أعلنت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني عن فوز مؤسسة هولندية بمناقصة تشغيل وإدارة المعهد السعودي التقني للصناعات الغذائية والألبان في الخرج، التي طرحتها المؤسسة مؤخرا أمام عدد من الجهات العالمية.
وأوضح الدكتور فهد بن سليمان الدهيش، مدير عام الشراكات الاستراتيجية في المؤسسة، أن «سينوب» الهولندية، وهي مؤسسة مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص حصلت على موافقة تشغيل وإدارة معهد الخرج، متقدمة من حيث التقنية والخبرات والسعر على جهات مرموقة من دول نيوزيلندا وأيرلندا وأميركا، مشيرا إلى أن «سينوب» تدير عددا كبيرا من الكليات والمعاهد التقنية في مجال الألبان والصناعات الغذائية في هولندا بطاقة استيعابية تتجاوز نصف مليون متدرب ومتدربة.
وقال: «إن الهولنديين يملكون خبرات طويلة في مجال الصناعات الغذائية والألبان وخصوصا العناية بالأبقار، مما يعد إضافة ونقلة نوعية تقنية للسعودية، حيث إن المعهد السعودي التقني للصناعات الغذائية والألبان، الذي أسسته المؤسسة مع شركة «المراعي» في الخرج وسيبدأ تشغيله في شوال المقبل، يعتبر الوحيد في الشرق الأوسط الذي سيعتمد الخبرات والتقنية الهولندية».
وقال الدهيش إن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تعتمد آلية ومعايير عالمية عند طرح منافسة تشغيل والإشراف على المعاهد المتخصصة التي تنشئها ليستفيد من مخرجاتها سوق العمل المحلي، مبينا أن المؤسسة انتهجت سياسة جديدة في العملية التدريبية بتأسيس معاهد متخصصة بالشراكة مع القطاع الخاص السعودي تقوم بتشغيلها مؤسسات تعليمية وتدريبية عالمية وشركات أجنبية، تضمن الوظيفة للخريجين.
وأوضح مدير عام الشراكات الاستراتيجية أن جميع الخريجين سيتم توظيفهم في شركة «المراعي» وفقا لعقود التوظيف المبرمة مع المتدربين عند التحاقهم بالمعهد الذي تبلغ تكلفته 80 مليون ريال وبطاقة استيعابية تتجاوز 800 متدرب، مشيدا بمبادرة «المراعي» في تبني الشباب السعودي وإلحاقهم بهذا النوع من التخصص.
وأكد أن المؤسسة تعمل على توفير المتدربين المهرة وتأهيلهم في مجال الصناعات الغذائية لتطوير ودعم هذه الصناعة الاستراتيجية والحساسة بالشباب السعودي، معتبرا الأمن الغذائي من أهم القضايا التي تشغل دول العالم ويشكل هاجسا لكثير من الدول، وخاصة منطقة الشرق الأوسط.
وقال الدهيش: «إن المملكة بحاجة إلى تقدم تقني في الصناعات الغذائية، لأن هذه الصناعة تعتبر معرفة ومهارة تكسبها الشعوب من خلال أفضل برامج التدريب الحديثة، وليس بالضرورة أن تعتمد على الإنتاج الزراعي، فكثير من الدول انتهجت في تطوير الصناعات الغذائية أسلوب تحويل المنتج أو المحصول الواحد إلى الكثير من المواد والسلع التي تحقق الاكتفاء الذاتي من الاحتياج، وهو ما نعمل عليه حاليا في مشروعنا مع القطاع الخاص، ليكون هذا الأسلوب الرافد الأساسي لدعم الأمن الغذائي في المملكة وتطوير منتجاته، خصوصا أن بلادنا تفتقر إلى الموارد الطبيعية والمائية الكافية لمواجهة حاجة السكان المستقبلية من الغذاء».
وأضاف أن «المعهد السعودي التقني للصناعات الغذائية والألبان في الخرج يعد أول معهد ينشأ لهذا الغرض، وسيتبعه معهد آخر في منطقة الجوف لتدريب وتطوير الكوادر الوطنية في مجال الصناعات الغذائية».