120 رساما يستعدون لخوض أكبر مسابقتين للفن التشكيلي في جدة

بعد أن عملت جهات حكومية على تحويل «مشخبطي» الجدران إلى فنانين منظمين

فنان يمارس هوايته بالرسم على جدار («الشرق الأوسط»)
TT

نحو 120 فنانا تشكيليا يتحضرون لخوض أكبر مسابقتين في الفنون التشكيلية المتمثلة في «فن الجداريات» و«فن الكولاج» ضمن فعاليات صيف «جدة غير»، وذلك تحت عنوان «جدة عروس البحر الأحمر» في سوق «رد سي مول».

إلى ذلك أوضح نايل ملا، الفنان التشكيلي المسؤول عن التنظيم والإشراف أن مسابقة الجداريات تبدأ الاثنين المقبل وتستمر على مدى ثلاثة أيام في حين تبدأ مسابقة «فن الكولاج» في 19 من الشهر نفسه وتتواصل على مدى ثلاثة أيام، وتشهد المسابقتان حضور ومشاركة عدد كبير من ممارسي هذه الفنون المعاصرة سيما من فئة الشباب، حيث يشارك قرابة 60 مشاركا ومشاركة بكل مسابقة.

واعتبر الفنان التشكيلي نايل ملا العدد الكبير من المشاركين في المسابقات الزمنية المباشرة ظاهرة لافتة مقارنة مع ما تقدم من مسابقات مماثلة، وهو ما يؤكد أن الإقبال على هذين النوعين من الفنون سيما فن «الجداريات» بات يستهوي الفئات الشبابية.

وأضاف «لأول مرة سيكون هناك جداريات خاصة بالخط العربي حيث يشارك أكثر من عشرين خطاطا بمختلف أنواع الخطوط في تنفيذ عدد من جداريات الخط العربي».

وبين الملا «أن فن الجداريات أو ما يسمى بالفن (الجرافيتي) يعد من الفنون المعاصرة على الرغم من عودة جذوره إلى عصور ما قبل التاريخ، حين نقش وصور الإنسان البدائي أفكاره ورسوماته وحياته الاجتماعية بالشخبطة على جدران الكهوف والصخور والأحجار».

ويضيف أن «فن الجداريات يتيح للفنان التواصل المباشر مع الجمهور من خلال تعاطيه للرموز والكتابات والرسوم والخربشات المبسطة والمباشرة، وبالتالي لا تحتاج إلى فك طلاسمها ولا تحتاج إلى زيارات بقاعات العرض لمشاهدتها، فانتشارها بالميادين والشوارع والأبنية والفنادق يتيح فرصة تجميل المدينة».

ويستطرد «لكن الملفت أن هذا الفن الذي ولد في باريس ظهر في شوارع نيويورك في حقبة الستينات على يد شابين يدعيان خوليو 204 وتاكي 183 وأخذا ينشران علاماتهما الفارقة على جدران الأبنية ومحطات القطار ومترو الأنفاق، ثم ما لبث أن اتسعت رقعة هذا الفن من خلال جماعات شبابية من المتشردين. وعلى الرغم من أن له رافضين باعتباره شخبطات وانتهاكا للذائقة البصرية ومخربا لبؤرة العين، فإن له فنانين ونقادا ومتذوقين ومنظرين».

وعن انتشار فن «الجرافيتي» في السعودية يقول الفنان نايل «إنه منذ سنوات عدة ظهرت مجموعة من الشباب في مدينة جدة تدعى (إكس فايف X5) قامت بممارسة الشخبطة على جدران الشوارع والأسوار مما شكل إزعاجا كبيرا للمجتمع، وإساءة لنظافة البيئة، وسلطت الصحافة الضوء على هذه الظاهرة الاجتماعية السلبية، مما حدا أخيرا بأفراد هذه المجموعة من تسليم أنفسهم إلى الجهة المعنية، ثم قامت بلدية بريمان بتبني مجموعة كبيرة منهم ونفذت لهم الكثير من الجدران لممارسة هواياتهم. والآن أصبح هناك تقنين لمشاركاتهم والتنفيس عن فنونهم من خلال تنفيذ الكثير من البرامج والأنشطة والمسابقات، وتعد هذه المسابقة من المقومات الجيدة لتقنين هذا النوع من الفنون التي يميل إليها الفنان ملا، حيث يلاحظ الحس الجرافيتي في معظم أعماله، بل ويشجع على المضي فيها من قبل الجيل المقبل من المبدعين».

وحول فن «الكولاج» أبان ملا أنه يعتبر أحد الفنون الحديثة التي تعتمد على القص واللصق من خلال استخدامات الأوراق وتجميع قصاصات النفايات المتنوعة سواء المستخدمة منها أو المعاد تدويرها ومن ثم إضافتها على اللوحة وتصميمها بأشكال متناسقة ذات أبعاد مختلفة لخلق أشكال جمالية معينة، ويرجع فن الكولاج إلى كل من بيكاسو وبراك، وهو فن لا يعتمد على أسس أو قواعد معينة أو قوانين يتبعها ممارسوه.

واعتبر الملا أن ما قامت وتقوم به بعض الجهات والشركات حيال تنفيذ بعض المشاريع والمسابقات لهذا النوع من الفنون يعد تجاوبا رائعا تشكر عليه لدعم هذه الفئة من الشباب التي تمتلك هذه الهواية ومن ثم صقلها بهذه البرامج التي حتما سيتخرج منها أعداد كبيرة من الفنانين الذين سيشار لهم بالبنان يوما ما.

وقال إن على الراغبين في رؤية بعض تلك المجموعات، أو النماذج المبدعة، التي اشتهرت بفن الجرافيتي (الشخبطة) عليهم الحضور لمشاهدتهم وهم يمارسون شخبطاتهم.

إلى ذلك أكدت فاطمة باعظيم، منسقة المهرجان والمشرفة على الجانب النسائي بالمسابقتين، أن «التسجيل بهاتين المسابقتين التشكيليتين فاق التوقع وأن هناك إقبالا وحماسا لدى الفئة الشبابية للمشاركة بهاتين المسابقتين».

وأضافت «سيشارك في المسابقة مجموعة من الفنانين المتميزين وسيتم اختيار أعضاء لجنة التحكيم للمسابقتين من بعض الفنانين المتميزين، حيث سيتم توزيع جوائز قيمة من قبل إدارة المركز لهم وذلك مع نهاية المهرجان».