كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة في صحة جدة إطلاق فرق للمسح الميداني الصحي لسكان المدينة تهدف إلى جمع معلومات دقيقة ومتكاملة عن الحالة الصحية للسكان، ليكون معينا حقيقيا في وضع الخطط الصحية للمدينة خلال السنوات المقبلة.
وأوضحت الدكتورة منيرة بالحمر، استشارية طب المجتمع رئيسة قسم التوعية الصحية في إدارة الرعاية الصحية الأولية بمحافظة جدة، أن عملية المسح الصحي السكاني الميداني من الركائز الأساسية للرعاية الصحية الأولية، لما له من أهمية في التعرف على خصائص المجتمع الذي تقدم له الخدمات الصحية، وهذا التعرف سينعكس إيجابا على وضع الخطط الصحية بشكل دقيق وفعال.
وأشارت بالحمر إلى أن الهدف الرئيسي منه تطوير وتحسين الخدمة المقدمة للمستفيدين بناء على أسس ومعلومات إحصائية دقيقة حتى تتمكن الصحة من تقدير حجم الخدمات الصحية المقدمة، وتحديد احتياجات السكان الصحية من المراكز الصحية ومراكز الأسنان والمراكز التأهيلية والمستشفيات وغيرها من الخدمات الأخرى.
وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن مخرجات المسح ستمكن من معرفة انتشار العوامل التي تعرض السكان للإصابة بالأمراض كالسمنة والتدخين، إضافة إلى معرفة الأمراض الأكثر انتشارا بالأحياء السكنية، ووضع الخطط المناسبة لمكافحتها والوقاية منها، والحصول على قاعدة بيانات دقيقة تساعد صناع القرار على وضع الخطط والمشاريع والبرامج لتقديم أفضل الخدمات الصحية للسكان، والعدد الكافي من الأطباء في الحي، وتفعيل دور طبيب الأسرة.
وبينت استشارية طب المجتمع رئيسة قسم التوعية الصحية في إدارة الرعاية الصحية الأولية بمحافظة جدة أن الفرق انطلقت بدءا من حي الصفا شمال جدة، وبلغ مجموع المشاركين فيه 89 مشاركا ومشاركة، منهم 10 مشرفين وخمسة مدخلي بيانات و74 عضوا مدربا على الرصد الميداني، تم تقسيمهم إلى ستة فرق كل فريق منهم مكون من 10 إلى 14 شخصا. وأضافت الدكتورة بالحمر أن المشروع يجري بإشراف مباشر من مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور خالد بن عبيد ظفر، ومدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي بن محمد باداود، ومساعده للرعاية الصحية الأولية والطب الوقائي الدكتورة نهى بنت أحمد دشاش. ودعت السكان للاستفادة من تلك الخدمة باستقبال فريق المسح الصحي السكاني عند وصوله إلى منازلهم، مشيرة إلى أن جميع أعضاء الفريق الصحي يحملون البطاقات التعريفية، والتعاون معهم يكون بإعطاء جميع المعلومات المطلوبة بدقة، حيث سيتم بموجبها توفير الخدمات الصحية حسب احتياجات سكان الحي من أجل الوصول إلى مزيد من التطور والتقدم.
وحول عدد المستهدفين قالت الدكتورة بالحمر إن المشروع في مرحلته الأولى يستهدف سكان حي الصفا، حيث زار نحو 7640 أسرة من أصل 10 آلاف أسرة تقطن الحي، أي أن ما تم إنجازه بلغ نسبة 76 في المائة من سكان الحي، وستشمل المرحلة الثانية حي الحمراء.
من جانب آخر، عقد أول من أمس في جدة الدورة التأهيلية لمدراء اقتصاديات الصحة بالمستشفيات التابعة لصحة جدة، التي نظمتها مديرية الشؤون الصحية بالمحافظة، ممثلة بإدارة اقتصاديات الصحة والتي تستمر لمدة خمسة أيام.
وبحسب الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة، تمحورت الدورة حول خمسة مواضيع رئيسية وهي اقتصاديات الصحة المفهوم والأهداف والمهام، والعمل بروح الفريق، إضافة إلى مفهوم الفريق وأهميته، والفرق بين المجموعة والفريق، وأنواع الفرق والفريق الفعال، وقيادة الفريق والأساليب الفنية في اتخاذ القرارات الجماعية، ومشكلات فرق العمل وكيفية التغلب عليها، وبرنامج العلاج بأجر من حيث أهدافه وطرق تحصيل الإيرادات وأوجه الصرف وكيفية الصرف من البرنامج، وبرنامج التدريب بأجر من حيث آليات العمل بالبرنامج ومهام إدارات اقتصاديات الصحة، وإدارات التدريب ودراسة جدوى المشاريع الاستثمارية، وكيفية طرح المزايدات العامة والإجراءات النظامية لذلك.
وبين باداود أن وزارة الصحة تهدف من إقامة مثل هذه الدورات مواصلة الجهد لتحقيق الأهداف المأمولة للخروج بمنهج علمي مدروس، ووضع أهداف تفصيلية لكل منشأة صحية يمكن قياسها في نهاية العام، على أن توضع جوائز للإدارات المتميزة التي حققت الأهداف التي أنشئت من أجلها هذه الإدارة.