المنطقة الشرقية الأولى سعوديا في توليد «المواهب».. بـ800 فتاة

مع انطلاقة البرامج الصيفية.. خبيرة تربوية: مديرات المدارس غير متعاونات وثقافة المجتمع تخذلنا

معوقات تواجه المختصين في اكتشاف الطالبات الموهوبات داخل المدارس («الشرق الأوسط»)
TT

سجلت المنطقة الشرقية المركز الأول في توليد «المواهب» على مستوى بقية المناطق السعودية، برصد 800 طالبة موهوبة على مدى الأربعة أعوام الماضية، واللائي يعتبرن الأكثر إقبالا على التسجيل في برامج الإثرائية الصيفية للموهوبين مقارنة بالذكور، وذلك حسبما كشفت خبيرة تربوية، مؤكدة أن برامج هذا العام تشهد تضاعفا في حجم الطاقة الاستيعابية والتوجه لأول مرة إلى دمج شريحة من الفتيات الموهوبات من ذوات الاحتياجات الخاصة مع نظيراتهن المتعافيات.

وأفصحت مديرة إدارة الموهوبات بالمنطقة الشرقية ابتسام المزيني، عن بدء العمل وفق خطة توعوية أقرتها وزارة التربية والتعليم تتضمن التغيير الكامل للمجتمع الدراسي بما يتوافق مع متطلبات احتضان الموهبة، فيما تأسفت على غياب المدارس السعودية المخصصة للطلبة الموهوبين، وذلك خلال استضافتها مساء أول من أمس في اللقاء الشهري لمركز سيدات الأعمال بمدينة الخبر.

وأبدت المزيني تذمرها من عدم اكتراث كثير من مدارس المنطقة بمتابعة الموهوبات، مؤكدة قلة التجاوب الذي يصلهم بهذا الخصوص، بقولها: «نحن 4 مشرفات في الإدارة، وهناك 9 محافظات بالمنطقة الشرقية بما يفوق عدد بقية المناطق، مع ذلك نحاول الوصول للمدارس لأخذ السمات السلوكية وتطبيق المقاييس عليها، لكن للأسف لا يصل كثير منها، ونكتشف أن بعض مديرات المدارس لم ترفع الاستمارة بل وضعتها في درج المكتب».

وامتد ذلك لفتح ملفات واقع الدعم المجتمعي، إذ كشفت مديرة إدارة الموهوبات عن إرسال نحو 20 خطاب توسل إلى رجال الأعمال طلبا لدعم البرنامج الصيفي، ولم تكن النتيجة مرضية، وهو ما فتح باب الجدل بين حاضرات اللقاء على جدوى المساهمة المالية والتطوع في برامج الوزارة، وهنا تعلق المزيني بالقول: «البعض ربما يدفع 300 ريال في وجبة بإحدى المطاعم، لكن عند طلب كتاب كمرجع للطالب يستاء وقد يكتب شكوى للوزارة حول تكليفه بهذه المصاريف».

وعلى الرغم من رصد إدارة التربية والتعليم بالشرقية لأكثر من 100 ألف ريال للبرنامج الصيفي هذا العام، وتجهيز 10 باصات لنقل نحو 200 طالبة مجانا، فإن المزيني أشارت إلى تعجبها من كون بعض الأهالي يتصلون للسؤال عما إذا كان البرنامج سيدفع مبالغ مالية للطالبات الموهوبات نظير حضورهن، وهو ما أرجعته إلى النظرة المجتمعية المتواضعة لمفهوم رعاية الطالب الموهوب.

وعن إنجازات الموهوبات السعوديات في الخارج، تناولت المزيني وصول 21 طالبة موهوبة إلى التصفيات العالمية في أميركا، و7 طالبات موهوبات حققن نتائج متقدمة، إلا أنها تابعت بالقول «للأسف لم تحظ هذه الإنجازات بتغطية إعلامية جيدة»، مشيرة لكون مثل هذه المشاركات من شأنها الإسهام في تحسين صورة المرأة السعودية في الخارج.

في حين استندت مديرة إدارة الموهوبات على دراسة نشرتها إدارة تعليم الشرقية قبل أشهر تكشف أن ما بين 15 إلى 20 في المائة من المتسربين دراسيا هم من الطلبة الموهوبين، مرجعة ذلك لعدم تقبل الطالب الموهوب لنمط التدريس القائم على أساس التكرار والإعادة، وعدم احتواء المنهج الدراسي على عنصر التحدي الذي يدفع للمحافظة على المتعة الذهنية.

يجدر الذكر أن إدارة رعاية الموهوبات بالمنطقة الشرقية أطلقت يوم السبت الماضي الملتقى الإثرائي الصيفي تحت شعار «بحار نقية.. بيئة صحية»، الذي يستمر لمدة أربعة أسابيع، ويضم نحو 200 طالبة تم تقسيمهن لثلاثة مستويات، وتم عقد لقاء بأمهات الطالبات الموهوبات بهدف توعية الأمهات في مجال الموهبة والبرامج الإثرائية ومهارات البحث العلمي والتفكير الإبداعي. فيما أوضحت مشرفة ملتقى الموهوبات عبير الرومي أن أبرز الخصائص التي يرعاها الملتقى، تتضمن مهارات التعلم، ومهارات البحث العلمي، ومهارات التفكير، والدوافع نحو التعلم، والسمات الشخصية. كما يتم تدريب الطالبات الموهوبات على تقنيات الذكاء الاصطناعي والهندسة مثل تركيب وبرمجة الروبوت.