مقاولو تبليط «جدة التاريخية» يحمّلون جهات خدمية مسؤولية تعثر أعمالهم.. ولقاء اليوم لحل المشكلة

وسط مخاوف من تأثير الأنشطة التجارية خلال صيف جدة وشهر رمضان

جانب من أعمال التكسير والتبليط التي أثارت المشكلة («الشرق الأوسط»)ٍ
TT

حمّل أمس مقاولون يعملون في تطوير مدينة جدة التاريخية جهات خدمية مسؤولية تعثر أعمال التبليط في جدة القديمة نتيجة العثور على أسلاك كهربائية وتمديدات مياه واتصالات قريبة من سطح الأرض. وأكد لـ«الشرق الأوسط» مقاول، طلب عدم ذكر اسمه، وجود خطر كبير واجه المنفذين من خلال الكشف عن أسلاك كهربائية ذات فولت عالٍ قريبة جدا من سطح الأرض، إضافة إلى توصيلات لشركات الاتصالات والكهرباء وأنابيب مياه قريبة بعضها من بعض وفي أماكن قريبة من سطح الأرض.

وأعاد مديرون يعملون في المشروع، من المقرر أن يلتقوا المجلس البلدي اليوم السبت في أمانة جدة، تأخر المشروع إلى تأخر أمر العمل والبدء في التنفيذ لسبعة أشهر على الرغم من أن العقود وقعت منذ شهر رمضان من العام الماضي.

وقال المديرون لـ«الشرق الأوسط» إن وقت طرح المشروع خاطئ، «ونحن مرتبطون بعقود عمل، وهو ما يستدعي البدء في المشروع في كل المواقع في المنطقة، وهناك آلية جديدة يتم بمقتضاها العمل على مدار الساعة وتركيز العمل في مناطق التسوق والمناطق المركزية في المنطقة التاريخية، على أن يتم العمل في تلك المواقع قبل شهر رمضان المبارك». مشيرين إلى صعوبات يواجهها المشروع بسبب الروتين والملل من الجهات الأخرى في آلية استخراج التراخيص ودخول وخروج المركبات.

إلى ذلك، يضع رئيس وأعضاء المجلس البلدي بجدة شكاوى وهموم المواطنين أمام المسؤولين عن تطوير المنطقة التاريخية ومقاول المشروع خلال اجتماع طارئ يعقد ظهر اليوم (السبت)، يهدف إلى التعرف على أسباب تعطل العمل في شارع العلوي وسوق الندى والخاسكية ومنطقة وسط البلد، ووضع حد للمخاوف التي تعتري السائحين والمتسوقين من تعطل الحركة خلال مهرجان «صيف جدة 31» ومواسم الحج والعمرة.

وحسب بسام بن جميل أخضر عضو المجلس البلدي فإن الاجتماع يأتي في أعقاب المناقشات الساخنة التي جرت الأحد الماضي بمقر المجلس بعد الزيارة الميدانية التي قام بها الأعضاء لموقع العمل، واللقاء الذي جمعهم مع الدكتور عدنان عدس، المشرف على مشروع تطوير المنطقة التاريخية، علاوة على شكاوى أصحاب المحلات في المنطقة من جراء تكسير الأرصفة وتركها في مكانها مما يعرض الناس للأذى ويتسبب في تعطيل حركة السير دون وضع إشارات تنبيه أو حواجز للأماكن الخطرة أو الوعرة، مع عدم تأمين طرق آمنة للسياح والمتسوقين.

وأكد أخضر أنهم سيواجهون مقاول المشروع في حضور الدكتور عدس بمخاوف مجتمع جدة والمجلس البلدي من تعطل حركة السير في أكثر منطقة مزدحمة بالناس في العروس، ويسعون إلى الحصول على تعهدات واضحة بالبرنامج الزمني لترميم وإنارة المنطقة التاريخية التي تعتبر متنفسا تجاريا ورئيسيا لسكان العروس، وتعد واجهة مهمة ومركزا لتجمع تجار الجملة والتجزئة.

وأوضح عضو المجلس البلدي أن الزيارة الميدانية التي قاموا بها الأحد الماضي كشفت عن تعطل الحال في منطقة تعتبر المركز الرئيسي لتجمع تجار الجملة ومستوردي المواد الأساسية في مدينة جدة، حيث اشتكى البعض من ترك كابلات الكهرباء مكشوفة وفتحات الصرف الصحي مهملة، الأمر الذي قد يتسبب في كوارث صحية وبيئية وخطر كبير على صحة المارة والمتسوقين.

واستغرب أخضر العمل في مشروع ترميم ورصف المنطقة التاريخية في هذا الوقت بالذات، وقال: «لا يبدو الوقت مناسبا البتة لعمل من هذا النوع يكلف الدولة 30 مليون ريال، دون النظر إلى البنية التحتية المتهالكة من مياه وكهرباء في المنطقة، وكذلك النظر إلى ترميم المباني القديمة والآيلة للسقوط، فمن المهم أن تتضافر كل الجهود لتحقيق طفرة كبيرة في المنطقة التاريخية لا تتوقف عند الرصف والإنارة فقط، بل تمتد إلى تأهيل المنطقة بأكملها بصورة تحافظ على تراثنا وتزيد من المكانة الكبيرة التي تتمتع بها المنطقة التاريخية».

وأضاف: «يعلم الجميع أننا مقبلون على مواسم هامة بدأت بالفعل بالإجازة الصيفية ومهرجان جدة، وسوف تستكمل بدخول شهر رمضان ومواسم العمرة والحج، وعلى المقاول أن يراعي هذه الأسباب ويضع خطة مدروسة تضمن عدم تعطيل الحركة، كما ينبغي على الجهات المختصة ذات العلاقة أن تمد يد العون له وتتضافر الجهود لتسهيل مهمته، والأمر نفسه ينطبق على تجار البلد وأصحاب المباني المطالبين بالتعاون معه بكل الوسائل الممكنة، حتى ينفذ الخطة التي سيعد المجلس والمسؤولين بتنفيذها».

وطالب أخضر في النهاية بالضرب بيد من حديد لكل من يتسبب في تعطيل المشروع أو تأخيره، وقال: «على المتسوقين والمستفيدين من هذه المحلات الأخذ في الاعتبار أن هناك صيانة بالمنطقة وتحتاج منهم إلى المزيد من الصبر، لكن من حقهم أيضا معرفة الأوقات التي سينتهي فيها العمل، وأن يجدوا طرقا أمنة يسيرون فيها لا تؤثر على سير إنجاز المشروع».