إنشاء أول مصنع لإعادة تصنيع حجارة نجران وتسويقها داخليا وخارجيا

غرانيت استخدم في مشاريع داخلية وخارجية في مقدمتها مشاريع الحرمين الشريفين

عمليات استخراج الحجارة والغرانيت من جبال نجران (تصوير: عبد الله آل شيبان)
TT

كشف علي برمان، نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي الفرنسي، لـ«الشرق الأوسط»، أن شركة نجران القابضة للتعدين (تحت التأسيس) تنوي القيام بإنشاء مصنع داخل نجران لإعادة تصنيع الحجارة ومن ثم تسويقها في الداخل والخارج بالتعاون مع شركة «WGM» الكندية، مشيرا إلى أن هناك طلبات على الأحجار المستخرجة من جبال نجران من دول العالم وأوروبا تحديدا لتزيين الشوارع والميادين، ولعل أبرزها الكميات المصدرة كمواد خام.

ووصف علي برمان جبال نجران بالثروة الطبيعية، نظرا لاحتوائها على كميات كبيرة من الذهب والحديد والنحاس والقرميد وأحجار الزينة.

وبين علي برمان أن أحجار الزينة الموجودة في نجران من الأنواع النادرة لا توجد في أي مكان في العالم، حيث إنها تتميز بجودتها العالية وألوانها المميزة، وقد عملت البعثات الجيولوجية الفرنسية والأميركية لسنوات طويلة في مجال التنقيب والبحث، وتمت عدة دراسات وتوصيات في هذا الخصوص. وذكر برمان أن هنالك تعاونا مع كندا والصين ودول أخرى في مجال التعدين.

وقال إن مجلس الاستثمار في نجران يعكف على إعداد دراسة لعدد من الفرص الاستثمارية في مجالات مختلفة، منها التعدين، حسب توجيهات أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبد الله رئيس مجلس الاستثمار بإمارة نجران، مضيفا أن «هنالك نهضة عمرانية بمنطقة نجران، وهي بحاجة إلى وجود مثل تلك المصانع لتغطية طلبات المنطقة بدلا من الاستيراد من الخارج».

إلى ذلك، أوضح زياد محمد غضيف، أمين عام مجلس منطقة نجران، أنه يوجد في محاجر الغرانيت بنجران أكثر من 14 شركة وطنية لإنتاج الغرانيت، مما يدعم مكانة الغرانيت السعودي في الأسواق العالمية، علما بأن إنتاج الشركات بمقالع نجران نحو 4500 متر مكعب قابلة للزيادة، وتعتبر مجموعة «بن لادن» السعودية للرخام والغرانيت من أبرز الشركات العاملة في هذا المجال، حيث يحظى الغرانيت المستخرج من جبال نجران (بئر عسكر - المجمع التعديني) بسمعة طيبة نظرا لما يتميز به من خواص طبيعية مقاومة للتغيرات وتميز ألوانه، مثل القرمزي (RAD NAJRAN) والبني (BROWN NAJRAN) بجميع درجاتهما.

يشار إلى أن العمل بالمقالع يعتمد على أحدث الطرق والمعدات في هذا المجال، حيث يتم فصل الغرانيت بواسطة التخريم الرأسي بواسطة المعدات المختلفة، وكذلك استخدام اللهب «FALMJET» لعمل القطع الرأسي الجانبي أو الأفقي، وتتم تعبئة الأخرام بمادة هيدروكسيد الكالسيوم (إسمنت قوي) بحيث يتم خلطه بالماء بنسبة غالون لكل 20 كيلوغراما، ويحرك يدويا ويحقن يدويا أو بواسطة ماكينة الحقن.

إلى ذلك، تتدرج خطوات استخراج البلوكات من المقلع، حيث يتم في البداية عمل واجهات إنتاج مناسبة المقاسات لكي يتم بعد ذلك فصل كتل كبيرة مكعبة الشكل، حيث تقسم إلى بلوكات مناسبة حسب الأطوال المطلوبة، ويتم عمل فصل للكتل حسب خطوات، أولاها أن يتم التخريم رأسيا من أعلى الجبل بطريقة عمودية من الأعلى إلى الأسفل وذلك باستخدام الحجم المناسب حسب الارتفاع المطلوب، ومن ثم قص الكتل من الجانبين غالبا عن طريق استخدام القص باللهب، ويتم استخدام الديزل مع الهواء المضغوط، وبعدها تفصل الكتل من الأسفل أيضا عن طريق اللهب، ويوضع تراب أمام الكتلة المراد فصلها عن الجبل لسلامة الكتلة أثناء نزولها على الأرض، ومن ثم يتم وضع مادة البريسكار، وهي عبارة عن إسمنت قلوي (ALKALINE CEment)، وذلك بعد خلطها بالماء بمقدار 3.78 لتر ماء لكل 5 كغم من البريسكار، حيث تعمل على التمدد داخل الأخرام مما يؤدي إلى فصل الكتل عن الجبل (عادة يستغرق ذلك 8 ساعات في الظروف العادية). ويلي ذلك إنزال الكتل على الأرض لتصبح بصورة أفقية حيث يتم تقسيمها إلى بلوكات صغيرة، وأخيرا، فحص البلوكات الصغيرة وتصنيفها حسب الجودة (ويتم استخدام المعايير الدولية والأميركية)، بعد ذلك يتم ترحيل البلوكات إلى المصنع حسب الطلب، وكذلك إلى الميناء إذا كانت مطلوبة خارج المملكة للتصدير.

وتشير معلومات مؤكدة إلى أن غرانيت نجران يستخدم في نحو 14 دولة كبرى وفي مشاريع ضخمة، إضافة إلى عدد من المشاريع الداخلية في مقدمتها الحرمين الشريفين ومواقف الحرم المدني وحمامات الحرم المكي وعدد من الجامعات والقصور الكبرى.