جدة تواجه حرارة الصيف واستهلاك رمضان بـ900 ألف متر مكعب من المياه يوميا

بعد نحو أسبوع من عرض المجلس البلدي لمشكلة المياه

TT

بعد أقل من أسبوع على عرض المجلس البلدي في جدة لمشكلة المياه على الشركة المسؤولة، أعلن مسؤول في «شركة المياه الوطنية» أن صيف جدة ورمضانها سيكونان خاليان من مشكلات المياه، موضحا أنه يجري ضح نحو 900 ألف متر مكعب خلال فصل الصيف.

وأوضح المهندس عبد الله العساف مدير عام وحدة أعمال جدة في «شركة المياه الوطنية» لـ«الشرق الأوسط» أن خطة المياه خلال موسم الصيف المتزامن مع شهر رمضان المبارك تتضمن ضخ المياه يوميا على معظم مناطق جدة، والمتضمنة شرق الخط السريع وأحياء المروة والبوادي والصفا والعزيزية، مبينا أن أحياء جنوب جدة تشهد ضخا للمياه كل 10 أيام نتيجة خزاناتها الصغيرة كونها منطقة عشوائية، بحسب وصفه.

وأضاف: «إن الاستعدادات لموسم الصيف وشهر رمضان المبارك على قدم وساق فيما يتعلق بأشياب ومحطات صهاريج المياه وفرقها، عدا عن وجود مركز الاتصالات الموحد الذي يستقبل جميع المكالمات بخصوص أي مشكلة أو ملاحظة في نقص الماء عبر الهاتف المجاني 8004411110).

وأكد البدء في تطبيق مشروع الخزان الاستراتيجي لمرحلته الأولى الذي يصل حجم المياه فيه إلى نحو 3 ملايين متر مكعب. مبينا «أن المياه أصبحت تضخ على مدار اليوم في أغلب مناطق جدة، مشيرا إلى أنه يتم ضخ ما يقارب 900 ألف متر مكعب من الماء يوميا.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نعمل حاليا على خزانات تشغيلية، غير أن ما يأتي من محطات تحلية المياه يعد كافيا، عدا عن وجود مخزون من المياه في مواقع تلك المحطات»، مبينا أنه في المستقبل القريب سيكون هناك خزان استراتيجي بحجم 6 ملايين متر مكعب من المياه في جدة.

وأشار إلى أن المرحلة الأولى من مشروع المخزون الاستراتيجي للمياه ستبدأ خلال العام الحالي والتي سيبلغ فيها المخزون نحو 3 ملايين متر مكعب من المياه، موضحا أن ذلك المشروع سيطبق على أربع مراحل.

إلى ذلك أوضح مدير عام وحدة أعمال جدة في «شركة المياه الوطنية» أنه تم تجهيز صالات مكيفة لاستقبال الراغبين في الحصول على صهاريج للمياه، إلى جانب بخاخات رذاذ في الخارج لتلطيف الجو، غير أنه استدرك قائلا: «كل ذلك يعد من باب الاحتياط، إلا أن جميع الأمور ستسير من دون أي ازدحام أو تكدس»، مؤكدا أن الوضع في مجمله مطمئن سواء في الصيف أو رمضان.

يأتي ذلك في وقت حذرت فيه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من ارتفاع درجات الحرارة على مناطق السعودية التي يصل فيها معدل الحرارة ما بين 37 إلى 48 درجة مئوية، والتي بدأت منذ شهر يونيو الحالي وتستمر حتى نهاية شهر أغسطس (آب) القادم، وسيتزامن مع شهر رمضان المبارك.

وأوضح مصدر مسؤول في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لـ«الشرق الأوسط» أن فصل الصيف لهذا العام بدأ منذ وقت مبكر بسخونة تعتبر سريعة نسبيا، حيث اجتاحت موجات الحر بعض مناطق السعودية التي من ضمنها الشمالية الشرقية، لافتا إلى إمكانية حدوث تغيرات مناخية مفاجئة نتيجة هبوب موجات باردة قد تلطف من حدة الصيف.

وأكد حسين القحطاني المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لـ«الشرق الأوسط» أن ذلك الارتفاع في درجات الحرارة يعد اعتياديا على مناطق السعودية حتى الآن، غير أنه استدرك قائلا: «بشكل عام هناك سخونة في فصل الصيف، إلا أننا لم نسجل درجات حرارة فوق العادة في أي منطقة».

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «عادة ما يطرأ على درجات الحرارة خلال الشهور يونيو ويوليو (تموز) وأغسطس ارتفاعا ملحوظا، لا سيما المناطق الشمالية الشرقية من السعودية نتيجة تأثرها بموجات حرارة قادمة من الشمال»، مبينا أن بعض المدن تسجل 50 درجة مئوية.

وأشار إلى أن مسألة إيقاف العمل والتعامل الصحي مع مثل تلك الظروف يعد من اختصاص الجهات الأخرى في ظل اقتصار دور الرئاسة على إعلان ما يخص الأجواء ودرجات الحرارة، لافتا إلى وجود أكثر من 40 مرصدا مأهولا في السعودية يتم من خلالها تقديم نشرة جوية كل ساعة عن حالة الطقس.

وأبان بأن إيقاف العمل عند 50 درجة مئوية مرتبط بالجدول الزمني لكل منطقة، حيث إن جدة تسجل أعلى درجات الحرارة في اليوم ما بين الساعة 12 حتى الساعة الثانية ظهرا، فيما تبلغ ذروة الحرارة في الرياض والمنطقة الشرقية ما بين العاشرة والنصف صباحا إلى الثانية ظهرا.

وأفاد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بأن الرئاسة لا تنتظر استجابة الجهات المعنية لتقاريرها من عدمها، لا سيما أن هذه الأمور مخولة للجهات ذات الاختصاص، إلا أنها مستعدة للإجابة عن أي إيضاح حول ظروف معينة.

ونفى حسين القحطاني إخفاء الرئاسة لدرجات الحرارة الحقيقية، باعتبار أنها تعمل على قياسها وفق معايير معمول بها في منظمة الأرصاد العالمية، مؤكدا عدم صحة ما تعطيه مقاييس الحرارة الموجودة في الشوارع من قراءات لدرجات الحرارة كونها تتأثر بالوسط المحيط بها.