دراسة تحمل «الجهل» بالحقوق الزوجية مسؤولية 30% من حالات الطلاق في السعودية

جمعية خيرية تقف في وجه «الطلاق» بتأهيل 8500 شاب وفتاة.. وتربط المساعدة المالية بحضور دورة

TT

حملت دراسة سعودية عن الطلاق الجهل بحقوق الزوجين مسؤولية 30 في المائة من حالات الطلاق المتزايدة في المجتمع السعودي. مشددة على ضرورة توعية وتأهيل الزوجين بما لهما وما عليهما تجاه الطرف الآخر وذلك لبناء أسرة وفق منهج صحيح.

وفي هذا السياق، شرعت مؤسسات متخصصة في الدعم الخيري للمقبلين على الزواج بالسعودية، في إضافة الجانب التوعوي والتربوي للبرامج المالية التي تقدمها لدعم الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، مستخدمة في ذلك كافة السبل ومستعينة بخبراء الحياة في البلاد لتحقيق الهدف المنشود.

إلى ذلك، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنس زرعه نائب رئيس مجلس الإدارة جمعية «الشقائق» والمشرف العام على مركز «مودة» أن «تلك الحالات والأمور أوجبت على مركز المودة إقامة برامج تعنى بتأهيل الشباب والفتيات على الزواج». موضحا «جعلناها شرطا أساسيا للحصول على المساعدة المالية كجرعة وقائية من شبح الطلاق وحتى نعد الزوج والزوجة إعدادا صحيحا وفق أسس علمية ونفسية واجتماعية مدروسة يقدمها نخبة من أهل الاختصاص في العلاقات الأسرية وفنون الحياة الزوجية».

وأضاف زرعه «تهدف الجمعية من إقامة تلك الدورات التأهيلية المجانية لكل عروسين إلى تدريب وتأهيل الشباب والفتيات على فنون الحياة الزوجية وأسس التعامل فيها وفق رؤية علمية مدروسة وهي موجهة لكل شاب وفتاة أو زوج وزوجة يلقيها نخبة من الأخصائيين والأخصائيات في فنون الإرشاد والتوجيه الأسري».

وقال إن «الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والتوجيه الأسري بجدة تقيم البرنامج 8 مرات في كل شهر ولمدة يومين بمعدل 15 ساعة تدريبية للشباب».

وعن دور الجمعية التوجيهي في تأهيل الشباب والفتيات على الزواج أجاب نائب رئيس مجلس الإدارة للجمعية والمشرف العام على مركز المودة «تتطلع الجمعية لبناء أسرة سعيدة ذات أسس علمية قوية تبعدنا عن شبح الطلاق والشرخ في العلاقة الأسرية بين الزوجين لذا أقرت اشتراط حصول الزوج على دورات تأهيلية قبل الحصول على المساعدة المالية من قبل الجمعية فهي جرعة وقائية». مشيرا إلى أن جمعية مركز المودة استطاعت بحمد الله خلال الفترة السابقة تدريب أكثر من 8500 شاب وشابة من خلال 250 دورة.

وعن المستفيدين من تلك الدورات أفاد أن «البرنامج مفتوح لكل شاب وفتاة من المقبلين على الزواج أو المتزوجين، فالهدف فيه توعوي بالمرتبة الأولى». مبينا «وصل عدد المستفيدين من الجمعية وبرامجها المختلفة أكثر من 48600 شابا وفتاة».

وأكد زرعه السعي المستمر لتحقيق التكافل الاجتماعي وبناء أسرة مسلمة صالحة تعي واجبها تجاه ربها ومجتمعها بقيم أخلاقية رفيعة، والعمل على تيسير وتسهيل أمور الزواج لكل شاب وشابة من خلال ما تقدمه الجمعية من خدمات متنوعة جيدة وراقية».

وأضاف «تشمل الدورات الفئتين من الشباب والفتيات حول تعليم الشباب المقبل على الزواج أحكام وآداب فترة العقد (الملكة) وليلة الزفاف وما بعدها وتدريب الشباب على كيفية معالجة المشاكل وتفاديها وإكساب الشباب مهارات عديدة لبناء العلاقات الاجتماعية».

وفي السياق ذاته، انطلق مساء أمس السبت برنامج تأهيل الفتيات الذي تنظمه جمعية الشقائق بجدة لتأهيل المقبلات على الزواج في دورته الرابعة عشرة للفتيات المقبلات على الحياة الزوجية والمتزوجات حديثا بمقر الجمعية بحي الزهراء، ويناقش البرنامج في دورته الجديدة عدة موضوعات تهم الفتاة المقبلة على الزواج من أبرزها تحديد سمات الشخصية، سحر التواصل، رومانسيات زوجية، الحوار ودوره في إثراء الحياة الزوجية، ودورة في المكياج والعناية بالجسم، وموعد نسائي، وفن الطبخ، والديكور.

إلى ذلك، أوضحت ابتسام الحربي المشرفة على البرنامح عن أهمية التحاق الفتيات بدورات تأهيلية قبل الزواج ومناقشة القضايا والموضوعات الحساسة والمهمة للفتاة في حياتها الزوجية كطبيعة فهم الرجل وفن الرومانسية والحوار الزوجي والأسلوب الأمثل لحل المشكلات وسحر التواصل، يلقيها نخبة من الاستشاريات المتخصصات في العلاقات الزوجية.

وعن جديد الدورة الرابعة عشرة لبرنامج «ابدئيها صح» برنامج تأهيل الفتيات على الزواج، أضافت ابتسام «حرصنا في هذه الدورة على التجديد والتنويع في الموضوعات بالتعاون مع مراكز متخصصة حيث تمت استضافة استشارية جلدية في دورة «أنت الأجمل» واستضافة أخصائية تغذية في دورة «ما لذ وطاب»، ودورة «أنت الأجمل» يقدمها مركز متخصص في التجميل وكذلك دورة الطبخ، مع العلم أن الجمعية سوف تمنح كل فتاة ملتحقة بالبرنامج هدايا وجوائز نسائية قيمة».

يشار إلى وزارة الشؤون الاجتماعية تدرس اقتراحا بدعوة المقبلين على الزواج لحضور دورات لتدريب الشباب والفتيات حول كيفية تكوين الأسرة والمحافظة على استقرارها واستمرارها، وذلك في مسعى للحد من ارتفاع حالات الطلاق. في وقت يشير فيه تقرير لوزارة العدل السعودية أن حالات الطلاق والخلع وفسخ عقود النكاح بلغت في عام 2008 نحو 28.56 ألف عقد، بمعدل 78 حالة في اليوم.

وبلغ إجمالي عدد عقود الزواج في السعودية بحسب التقرير 130.4 ألف عقد، بمعدل 357 عقد زواج يوميا وفقا لإحصائيات صدرت مؤخرا من وزارة العدل عن عام 2008، حيث سجلت منطقة مكة المكرمة أعلى نسبة في عقود الزواج بعدد عقود بلغ 34.7 ألف عقد، بنسبة 26.6 في المائة من إجمالي العقود في السعودية، تليها منطقة الرياض بعدد عقود زواج بلغ 28.26 ألف عقد، وبنسبة 21.6 في المائة، بينما أقل عدد عقود كان في منطقة الحدود الشمالية حيث بلغ 1990 عقدا وبنسبة 1.5 في المائة.

وتجاوزت حالات الطلاق والخلع وفسخ عقود النكاح في عام 1428 هـ (طبقا لوزارة العدل) نحو 28.5 ألف حالة، وجاءت منطقة مكة المكرمة في المقدمة بتسجيل 8318 حالة بنسبة 29.1 في المائة من إجمالي الطلاق في السعودية، منها 6078 حالة طلاق و655 حالة خلع و1585 فسخ نكاح، فيما جاءت منطقة الرياض في المرتبة الثانية بنحو 8293 حالة، بينها 7016 حالة طلاق و55 حالة خلع و1222 حالة فسخ لعقد الزواج، وبلغت النسبة 29 في المائة.

وأفاد التقرير أن منطقة الحدود الشمالية سجلت أدنى نسبة طلاق بعدد حالات بلغ 398، وهو ما نسبته 1.39 في المائة من إجمالي الطلاق في المملكة، عدا عن وصول حالات الصلح التي تمت عن طريق المكاتب في المحاكم إلى 1892، منها 1176 حالة صلح في منطقة الرياض وحدها بنسبة 62 في المائة من إجمالي حالات الصلح في السعودية.