رحيل الوزير والأديب والإعلامي أحمد صلاح جمجوم

شغل منصب وزير التجارة والصناعة لفترتين منفصلتين

TT

فقدت منطقة مكة المكرمة واحدا من أبرز الأدباء والمفكرين، كان له بصمة واضحة على المسيرة الثقافية والإعلامية والاقتصادية، حيث انتقل أول من أمس إلى رحمة الله، وهو أحمد صلاح الدين جمجوم، وزير التجارة السابق والأديب والمفكر ورجل المهمات الإنسانية الجليلة وصاحب الرسالة الرائدة في المسيرة التنموية، حيث أديت الصلاة عليه في المسجد الحرام بمكة المكرمة عقب صلاة مغرب.

وبحزن عميق، قال هاني، الابن الأكبر لصلاح جمجوم: «إن عزاءنا ما ترك من ذكر طيب وأعمال صالحة، نسأل الله أن تكون في ميزان حسناته». معربا عن شكره وتقديره لكل من واساهم وشاركهم الحزن وقطع المسافات من أجل مشاركتهم في الدفن.

وقال: «إن والدي كان رجل دولة وكان محبا لأعمال الخير ومحبوبا من الجميع، وما هذا الجمع الغفير على قبره إلا دليل حب الناس له. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته».

وأضاف: «كان والدي يعاني من مرض السرطان، وكان يتناول أدوية، ولكن قبل يومين تعب فنقلناه إلى المستشفى، وتوفي رحمه الله». مشيرا إلى أن لوالده الشيخ جمجوم أيادي بيضاء وأعمال خير كثيرة جدا، «فهو يعمل الخير بحيث لا يعلم البعض منا عما ينفق، ولا ندري عن بعض أعماله الخيرية التي كان يقدمها لوجه الله، نسأل الله أن يعيننا على اقتفاء أثره والسير على نهجه».

في حين قال عبد الله بن أحمد زينل علي رضا، وزير التجارة: «فقدنا أحد أبرز القيادات الإدارية الناجحة، فقد كان رحمه الله، مثالا للمسؤول المخلص لدينه ثم لمليكه ووطنه، محبا للآخرين، يتمتع بقبول واحترام لدى الجميع، متواضعا، والابتسامة لا تفارق محياه».

وأضاف: «ولعلي هنا لا أستطيع أن أعبر عما يختلج في صدري، حيث لا تسعفني الكلمات لسرد محاسن ذلك الرجل وأخلاقه، فقد تشرفت بالعمل معه عن قرب في دار المال الإسلامي لفترة من الزمن، وكان يرحمه الله صاحب فكر نير وحضور مميز يثري كل لقاء يحضره من خلال أطروحاته التي تتميز بالإبداع والرؤية الثاقبة وقدرته العالية على استشراف الكثير من الأمور بكل جدارة واقتدار».

وأضاف: «ولهذه الصفات أولته حكومتنا الرشيدة حقيبة وزارة التجارة والصناعة لفترتين منفصلتين، حيث شهدت الوزارة في عهده الكثير من التطور والتقدم وتحديث الكثير من الأنظمة التجارية لتتواكب مع التطور المتسارع للعالم من حولنا». واستطرد زينل «وعلى الرغم من ارتباطاته العملية، فإنها لم تثنه عن عمل الخير، فقد كانت له إسهامات كثيرة في حفظ القرآن الكريم وتدريسه، فقد أولاها الكثير من اهتمامه ووقته وماله، جعلها الله في ميزان أعماله ورحمه رحمة واسعة وغفر له، وأسكنه الفردوس الأعلى إنه سميع مجيب».

في حين قال الدكتور غازي مدني، المدير السابق لجامعة الملك عبد العزيز في جدة: «عرفته رجلا نبيلا جادا، وكان الفقيد رجلا له بصمات كبرى في كافة الجوانب الإنسانية والاجتماعية والدينية، كما عرفته الرجل الحكيم العاقل الفاهم الطموح، وكان يعمل بكل جهد في سبيل مصلحة المؤسسة».