توجه لحماية «محدودي الدخل» من جشع المعاهد الخاصة ونار الدورات الصيفية

في مشروع يدمج ذوي الاحتياجات الخاصة لأول مرة

TT

خلافا لما هو معروف من كون الدورات والمخيمات الصيفية تستهدف المقتدرين ماديا، بالنظر لرسومها التي لا تقل عن خانة الأرقام الثلاثة، توجه برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب في المنطقة الشرقية لكسر احتكار أبناء النخبة والمقتدرين لهذه البرامج، عبر التركيز على ذوي الدخل المحدود وتمكينهم من المشاركة في المشاريع الصيفية لهذا العام، واستثمار الإجازة في دورات الكمبيوتر وتطوير الذات، بعيدا عن «نار» أسعار المعاهد والمراكز الخاصة.

إذ أوضحت لـ«الشرق الأوسط» منى الأنصاري، مسؤولة الإعلام والعلاقات العامة في المكتب النسوي للبرنامج، أن خطة التدريب الصيفي هذا العام ستفتح المجال لاحتضان بنات الأسر ذات الدخل المحدود اللائي ليس بمقدورهن الانخراط في البرامج الصيفية المقدمة من الجهات الأخرى لارتفاع تكلفتها، مؤكدة أنه سيتم منح كل فتاة مبلغ 500 ريال إلى جانب شهادة تؤكد اجتيازها للدورات الصيفية.

وأفادت الأنصاري بأن البرنامج الصيفي الذي يستمر لستة أسابيع يقوم لأول مرة بدمج الفتيات ذوات الاحتياجات الخاصة من «نادي إرادة» مع نظيراتهن المتعافيات، إذ يضم البرنامج 77 متدربة، هناك نحو 10 منهن من المعاقات حركيا، تم توزيعهن على برنامجين، الأول «التميز الوظيفي» الذي يركز على مفهوم تقدير الذات، وأخلاقيات المهنة، والاتصال في بيئة العمل. والثاني «الحاسب الآلي» الذي يركز على أساسيات الكمبيوتر، مثل برامج المكتب «أوفيس» والتعامل مع الإنترنت.

وبينت مسؤولة الإعلام في برنامج الأمير محمد بن فهد أن الهدف الأساسي لهذه الخطوة هو «تشجيع الفتيات السعوديات وتأهيلهن لسوق العمل في المهارات الحياتية والإدارية والمهنية»، مفيدة بأن البرنامج مستمر لمدة 4 ساعات يوميا، تتخلله ورش عمل تطبيقية ومشاريع يتم تقييم المتدربة عليها لقياس المهارات المكتسبة، فيما يقدم البرنامج خلال الدورات بعض المحاضرات التوعوية المختلفة التي تسعى لرفع مستوى الوعي لدى المتدربة.

يأتي ذلك مع تصاعد وتيرة المنافسة بين المعاهد والمراكز الخاصة في مثل هذه الفترة من كل عام، لتشجيع الأسر على تسجيل أبنائها في الدورات الصيفية، مع استعراض قدراتها في تعليم مهارات الإنترنت وبرامج الكمبيوتر، ودورات اللغة الإنجليزية التي تحظى بنصيب الأسد، ثم تندرج الاهتمامات الأخرى مثل تعلم السباحة والكاراتيه أو تعلم لغات أخرى كالفرنسية والإيطالية.

ومع أن عروض الدراسة في الصيف كثيرة وتملأ إعلاناتها الصحف والمواقع الإلكترونية، فإن ذلك لم يسهم في خفض كلفة التسجيل في المعاهد، كما ترى سناء القحطاني (طالبة جامعية)، إذ تقول «أغلب المعاهد تستغل هذا الإقبال الكبير في الصيف للاستحواذ على أكبر ربح ممكن وتقديم أسعار غالية من دون مبرر»، الأمر الذي يجعل بعض الأسر تعيش بين نار ارتفاع درجات الحرارة وطول فترات النهار صيفا؛ ونار ارتفاع رسوم الدورات التي لا تتجاوز مدتها أربعة أسابيع.

إلا أن بعض الجامعات عمدت مؤخرا لتقديم دورات صيفية بأسعار معقولة، لكن هذه الخطوة تواجه في أحيان كثيرة إشكالية قصرها على طلبة الجامعة أو أبناء منسوبي هيئة التدريس فقط، مما لا يسمح للكثير من الأسر بالاستفادة منها، إلى جانب قلة المقاعد المتاحة وسرعة إغلاق التسجيل، حيث لا تتجاوز الطاقة الاستيعابية لبعض الدورات حدود الـ20 متدربا.. إذ أطلقت عمادة السنة التحضيرية والدراسات المساندة في جامعة الدمام البرنامج الصيفي الموجه فقط لأبناء أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، الذي يشمل دورة في اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، للطلاب من سن 10 إلى 18 عاما، وللطالبات من سن 13 إلى 18 عاما، وسيبدأ غدا الثلاثاء ويستمر لمدة أربعة أسابيع بشكل يومي، من التاسعة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا.

وفي منطقة الأحساء، أطلقت جامعة الملك فيصل ممثلة في كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع، برنامجها الصيفي تحت عنوان «أغرق نفسك في اللغة الإنجليزية هذا الصيف»، الذي يقوم بتنفيذ برنامج خاص لتعلم اللغة الإنجليزية لطلاب وطالبات المرحلة الثانوية بصفوفها (الأول، والثاني، والثالث)، ويتيح الفرصة للطلاب المشاركين في التعايش والتعامل مع اللغة الإنجليزية لمدة خمس ساعات يوميا من دون استخدام اللغة العربية، من العاشرة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر، على مدى خمسة أسابيع.