلى ذوبان الجليد في القطبين مما يزيد مياه البحار وقد تختفي مدن بأكملها وجزر في البحر، كما أن هذه الظواهر والتغيرات المناخية قد تسبب الخسائر في الأرواح والممتلكات».

من جهته، أوضح عبد الرحمن بن إسماعيل مشتاق وهو متنبئ ظواهر جوية في المحاضرة نفسها أن «ظاهرة الجفاف تجتاح معظم دول العالم، إلا أن المسؤولين عن خطط التنمية يجابهون هذه الظاهرة بشتى الوسائل للحد أو التقليل من مخاطرها على القطاعات التنموية والاقتصادية والاجتماعية والزراعية، وتتطور هذه الظاهرة من جفاف أرصادي إلى جفاف زارعي ثم جفاف مائي. وتعريف هذه الظاهرة هو: هطول الأمطار بكميات أقل من المعدل الشهري».

وبين أن «المركز يعمل على مساعدة الجهات الحكومية ذات العلاقة للحد من تأثيرات الجفاف على جميع أشكال الحياة مثل (الزراعة والرعي والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية)، وإصدار التحذيرات من هذه الظاهرة من وقت لآخر وتعتبر التوقعات الفصلية عنصرا أساسيا لبرنامج مراقبة الجفاف وذلك في معرفة المواسم المطيرة والجافة».

وقال مشتاق إن «من أهداف المركز التخطيط المبكر لمجابهة الجفاف المستقبلي عن طريق بناء نظام لجمع المعلومات الخاصة بالجفاف ومحاولة تجنب الآثار السلبية للجفاف، خاصة على الزراعة والثروة الحيوانية، عن طريق إصدار معلومات وتوقعات للجفاف قبل حصول هذه الظاهرة بوقت كاف لكل من إمارات المناطق، ووزارة الزراعة، ووزارة المياه، ووزارة الصحة، والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، والبلديات، والدفاع المدني، لاتخاذ التدابير اللازمة للحد من آثار الجفاف ومعرفة المواسم المطيرة من خلال برنامج التوقعات الفصلية والتنبيه باحتمالية حدوث الظواهر المناخية الشديدة على أجزاء المملكة، التي يتم إصدارها من قبل المركز».

وفي السياق نفسه، طالب مشتاق بإقامة صلاة الاستسقاء والدعاء والبعد عن المعاصي من أجل نزول المطر في إشارة منه إلى أن استمطار السحب غير مجد، بعد أن طرح عليه عضو الجمعية عبد الله سدران سؤالا عن مدى جدوى استمطار السحب، فأجابه عبد الرحمن مشتاق بأن صلاة الاستسقاء والبعد عن المعاصي والإكثار من الدعاء هي ما يجلب المطر، وسط ذهول الحضور الذين يعلمون أن الجهة التي تقوم بعملية استمطار السحب هي الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة التي ينتمي إليها المحاضر. وتوضيحا لذلك، أكد عبد الرحمن مشتاق في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لم تفشل تجربة استمطار السحب ولكن أنا ذكرت الجانب الديني قبل العلمي»، مشيرا إلى أن الاستمطار زاد نسبة الأمطار في بعض المناطق إلى 10 و15 في المائة. مشيرا إلى أن الاستمطار يكلف مبالغ مالية كبيرة.. وصلاة الاستسقاء مجانا.