كرسي الأمير خالد الفيصل للاعتدال السعودي يطلق أول برامجه الثقافية بدورة «بناء الشخصية المعتدلة»

مشرف الكرسي لـ«الشرق الأوسط»: استهدفنا خريجي الثانوية لأنهم «حلقة وصل»

TT

يتحضر عبد الرحمن عابد، وهو شاب سعودي أكمل للتو دراسته الثانوية في مدينة جدة، لحضور دورة «بناء الشخصية المعتدلة»، التي أعلنت عنها جامعة الملك عبد العزيز أمس، وهي بحسب الدكتور سعيد المالكي المشرف الإداري على كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي «أول برامج التوعية التثقيفية التي يعكف الكرسي عبرها على إيصال رسالته إلى المجتمع السعودي».

ويشير عابد (19 عاما) لـ«الشرق الأوسط» إلى انتقائه في حضور الدورة التي ستعقد مطلع الأسبوع المقبل بـ«التجديد»، مفضلا إياها على برامج التوظيف الصيفي، ويعلق: «لا جديد يذكر في التوظيف الصيفي، أشعر بالملل جراء الوظائف التي أحرص على امتهانها كل صيف»، في إشارة إلى فضوله حيال العناوين التي حملها الإعلان عن الدورة، وهي «بناء الفكر، وبناء المهارة».

ويفصّل الدكتور سعيد المالكي «أن ست محاضرات متعلقة بالجانب الفكري ستقدم للمتدربين، وهي: قيم المواطنة لدى الشباب، التغريب وفقدان الهوية، الاعتدال.. المفهوم والمظاهر، التطرف.. المشكلة والحلول، وسلوكك عنوان الشخصية». بينما يشمل جانب تطوير المهارات على «مهارات التفكير، استراتيجيات إدارة الوقت، مهارات الاتصال الفعال، فن حل المشكلات بالطرق الإبداعية، وفن الإقناع والتأثير في الآخرين».

ويقول الدكتور سعيد المالكي لـ«الشرق الأوسط»، إن الكرسي استهدف الشبان المتخرجين من المرحلة الثانوية، «كونهم حلقة ربط في المجتمع الذي تمثل هذه السن تحديدا نسبة واسعة منه، إلى جانب مرورهم بمرحلة سنية يتشكل خلالها تفكيرهم».

ويضيف: «إن البرنامج يستوعب 300 طالب، وسيتم استيعاب 2000 شاب في حال ورود طلبات تسجيل أعلى».

وسيتمكن الطلاب من التسجيل عبر الموقع الإلكتروني للكرسي، وسيمضون بحسب جدول الدورة نحو عشرين ساعة، متوزعة على خمسة أيام ابتداء من السبت العاشر من يوليو (تموز) المقبل وحتى الأربعاء 14 يوليو (تموز)، يوميا من الساعة الخامسة عصرا وحتى التاسعة مساء، وذلك في قاعة الاحتفالات ومركز المؤتمرات بالجامعة.

إلى ذلك، يقول الدكتور أسامة بن صادق طيب مدير جامعة الملك عبد العزيز: «إن برنامج بناء الشخصية المعتدلة، هو أحد المنتجات التي أعدها فريق العمل لهذا الغرض، وستتبعه مجموعة من البرامج والمسابقات التثقيفية، بالإضافة إلى الجانب العلمي والبحثي الذي يوليه الكرسي أهمية كبيرة»، مشيرا إلى أنه تم الإعلان للباحثين داخل المملكة وخارجها عن بدء تدعيم الأبحاث العلمية في مجال تأصيل منهج الاعتدال السعودي، حيث تم استقبال مجموعة كبيرة من المقترحات البحثية وسيُعلن قريبا عن المقترحات المقبولة للتدعيم.

ويضيف الدكتور طيب، في بيان أصدرته الجامعة أمس، «..يضع الكرسي في أولوياته نشر ثقافة الاعتدال، للحد من تيارات التطرف والغلو والتغريب، وذلك من خلال تصميم برنامج ثقافي توعوي متنوع يجمع بين عمق التناول وجاذبية الطرح».

ويعود الدكتور المالكي ملمحا لـ«الشرق الأوسط» عن فعاليات يعتزم إطلاقها الكرسي خلال العام الدراسي القادم، تقع تحت البرنامج الثقافي والتوعوي للكرسي، ستشمل سبعا من ضمنها «الأفلام الوثائقية القصيرة، والفنون التشكيلية»، إلى جانب مسابقة أخرى بمسمى «مقال في الاعتدال»، وستكون متضمنة جوائز مالية، لم تحدد بعد، بحسب قوله.

وكان الأمير خالد الفيصل قد أعلن في شهر مارس (آذار) 2009، تبنيه إنشاء كرسي تأصيل منهج الاعتدال السعودي، عقب محاضرة ألقاها في جامعة الملك عبد العزيز بعنوان «منهج الاعتدال السعودي»، عرّف فيها معنى الاعتدال السعودي بأنه «منهج الإنسان العربي المسلم المتقدم المتطور».

كما أبرز أمير منطقة مكة المكرمة خلال تدشينه أعمال الكرسي في السادس من يناير (كانون الثاني) 2010، كيفية انتصار منهج الاعتدال، الذي قال «إنه وقف أمام الفقر والجهل في بداية الدولة، وكيفية وقوفه أمام التغريب والتطرف الفكري وتصديه لهما».