قاعات الأفراح بين ارتفاع التكاليف وانعدام الحجوزات.. والاستراحات آخر الحلول

قصر إجازة الصيف يتسبب في خفض تكاليف الزواج

TT

«رب ضارة نافعة».. سيفهم كل شاب سعودي مقبل على الزواج معنى هذه الجملة مع آخر خطوة له في البحث عن صالة أفراح، وتنفد من أمامه جميع الخيارات لإقامة زواجه في أحد تلك القصور خلال صيف هذا العام، ليبقى الأمل الوحيد في أن يقيم حفل زفافه مجبرا باستراحة.

وشكل قصِر فترة إجازة الصيف قبل حلول شهر رمضان، وهو الوقت المفضل لإقامة الاحتفالات بالزواج في السعودية، عاملا مهما لاكتظاظ صالات الأفراح بالحجوزات، الأمر الذي حال دون أن يجد عرسان آخرون مكانا لهم في هذه القصور، مما حدا بهم للبحث عن حلول أخرى ربما كانت من نصيبهم، نظرا لقلة أسعار الاستراحات مقارنة بصالات الأفراح.

وحلت الإجازة الصيفية لهذا العام على السعوديين أيضا بارتفاع أسعار القصور وانعدام الحجوزات التي أجبرت البعض على نقل احتفال الزواج إلى أحد الاستراحات نظرا لعدم وجود حجز في غالب القصور.

وتأتي الإجازة الصيفية مختلفة عن بقية الأعوام الماضية، حيث يفصلها شهر رمضان المبارك، ومن المعروف عن العائلات السعودية تفضيلهم إقامة احتفالات الزيجات في الإجازة الصيفية مقارنة بالفترات الأخرى من العام.

وبحسب عاملين في قاعات وقصور الأفراح، بدأت المنافسة هذه الأيام بين قصور الأفراح في العمل على الفوز بأكبر حصة من حفلات الزفاف، وذلك من خلال الحجوزات التي تمت في قاعات الأفراح، حيث غطت هذه الحجوزات معظم أيام إجازة الصيف.

ويرى مراقبون أن إجازة الصيف لهذا العام التي تعتبر أقصر إجازة صيف مقارنة بالأعوام الماضية، كون شهر رمضان سيكون الفاصل بعد شهر من بدء الإجازة، والمعروف أن معظم حفلات الزفاف تتوقف خلال شهر رمضان، ستؤدي بطريقة أو بأخرى إلى التقليل من الأرباح الموسمية لقاعات الأفراح.

وأضافوا أن الإجازة الممتدة إلى ما بعد عيد الفطر، تعد الحل الوحيد للأسر لإقامة زيجات أبنائهم وأفراحهم قبل حلول شهر رمضان المبارك، وهو ما يشكل هاجسا بين الأهل، رغم قلة أيام الإجازة وكثرة الحجوزات، حيث بدأت عمليات الحجوزات منذ وقت مبكر مع بداية العام.

ولم تعد ظروف الزيجات في السعودية تنحصر في ارتفاع التكاليف فقط، بل دخل على الخط عوامل أخرى، أهمها حجوزات قاعات الأفراح، التي أصبحت الأهم في إقامة حفلات الزواج في موسم الإجازة الصيفية، فغالبا ما تسدل قاعات الأفراح الستار على مواعيد حجوزاتها قبل انطلاق إجازة الصيف بعدة شهور، كما أن في السعودية مدنا كبيرة تحظى بكثافة سكانية عالية، مما دفع إلى استئجار الاستراحات بدلا من قصور الأفراح لإقامة حفلات الزيجات فيها.

ويذكر أبو عمر، مسؤول الحجوزات بقاعة اليخت للاحتفالات بالعاصمة السعودية الرياض، لـ«الشرق الأوسط» أن الإجازة الصيفية لهذا العام، تختلف عن الأعوام السابقة، الأمر الذي يجعل الأسر تبحث عن الحجوزات منذ بداية العام لأحياء الأفراح، مبينا أن القاعة تواجه كما هائلا من الحجوزات تصل إلى 95 في المائة، في حين من المتوقع أن تكتمل حجوزات القاعة خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأشار أبو عمر إلى أن أسعار إيجار القاعة تصل إلى 60 ألف ريال لليلة الواحدة، مما لا يشكل أي مناقشة في السعر من قبل طالبي حجز القاعة.

من جهته، أكد عمر جنادي مساعد مدير الحفلات بقاعة المقصورة للاحتفالات لـ«الشرق الأوسط»، أن قصر فترة الإجازة فرض على أغلب الحجوزات أن تبدأ بعد نهاية الامتحانات مباشرة، وتخف قليلا لارتباط أغلب العائلات بالسفر ولقرب حلول شهر رمضان، الذي سيدخل العام الحالي في 22 من شهر أغسطس (آب) المقبل، مما يجعل السعوديين يستعجلون إقامة احتفالاتهم مباشرة بعد الامتحانات، لإنهاء فترة الإجازة المتبقية قبل رمضان خارج السعودية.

وأوضح جنادي أن الحجوزات في قاعة الأفراح التي يعمل بها تأتي على طريقتين، فإما أن تكون حسبتها بالأشخاص بمعدل 250 إلى 400 ريال للشخص الواحد، أو أن تحسب لليلة الواحدة بسعر خاص.

من جانبه، أوضح محمد مدير الحجوزات في استراحة القلعة للاحتفالات بالرياض، أن كثيرا من الأسر السعودية تتجه إلى إقامة أفراحها داخل الاستراحات، لتوافر التجهيزات المناسبة للأفراح داخل المكان ولانخفاض التكلفة عن قاعات الأفراح بنسبة تصل إلى 80 في المائة، إلى جانب إكتظاظ قاعات الأفراح بالحجوزات وهو ما أجبر الكثيرين من الشبان المقبلين على الزواج لإقامة أفراحهم في الاستراحات، مشيرا إلى أن هناك حجوزات كثيرة بدأت لديهم منذ بداية شهر مايو(أيار) الماضي.

وقالت ندى عطية، مسوؤلة العلاقات العامة في فندق الـ«فورسيزون» بالعاصمة الرياض، لـ«الشرق الأوسط» إنه لم تعد توجد حجوزات شاغرة منذ آخر يونيو (حزيران) إلى نهاية يوليو (تموز)، مبينة أن هنالك طلبات من قبل العملاء لحجز قاعات أخرى في الفندق، مؤكدة أن الأسعار باتت كما هي في العام السابق.

وأوضحت عطية، أن قصر الإجازة سبب عائق للفندق يحول دون تحقيق الفندق أهدافه من مواسم العام التي من أهمها موسم الصيف الذي يزخر بالكثير من احتفالات الزيجات، متوقعة أن شهر رمضان الكريم سيشهد ركودا في حجوزات بعض القاعات.

إلى ذلك، أوضح بعض العاملين في سوق صالات الأفراح، أن قاعات الأفراح لم تخضع لتصنيف من قبل وزارة التجارة، أو الغرفة التجارية، أو أي جهة معنية لتحديد فئتها التي تتبع لها وأجرها المناسب لمستويات فئاتها وخدماتها، وتحديد أجرها الذي يأتي بشكل عشوائي من قبل العاملين فيها، وحسب إقبال الناس عليها.

وكانت أكثر القاعات وقصور الأفراح السعودية، قد بدأت الاستعداد لجني أرباح كبيرة خلال فترة الصيف هذا العام، برفع أجورها إلى أكثر من 25 في المائة، مقارنة بالعالم الماضي، بحجة ارتفاع الأسعار في معظم السلع.

وبحسب عاملين في السوق، فإن أجور قاعات الأفراح تتراوح من 30 إلى 40 ألف ريال (8 إلى 9 آلاف دولار) لليلة الواحدة، وتزيد أسعار القاعات في الفنادق وبعض القاعات الفخمة عن ذلك كثيرا، حيث تحسب أجورها بالشخص وتتراوح من 300 إلى 400 ريال (80 إلى 90 دولار) للشخص الواحد، وبذلك يصل المبلغ الذي يدفعه العريس في تلك الليلة في مثل تلك القاعات إلى أكثر من 120 ألف ريال (32 ألف دولار).