فوزية البكر أول سيدة عضو في إدارة مؤسسة صحافية: رئاسة التحرير «حلم مؤجل»

قالت لـ«الشرق الأوسط»: تمكين المرأة كان «محرما» قبل سنتين فقط.. الآن الوضع تغير

فوزية البكر (خاص بـ «الشرق الأوسط»)
TT

شهدت الأيام الماضية نقلة مختلفة للسعوديات عامة وللدكتورة فوزية البكر بشكل خاص، إذ سجلت اسمها كأول امرأة يتم انتخابها لتكون عضوا في مجلس إدارة مؤسسة صحافية، وذلك بعد مرور أكثر من 50 عاما على وجود المرأة في عالم الصحافة السعودية، حيث تؤكد البكر أن طعم الانتخاب يبقى مختلفا عن التعيين، وتصف هذه الخطوة بأنها «تاريخية»، بعد أن حصدت المركز الثاني من حيث عدد الأصوات في اجتماع الجمعية العمومية لـ«مؤسسة عسير للصحافة والنشر».

والبكر، التي مارست الكتابة الصحافية منذ أواخر سبعينات القرن الماضي، ترى أن وصول المرأة إلى كرسي رئاسة تحرير إحدى الصحف السعودية حلم مؤجل حاليا، وتقول عن نفسها: «هي مهمة تحتاج حرفية أكبر مما قد يتاح لي بالوقت الحاضر». وبعيدا عن دهاليز الصحافة، فالبكر من السعوديات القليلات اللاتي أحدثن نقلة تاريخية في الاهتمام بقضايا المرأة، حتى فازت أخيرا بالجائزة العالمية لمنظمة «نساء بلا حدود» التي تمنح للباحث المتميز في دراسات المرأة.

وهي تأتي اليوم بإجاباتها الصاخبة في حوار أجرته معها «الشرق الأوسط» من الرياض، حيث ترى أن «تشريع الاختلاط سيحدث اليوم أو غدا»، لكنها بالمقابل، تنصح بنات جنسها قائلة: «على المرأة أن تكون حذرة جدا في تعاملها مع أي وسط ولا تأخذ دعوات الانفتاح أو التقدم على علاتها»، وعن تمكين المرأة تقول: «كانت فكرة محرمة قبل سنتين فقط.. الآن الوضع تغير!».

البكر، هي واضحة ومباشرة، ما زالت تسكنها ذكريات الطفولة في الرياض، حين كانت تقود فريقا للبنات المشاكسات وتلعب بـ«الدنانة»، أما اليوم فتصف حياتها الأسرية بأنها «مثل كل أسرة سعودية بحلوها ومرها»، وتحكي عن أبنائها الأربعة (لؤي، معتز، ريما، سعود) بعاطفة الأم، قائلة: «الثلاثة الكبار يعشقون الشعر العربي والمعلقات رغم أنه ليس تخصصهم، هذا رائع ومكسب، لكنهم جميعا وللأسف يقرأون بالإنجليزية أكثر من العربية!!». وفيما يلي نص الحوار:

* أول سعودية يتم انتخابها كعضو في مجلس إدارة مؤسسة صحافية.. ماذا يعني لك ذلك؟

- أعتقد أنها خطوة تاريخية مهمة للجميع، ورمز بدلالته، وكان واضحا التوجه الكبير من الجمعية العمومية بأنه يجب أن تكون هناك مشاركة نسائية، وهذا للحقيقة أسعدني كثيرا، لأنه يعني أن هناك توجها عاما داخل البلد ككل لدعم وتمكين المرأة، وهذا يماشي الخطوات التنموية التي يدفع لها الملك عبد الله بن عبد العزيز.. هي خطوة جيدة ولا تخصني أنا شخصيا، بل هي دفعة للجميع، ومن الممكن أن تفتح الأبواب أيضا لكثير من السيدات اللاتي يستحققن الكثير نتيجة عملهن في الوسط الإعلامي ونشاطهن لسنوات طويلة، ربما حان الوقت لأن يكنَّ في مواقع صنع القرار.

* هل تتفاءلين بأن يمهد ذلك لوصول المرأة إلى كرسي رئاسة التحرير؟

- طبعا هذا الموضوع طرح للنقاش.. لكن لو حسبنا عدد النساء بشكل عام في الصحافة (كعاملات ومهنيات) سنجد أن حضورهن قليل بالنسبة للرجال، بالتالي يقاس هذا أيضا على قضية رئاسة التحرير.. بالنسبة لي رئاسة التحرير ليست فقط عملا تشريفيا، هو عمل يومي حقيقي مهني جدا يتطلب الكثير من الخبرة في الشأن المالي والتعامل مع الكثير من الملفات الحساسة جدا (مالية وثقافية ودينية)، يتطلب القرب من صانع القرار، فهل المرأة - التي من الممكن أن تكون مرشحة - بإمكانها تحقيق ذلك؟. إذا استطاعت فأتصور لا توجد مشكلة، لكن أنا حتى الآن «ما أشوف أحد!».

* أتطمحين شخصيا لهذا المنصب؟

- لا أعتقد، أتصور أنها مهمة تحتاج حرفية أكبر مما قد يتاح لي بالوقت الحاضر، بالنسبة لرئاسة التحرير على وجه التحديد.

* فوزية البكر «المختلفة» دائما.. ما الذي تبقى في ذاكرتها من ملامح الطفولة؟

- طفولتي كانت بسيطة وفقيرة مثل غالبية بيوت أهل الرياض آنذاك، الحي كان يعني لنا شيئا ذكورا وأناثا، كنا جزءا من نسيجه ولم نعزل كما حصل لاحقا. كانت لدينا فرقنا وتجمعاتنا وعصاباتنا الصغيرة التي تكيد لبعض وكنا نسرق من بعضنا ونسخر من البعض الآخر، كان لا بد أن تكون قويا لتعيش أو يتم سحقك، وأظنني وكما أتذكر كنت أقود فريقا من البنات (الشياطين) مارس الإغاظة علي بعض الفتيات، وأتذكر أسماء بعضهن وأتمنى أن يغفرن لي حماقاتي الصغيرة.

كان للأطفال حريات لا بأس بها وكنت أذهب للمخبز مع أخي لإحضار الخبز ولم يكن ذلك مكروها وكنت أركب (دنانته) وكان ذلك عاديا، وكنا نمشي للمدرسة برفقة أبي عبر شوارع الحي، وكنا نشارك في الأعياد حينما تنشر الموائد بطول الشارع، وكنت أعرف وجوه الجيران وأمهاتهم وأخوتهم وآبائهم، باختصار عالم كامل لا يعيش أطفالي اليوم ولو ربعه لأنهم محرومون من الشارع بسبب الذئاب البشرية التي انتشرت في حاراتنا وبسبب السعار الديني الذي منع البنت من الفضاء العام وبسبب المدنية وعدم الحاجة إلى خدمات الجار الذي قلص للأسف وجوده من حياتنا، فوالدتي لم يوجد لديها سائق ولا خادمة وهي بحاجة لجارتنا حين تذهب للمستشفي لتعتني بصغارها وهي قد تحتاج بصلا أو أرزا ووالدي خارج البيت فتلجأ للجارة.. اليوم اكتفينا باحتياجاتنا واختفى الجار بالتدريج.

* حصلت أخيرا على جائزة منظمة «نساء بلا حدود» للباحث المتميز.. حدثينا عن هذه المحطة؟

- من الناحية البحثية هي محطة هامة جدا بالنسبة لي فقد نقلتني من محيط الأبحاث المحلية إلى الأبحاث المشتركة العالمية، ولذا فقد كلفتني جامعة شفيلد في بريطانيا بالإشراف المشترك على طالبة دكتوراه لديهم، كما دعتني جامعة كمبردج لتقديم ورشة عمل والمشاركة في تأليف كتاب عن التعليم العالي في منطقة الخليج هذا الصيف، فهي إذن تدريب رفيع المستوى يتيحه الاحتكاك بفرق عمل خارجية، لكن المحزن هو عدم عناية جامعة الملك سعود تماما بذلك وكأن الأمر لا يعنيها، ورغم المناداة بالعالمية والحرص على ذلك لكن التخصصات الأدبية والتربوية في الجامعة للأسف لا تجد حتى الحد الأدنى من العناية والتشجيع.. على كل حال كل ما يحدث هو جيد لطالباتي لأنه يعود عليهن فيما أقدم وهذا ما يهمني كأستاذة جامعية.

* ماذا عن بحث توجهات الشباب في المستقبل.. ما أبرز ما خلصت إليه؟

- أبرز نتائج هذه الدراسة هي الرغبة العارمة لدى الفتيات السعوديات في التغيير والتفوق وإيمانهن بقدرتهن على ذلك مقابل تحفظ الشباب من الذكور. هناك إذن فجوة حقيقية بين ما تشعر به المرأة وبين ما يمكن أن يسمح به الرجل المرافق لها، لذا وحتى نكون واقعيين فإن أي تمكين للمرأة وإعطاء لحقوقها والذي من الواضح أن الدولة تتبناه ولله الحمد في السنتين الأخيرتين إلا أنه لن يؤتي جهوده إذا لم يقترن بتوعية ذهنية وتعديل توجهات لرفيقها الرجل الذي بحكم العادات والتقاليد والقانون السائد حاليا يستطيع أن يمنح أو يمنع كل مكتسبات المرأة التي إلى جانبه!!

* تجربتك في الكتابة الصحافية منذ بدايتها وهي صاخبة ومثيرة للجدل.. لماذا؟

- والله لا أدري إذا كانت مثيرة للجدل على وجه الخصوص. أظن أن كل النساء اللاتي كتبن في الفترة التي بدأت فيها كن مثيرات للجدل لأنهن أفصحن عن أسمائهن في بيئة تحرم تداول اسم الأنثى، لأنهن أعلن توجهات مختلفة وغير تقليدية تخص المرأة والإنسان والمشاركة في الحياة العامة وهكذا. استعرضي الأسماء المثيرة للجدل تجدي أن هذه إحدى المشتركات بينها.

* يقال إن «إيميل» الكاتبة السعودية يعج بالمواعظ الدينية والانتقادات.. ما صحة ذلك؟

- غير صحيح.. الدنيا هدأت كثيرا عما كانت. ثم إن المنتديات تعج بالشتائم وهذا شيء طبيعي فلندع الخلق للخالق.

* إذن ما اللازم تجاه المنتديات الإلكترونية التي تتناول خصوصيات الكتاب والكاتبات؟

- لا شيء. العالم واسع الآن ولن يحتمل أحقادهم إلى الأبد. العالم واحة من العلم والمعرفة والاكتشافات ومقاومة تأثيرات البيئة السيئة الخ من المواضيع الإنسانية التي تستحق أن نبذل فيها جهدنا ووقتنا.

* تصنيفك كـ«كاتبة ليبرالية» كيف انعكس على التعاطي مع أطروحاتك؟

- هذه التصنيفات خطرة إلى حد ما، لأنها أحيانا لا تسمح للمتلقي بفهم الفكرة دون تصنيف مسبق يفسد عليه ما نقصد، وهذا أمر يعاني منه أي أحد يقع في دائرة هذا التصنيف سواء نسب لليبرالية أو التشدد أو خلافه.

* تساءلت «كيف أعمل كامرأة سعودية ضمن مؤسسات العمل المعزولة؟» في مقالين.. هل يعني ذلك أن القياديات النسوية مجرد «ديكور» في ظل المركزية الذكورية؟

- أقوم بإعداد دراسة متعمقة الآن حول هذا الموضوع بالمشاركة مع إحدى الباحثات السعوديات المتمكنات، والأمر بالنسبة لي لم يعد مجرد خبرة بائسة أمر بها كل يوم في علاقتي بالأقسام الرجالية، إنها حقائق عكستها عينة الدراسة التي شملت عشرات ممن يعملن في الإدارة الجامعية في مختلف جامعات المملكة، حيث ظهر أن الثقافة السائدة ورؤية الرجل للأنثى والنوع (الجندر) كلها عوامل تتحكم في رؤية الرجل الإداري للمرأة التي تعمل معه.

لا يتعدى تمثيل المرأة أكثر من 10% فقط في اللجان والمجالس على مستوى الجامعات، وليس هناك صلاحيات واضحة محددة مكتوبة لهؤلاء النساء، وإعطاء هذه الصلاحيات أو لجمها أو إلغاؤها يتوقف على الرجل في الموقع، فإذا كان داعما للمرأة ومؤمنا بتمكينها منحها صلاحيات متعددة وساعدها على المشاركة في اللجان وإذا كان بائسا وتقليديا دفع المنصب الذي تتولاه المرأة الثمن وقلصت صلاحيات المرأة بالتدريج.. وهكذا نجد أن العوامل الاجتماعية والثقافية تلعب دورا أساسيا في نسبة وجود وفعالية المرأة في الجامعات السعودية.

* تدريس الطالبات من خلال «الدائرة التلفزيونية المغلقة».. من المستفيد فيه؟

- المستفيد الوحيد هو المؤسسة التعليمية التي تتمكن من إنهاء برامجها ومنح شهادتها الصورية دون تعليم حقيقي.. نعم كان حلا مؤقتا لغياب عناصر نسائية في التخصص لكن كان يجب أن يترافق مع تدريب ميداني ومساعدات ومعيدات يعوضن التواصل المفقود الذي يحدث في قاعة التدريس الفعلية.

على أي حال أرى والحمد لله أنه آخذ في التقلص مع أنني لا أؤمن بقصر تدريس النساء على النساء أو الرجال على النساء. يجب التنوع في تقديم الخبرات التعليمية للجنسين لنستفيد مما لدينا، ولا أعرف سر التقليد أن الرجل هو من يدرس للنساء ويشرف على طالبات الدراسات العليا وكل ذلك يحدث بالتليفون والدائرة المغلقة، ولا نستطيع أن ندرس ولا أن نشرف على البنين رغم أننا سنستخدم نفس آليات التواصل. لماذا تبدو مسألة تدريس النساء للرجال غير مقبولة وتدريس الرجال للنساء ممارسة مقبولة؟؟؟ إنه التعود!!

* الجدل الدائر حاليا حول قضية الاختلاط.. كيف تقرأينه؟

- إنه جزء من التحولات العميقة التي تعمل القيادة الحالية على إحداثها في عمق ثقافة المجتمع. وهو قدرة غير عادية على استشفاف المستقبل، وبصدق لا أعرف كيف تفعل القيادة كل ذلك لكن هذا هو ما يميز القائد أنه يرى ما لا نرى في منظورنا القريب وهو يقرأ التحولات العميقة التاريخية التي يحدثها وهو يذكرني كثيرا بالمأمون.

* أيهما أولى: تشريع الاختلاط أم سن قوانين تجرم كافة صور التحرش بالمرأة؟

- كلاهما يمشي يدا بيد. تشريع الاختلاط سيحدث اليوم أو غدا ولو لم نتحرك تجاهه لفاجأتنا الأجيال القادمة به. تجريم التحرش يجب أن يوضع ويقر ويتم التوعية به سواء جاء الاختلاط أم لا. التحرش يحدث في الشارع للمرأة المغطاة ويحدث عبر التليفون وعبر البلوتوث وكل وسائل الاتصال، ويجب وضع قوانين واضحة للتعامل معه وهو ما فعلته دول خليجية مجاورة مثل الإمارات التي لا تعاني فتياتها نفس نسب التحرش التي نتعرض لها كسعوديات رغم انغلاق المجتمع!!

* أثناء مشاركتك في ندوة «إعلامية» عقدت أخيرا، تحدثت عن العلاقة المهنية بين المرأة والرجل.. ما الذي يصدمك من تعامل الزملاء الذكور؟

- العلاقة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا مضطربة بشكل خطير نتيجة لوضعية الفصل غير الطبيعي الموجودة. هذا خلق أشكالا مريضة للتعامل بين الطرفين في أي جهة عمل وليس فقط في المجال الإعلامي، وعلى المرأة أن تكون حذرة جدا في تعاملها مع أي وسط ولا تأخذ دعوات الانفتاح أو التقدم على علاتها بل تمحصها وتدرسها بتمهل في ضوء ظروفنا الاجتماعية وفي ضوء تعليم ومهنية الرجل الذي تتعامل معه، لأن الكثير للأسف يسيئون إلى المهنة وأنفسهم من خلال أنماط تعامل مريضة واستغلالية، وعلى المرأة أن تكون قوية جدا في إيقاف الشخص وبشكل مباشر عند حده، فالناس تذهل فعلا ولا تتوقع الصراحة والمباشرة في هذه المواقف، وستدهش الفتيات كيف يتحول موقف الرجل من مدجن ومستغل للموقف إلى شخص يعرف حدود تعامله.

* مشاركتك في مظاهرة قيادة النساء للسيارة هل كان لها دور في إبعادك عن المناصب القيادية؟

- بلا شك ولست أنا الوحيدة. كل النساء السبع والأربعون اللاتي شاركن وكل من دعمهن فكريا أو فعليا يعاني من التهميش، ليس لموضوع قيادة المرأة بالذات بل لفكرة دعم وتمكين المرأة والتي كانت بالطبع فكرة محرمة قبل سنتين فقط.. الآن الوضع تغير.

* الحديث الإعلامي بأريحية نسبية أخيرا عن موضوع قيادة المرأة للسيارة.. ترينه مؤشرا لأمر ما؟

- أعتقد ذلك، وقد آن الأوان له. أصلا من المحزن أن نظل نعلك في هموم صغيرة في حين تبحث أوروبا جديا عن بدائل للطاقة بما فيها البترول مما يعني تشريدنا وخسارة مصدر رفاهيتنا لو عثروا على ذلك، ونحن لا نزال لعشرين سنة: تسوق المرأة أو لا تسوق!! نحزِّن!!

* تتوجس المرأة البسيطة دائما من «العين» والحسد.. ماذا عن الأكاديميات؟

- التوجس من العين والحسد ليس قصرا على الأكاديميات ولكنه يرتبط بالثقافة السائدة وشعور الإنسان رجلا كان أو امرأة بعدم قدرته على السيطرة على ظرفه فيخضع لهذا التفسير المبسط حتى يريح نفسه من التفكير في عوامل لا يمكنه السيطرة عليها ويستخدم العين والحسد وخلافه كشماعة لأخطائه وقصوره الذاتي وليس كما ورد في القرآن.

* إنشاء «موقع شخصي» على الإنترنت.. مشروع مؤجل أم غير وارد؟

- لماذا؟؟ هناك مواقعنا في الجامعة والقصد منها التعريف بالإنتاج العلمي والتواصل.. الموقع الشخصي مسؤولية عظيمة لا يمكنني تحملها الآن مع كل أعبائي.

* كيف تصفين علاقتك بالمواقع الإلكترونية، وما أكثر ما يستهويك منها؟

- قليل جدا. ربما موقع «الحوار والإبداع» للاطلاع على ما يفوتني من مقالات في الصحف، ما عدا ذلك فأنا أسوأ من يطل على المواقع ولا أشارك في أي منها. لا أعرف كيف يجد الناس الوقت. أحسدهم على ذلك.

* متى يصل المجتمع السعودي إلى مرحلة النضج الإلكتروني؟

- حين تطبق القوانين الخاصة بالفضاء الإلكتروني كما تم اقتراحها. على أي حال العالم كله يمر بنفس التجربة المؤلمة ولا أحد حتى الآن يعرف إلى ماذا ستؤدي إليه كل هذه الفوضى.

* تصفين القراءة بأنها «سلوك يومي».. فكم ساعة تأخذ القراءة منكِ يوميا؟

- تقريبا أي وقت أجد فيه فسحة من الوقت، والسيارة مكتب ممتاز للقراءة والكتابة وخاصة في زحمة الرياض التي لا تطاق. أنا في الحقيقة لا أتوقف أبدا عن القراءة والكتابة سواء عامة أو أكاديمية.

* مكتبتك المنزلية، ما أبرز ملامحها؟

- كل أنواع الأدب والفن والتوثيق واللغة، والفضل في ذلك لا يعود لي بل لزوجي الدكتور فهد اليحيى، والذي يمكن تسميته بحق دودة قراءة.. أنا ربما أثريت المكتبة بالفلسفة والرواية والكتب التربوية والتعليمية.

* هل لك طقوس ثقافية معينة؟

- لا أملك هذا الترف!! أنا أم وزوجة وابنة وموظفة وأخت وعمة وخالة وصديقة ووو. يومي محسوب بالدقيقة.

* ما أبرز القيم التي تحرصين على التمسك بها في حياتك المهنية والشخصية؟

- أعتقد أن القيمة التي أرددها دائما هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي معناه: «احبب لأخيك ما تحب لنفسك».. أنا أؤمن بالطاقة الإيجابية وأن الخير الذي تعمله سيعود لك ولمن حولك بأشكال مختلفة.. أقدر جدا جدا المهنية في العمل من الرجل أو المرأة. لا أحب أعذار النساء التي يستخدمنها للتنصل من مسؤولياتهن المهنية. أعشق عملي إلى حد كبير جدا وحوله تدور معظم أحداث حياتي.

* لمن تطربين؟

- نعم. نعم أعشق الموسيقى جدا وأسمعها باستمرار.. أطرب لفيروز أم كلثوم وأسمهان وميادة وجنون زياد الرحباني، طبعا غير محمد عبده وعبد الله الرويشد وماجد المهندس، ثم عشقي الآخر هو «اليوغا» ولم تسأليني عنها!!!

* إلى أين تصل طموحات الدكتورة فوزية البكر؟

- أن أعامل في بلدي لا كامرأة فقط وإنما كإنسان وكمواطن يتساوى في الحقوق والواجبات مع نظيره الرجل.

«فوزية البكر» في سطور

* الدكتورة فوزية بنت بكر راشد البكر، متخصصة في أصول التربية، وهي أستاذة في قسم التربية بجامعة الملك سعود في الرياض.

* حصلت على بكالوريوس علم النفس من كلية التربية للبنات في الرياض عام 1978، ثم ماجستير في الإدارة المدرسية والإشراف التربوي عام 1983، ثم على الدكتوراه في أصول التربية والتربية المقارنة من معهد التربية بجامعة لندن عام 1990.

* عضو مجلس إدارة مؤسسة عسير للصحافة والنشر، وهي أول امرأة سعودية يتم انتخابها لهذا المنصب.

* فازت أخيرا بالجائزة العالمية لمنظمة «نساء بلا حدود»، التي تمنح للباحث المتميز في دراسات المرأة.

* بدأت منذ نحو ثلاث سنوات شراكة بحثية مع عدد من المؤسسات العالمية حيث أثمرت جهود التعاون بينها وبين جامعة فينا في النمسا ومؤسسة نساء بلا حدود العالمية، عن بحث كبير حول تطلعات الشباب والشابات في العالم العربي (Bridging the Gab)، وتمت دعوتها للمشاركة في وضع فصل خاص عن تعليم المرأة في السعودية وذلك ضمن الكتاب العالمي للتربية من جامعة بريتيش كولومبيا في كندا.

* لها حضور نشط في الكتابة الصحافية، منذ انطلاقة «قلمها» في أواخر السبعينات.

* متزوجة من الدكتور فهد اليحيى (طبيب متخصص في الأمراض النفسية)، وهي أم لأربعة أبناء: لؤي، معتز، ريما، سعود.

* من هواياتها: ممارسة اليوغا، الاهتمام بالأكل الصحي، وتعتبر القراءة بمثابة «السلوك اليومي».