حائل تستثمر موقد حاتم الطائي وتدخله ضمن أجندتها السياحية

تنتظر مليون زائر في مهرجانها الصيفي بزيادة 10% عن العام الماضي

تسعى حائل للاستفادة من إرثها التاريخي لجذب السياح («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن في حائل (شمال السعودية) عن تحويل موقد كريم العرب حاتم الطائي، إلى معلم سياحي ترفيهي جاذب للزوار والسياح القادمين للمنطقة.

ويأتي هذا الإجراء تزامنا مع قرب انطلاق مهرجان حائل الصيفي «هلا بالصيف والضيف» الذي ينتظر أن يستقطب أكثر من مليون زائر، بزيادة 10 في المائة تقريبا عما تم تسجيله في العام الماضي، وهو ما ينبئ بتنامي الحركة السياحية في المدن السعودية، مدعوما بظروف مناخية مناسبة، تساعد على إثراء تلك الفعاليات السنوية وتنوعها.

ويقع موقد حاتم الطائي (وهو المكان الذي كان يوقد ناره فيه) في شرق حائل، على قمة جبل السمراء، وكانت الشعلة تشاهد ليلا ونهارا، ليستدل بها المسافرون وعابرو الطريق، إلى أن بات حاتم الطائي أحد أهم الرموز العربية على امتداد التاريخ الماضي والحاضر.

أمانة حائل، حولت قبل قرابة عقد من الزمان، سفح الجبل الغربي المحاذي للمتنزه الترفيهي القريب من موقد الطائي، وأطلقت عليه «جبل السمراء» بعد تطوير طرأ على الموقع، وحوى مسطحات خضراء، زادته جمالية، إلى أن أصبح مطلا مرتفعا يمكن أن تشاهد منطقة حائل كاملة من أعلاه، ويحظى بزوار على مدار الساعة، ويقصده أهالي المنطقة وزوارها لإطلالته المتميزة على المدينة.

الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل، أكد على أهمية إنجاز مراحل المشروع وفق الخطة الزمنية المحددة، على أن تنجز المرحلة الأولى منتصف العام المقبل، ليدخل ضمن مواقع سياحية تراهن عليها أجهزة السياحة في المنطقة.

اعتبر أمين منطقة حائل، المهندس عبد العزيز الطوب، المشروع خطوة أولى نحو طرح مشاريع استثمارية وسياحية متنوعة، لا سيما أن حائل لا زالت بحاجة إلى مزيد من المشاريع الاستثمارية، وتنبئ بمزيد من الفرص التي يجب أن تجد من يستغلها، لتصبح حائل في مصاف المناطق السعودية التي تعد محركا قويا من محركات السياحة المحلية في المملكة.

أكد مدير مشروع «منتجع السمراء السياحي»، علي الفايز، أن تشجيع السياحة الداخلية المقرون بتطوير المرافق الخدمية، هدف استراتيجي يجب تحقيقه في القريب العاجل، مؤكدا أن المنطقة ستشهد قريبا إطلاق مشروع «تلفريك» يبدأ من سفح الجبل إلى قمة جبل آخر يقابله، وهو الجبل الذي يحوي موقد الطائي، الذي يشهد عمليات تطويرية.

وأكد الفايز أن تلك المنطقة التي ستحوي مشروع الـ«تلفريك»، ستشهد أيضا افتتاح شاليهات ومطاعم ومتنزهات، بالإضافة إلى سوق تجارية معلقة، وسيكون المعلم الرئيسي بجوار موقد الطائي، الذي سيكون على هيئة برج وطبق طائر، بما يشكل متنزها متكاملا في خدماته، ولافتا لأنظار أبناء المنطقة وزوارها من الخارج، بما يخدم أهداف استراتيجية السياحة التي تسير عليها المنطقة بشكل خاص، والمملكة بشكل عام.

ومن المنتظر أن تبدأ أول أعمال التطوير على الموقع مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، كمرحلة أولى، لتأتي المرحلة الثانية عقب 12 شهرا من الأولى حتى يتم إنجاز المشروع وفق المدة الزمنية المحددة له، التي لن تتجاوز 18 شهرا من انطلاق الخطوة الأولى التطويرية على المشروع.

يأتي ذلك فيما تستعد منطقة حائل، لانطلاقة مهرجان صيف حائل 31، الذي حددت اللجنة المنظمة لفعالياته مطلع يوليو (تموز) المقبل موعدا لانطلاقه.وتعمل جهات منظمة للمهرجان الصيفي على قدم وساق، وتواصل اللجان استعداداتها لإطلاق المهرجان.

ومن المتوقع أن تشتمل الفعاليات على عدد كبير من الأنشطة المتنوعة والمختلفة لتنفيذ أكبر وأضخم فعاليات للصيف في حائل. وأكد خلف الفداغي، رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، استمرار فعاليات هذا العام إلى فترة ربما تتجاوز شهرا كاملا، معتبرا في الوقت ذاته أن السياحة التي شهدتها المنطقة خلال الأعوام القليلة الماضية، باتت صناعة كالصناعات الأخرى، التي تعول عليها الدول في مصادر دخلها القومي.

وسيحظى مهرجان العام الحالي طبقا لرئيس اللجنة المنظمة للمهرجان بفعاليات وأنشطة مختلفة، تلبي شرائح ورغبات المجتمع كافة من فعاليات ترويحية وترفيهية وثقافية واجتماعية ورياضية وتسويقية. وأكد الفداغي على مواصلة الجهات العاملة في الترتيب لولادة مهرجان حائل، الذي باتت أهالي المنطقة ينتظرونه بشوق كل عام، بتعاون من قبل عدد من القطاعات الحكومية في مدينة حائل، لجعل صيف حائل السياحي ناجحا ومميزا في ظل التنافس الذي تشهده المدن السعودية في الصيف.

وتوقع أن يكون للمهرجان السنوي الأثر الكبير في إثراء العجلة السياحية المحلية، وبلوغ الأهداف التي رسمتها سياسات واستراتيجيات تفعيل السياحة المحلية في المملكة، بدعم من عدد من الجهات الرسمية، التي تجد دعما منقطع النظير من الجهات الرسمية العليا، التي لمست بالفعل التطور الذي لحق بالمناطق السعودية التي سعت خلال الأعوام الماضية لإيجاد برنامج سنوي لتلك الفعاليات السياحية، وكانت هدفا رئيسيا للراغبين في الاستثمار في قطاعات السياحة بأفرعها الكثيرة.

وقطع رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان صيف حائل 31 «هلا بالصيف والضيف»، وعودا بأن تكون فعاليات العام الحالي أفضل مما مضى، بتضافر جهود عدد من الجهات الرسمية وجوانب أخرى من القطاع الخاص، الذي ساهم بدوره جنبا إلى جنب مع الجهات الرسمية في دفع السياحة الداخلية، وجعلها ضمن الأهداف الاستراتيجية التي تسعى لها تلك الجهات.

ويتوقع أن تفرز البرامج والفعاليات السياحية التي تشهدها المناطق السعودية ومحافظاتها، عبر فعاليات سنوية لكل منطقة، عن فرص عمل للشباب السعودي، الذي بات على مقربة من فهم صناعة السياحة الداخلية، وأصبحت هدفا في نفوس عدد من الطلاب السعوديين، الراغبين في تنمية ذلك القطاع المهم. وأعلنت حائل قبل أشهر، روزنامتها السياحية السنوية، التي تشمل فعاليات متنوعة، ثقافية وتراثية واجتماعية. ويلي مهرجان صيف حائل، مهرجان عيد حائل، الذي انطلق قبل ذلك مشكلا نسخة أولى، ليأتي مهرجان البطاطس بعد تلك المهرجانات، وهو الذي يشكل الفعالية الأولى من نوعها على المستوى الزراعي في المملكة.