كشفت جولة قام بها الدفاع المدني في جدة ضمن خطة موسم الصيف عن وجود ما يزيد على 65 مخالفة لأنظمة السلامة في أكثر من 50 مجمعا تجاريا وصالات أفراح مستقلة وأخرى تابعة لفنادق، إلى جانب الشاليهات والاستراحات التي من المتوقع استخدامها خلال الإجازة الصيفية.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» العميد عبد الله الجداوي، مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، أنه تم البدء مؤخرا وعقب الانتهاء من تداعيات كارثة جدة في مرحلة الكشف الكامل على المنشآت والمرافق التي ستستخدم في فصل الصيف والمتضمنة المدن الترفيهية والشاليهات والاستراحات وصالات الأفراح.
وقال: «تم تسجيل ملاحظات حول إجراءات السلامة في نحو 11 موقعا لصالات أفراح مستقلة، والمتمثلة في خلو المولدات الكهربائية الاحتياطية الموجودة نتيجة عدم إجراء أصحاب المواقع تجارب التشغيل لها منذ العام الماضي».
ولفت إلى أن التأكيد على المولدات الاحتياطية الكهربائية راجع إلى احتمالية انقطاع التيار الكهربائي في موسم الصيف جراء الأحمال الكبيرة التي يتم استهلاكها من الكهرباء، مشيرا إلى أن الدفاع المدني يتبع إجراء عدم السماح بتشغيل صالة الأفراح إذا لم تكن هناك تقارير تثبت جاهزية المولدات الكهربائية الاحتياطية للعمل بصرف النظر عن ارتباطات صاحب الصالة.
وأضاف: «رصدنا ما يقارب 4 ملاحظات مخالفة لشروط السلامة في قاعات الأفراح التابعة للفنادق والمتضمنة مخارج الطوارئ التي إما أن تكون مغلقة أو مستخدمة في تخزين الأعداد الزائدة من الكراسي والطاولات ووضعها في سلالم المخارج».
وحول المدن الترفيهية ومدى تطبيقها لإجراءات السلامة، أفاد مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة بأنه تم العثور على أكثر من 50 موقعا مخالفا للملاهي التابعة للمراكز التجارية، والتي من ضمن مخالفاتها تلف أحزمة الأمان في الألعاب، وعدم إلمام مشغليها بطرق التشغيل، فضلا عن انشغالهم أثناء تشغيل الألعاب بأمور أخرى تشتت انتباههم، مبينا وجود مخالفة واحدة على الأقل في كل مجمع تجاري.
وفي ما يتعلق بالعقوبات التي تم فرضها على تلك المواقع المخالفة، أبان أنه لم يتم تغريم أي موقع منها، وذلك من منطلق منحهم مهلة لتعديل الأوضاع، غير أن الدفاع المدني يعمل وفق نظام الخطورة الفورية والمتضمن إغلاق الأجزاء الخطرة في أي موقع، أو الإغلاق بالكامل إذا ما وجدت ملاحظات عامة.
وأضاف: «إن النظام مفصل حسب الحالات، ولا يتم تطبيقه بشكل عشوائي، إلى جانب أن المهلة التي يتم منحها لأصحاب المواقع قبل فرض الغرامة تختلف باختلاف الحالة للالتزام وتنفيذ الملاحظات».
وفي سياق متصل، لم يعد بإمكان أي جهة تنظيم فعاليات لموسم الصيف قبل حصولها على موافقة من قبل الدفاع المدني بالتنسيق مع المحافظة والغرفة التجارية الصناعية، وذلك عقب بدء تطبيق ذلك النظام اعتبارا من العام الحالي.
وهنا علق العميد الجداوي قائلا: «لن تعقد أي فعالية قبل إطلاع الدفاع المدني على موقعها والموافقة عليه، ولا سيما أن الغرفة التجارية لن تمنح تصريحا لأي جهة إلا بعد معاينة الدفاع المدني لموقعها سواء في المجمعات التجارية أو الأماكن المفتوحة».
وكشف عن نشر 30 دورية سلامة تابعة للدفاع المدني في مدينة جدة والمناطق التي من المفترض أن تشهد انعقاد فعاليات صيفية بها، وذلك بمعدل دورية واحدة في كل موقع بهدف مراقبة أمور السلامة.
واستطرد في القول: «ثمة 15 وحدة إطفاء سيتم نقلها من مراكز الإطفاء الثابتة والبالغ عددها 32 مركزا، وذلك من أجل التدخل السريع إذا ما استدعى الأمر، وخاصة أن الازدحام وبطء السير في الشوارع أثناء موسم الإجارة الصيفية يعيق من حركة تلك الوحدات إذا ما تم تمركزها في المراكز الثابتة فقط»، موضحا أنه سيتم توزيعها في أماكن متفرقة من جدة.
وحول عروض الألعاب النارية التي يتم إطلاقها ضمن فعاليات الإجازة الصيفية، أوضح العميد عبد الله الجداوي أن تلك العروض لا تتم إلا بترخيص من قبل الدفاع المدني، فضلا عن وجود مندوب أثناء تجهيزها وإطلاقها، وذلك بهدف التأكد من مناسبة موقعها مع اتجاه الرياح.
وزاد: «هناك لائحة مخصصة وشروط لإطلاقها، حيث يحق لمندوب الدفاع المدني التدخل في إيقاف العرض إذا ما لاحظ عدم مناسبة اتجاه الرياح للألعاب النارية، الذي من المفترض أن يكون باتجاه البحر»، مؤكدا عدم تسجيل أي حوادث سابقة جراء مثل تلك العروض.