فريق سعودي يحصد ميداليتين برونزيتين في الأولمبياد الدولي للرياضيات

المملكة تخلصت من عقدة المركز الأخير.. وتقدمت 28 مركزا

الأمير فيصل بن عبد الله يتوسط الفريق السعودي المشارك في الأولمبياد («الشرق الأوسط»)
TT

حقق فريق علمي سعودي مشارك في الأولمبياد الدولي الحادي والخمسين للرياضيات بكازاخستان إنجازا علميا عالميا تمثل في حصوله على ميداليتين برونزيتين وشهادات تقديرية. وحصلت المملكة على المركز السابع والستين من أصل 97 دولة مشاركة في المسابقة الدولية الأشهر في الرياضيات متقدمة 28 مركزا عن مركزها في أولمبياد عام 2008 ومتفوقة على جميع الدول العربية التي شاركت في الأولمبياد إضافة إلى عدد من الدول المتقدمة مثل فنلندا وأيرلندا والنرويج والسويد.

وقد حصل الفريق السعودي على ميداليتين برونزيتين كانتا من نصيب المشاركين وائل آل سعيد وعبد الله السعيد، فيما حصل المشاركان عبد المجيد القاسم ونواف الأنصاري على شهادات تقديرية لتمكنهما من حل أحد الأسئلة بشكل كامل.

وكانت السعودية قد شاركت للمرة الأولى في الأولمبياد الدولي للرياضيات عام 2004 حيث حصلت حينها على المركز الأخير بمجموع 4 نقاط فقط، وهو الأمر ذاته الذي حدث عام 2005 حيث حصلت على المركز 85 من أصل 91 دولة مشاركة، ولكن بمجموع 3 نقاط هذه المرة. وفي عام 2006 لم يكن الفريق السعودي بأفضل حظا من سابقيه حيث حصل على المركز 88 من أصل 90 مشاركا وبمجموع 3 نقاط فقط، في الوقت الذي حصد فيه الفريق الحاصل على المركز الأول 214 نقطة. وفي عام 2007 لازم الترتيب الأخير الفريق السعودي الذي تراجع إلى المركز 91 من أصل 93 فريقا مشاركا وبمجموع 5 نقاط فقط، وفي عام 2008 تراجع الفريق السعودي إلى المركز 94 من أصل 97 مشاركا وبمجموع 5 نقاط. وهو الأمر الذي دفع المسؤولين السعوديين إلى إيقاف المشاركة في العام الماضي والتحضير بصورة مسبقة للمشاركة في العام الحالي التي قفز خلالها الفريق السعودي 28 مركزا ليحتل المركز 67 ويتخلص من عقدة المراكز المتأخرة وبمجموع نقاط بلغ 55 نقطة.

وجاء الإنجاز السعودي خلال هذا العام نتيجة للتخطيط المبكر لمشاركة فعالة، حيث أسندت وزارة التربية والتعليم إلى مؤسسة الملك عبد العزيز للموهبة والإبداع (موهبة) الإشراف على مشروع المشاركة في الأولمبياد. وتم حينها تشكيل لجنة وطنية تتمثل فيها الجهات ذات العلاقة، وهي: وزارة التربية والتعليم، و«موهبة»، و جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، و«قياس»، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وشركة «أرامكو». ووضعت هذه اللجنة برنامجا تدريبيا لـ12 طالبا متميزا في الرياضيات بإشراف مختصين دوليين ومحليين.

ويعتبر أولمبياد الرياضيات الدولي مناسبة تعليمية أكاديمية تحرص على حضورها كل الدول المتقدمة علميا لتقارن مستوى طلابها مع بقية الدول المنافسة، كما تحرص الدول النامية على إثبات وجودها في البحث عن النوابغ وتهيئتهم للمستقبل، ووضع قدمها على طريق التقدم المعرفي.

وصرح الأمير الدكتور عبد الله بن فيصل وزير التربية والتعليم أن هذا الإنجاز يؤكد أن المملكة في طريقها الصحيح نحو مجتمع المعرفة والاقتصاد المعرفي، الذي يتمثل في النهضة التي يعيشها التعليم العام والتعليم العالي من خلال مشروع تطوير وبناء الجامعات والتقدم في العلوم والتقنية. مؤكدا أن علم الرياضيات يتمتع بجاذبية خاصة، فهو مادة إيقاظ الفكر وشحذ المواهب وبناء العقول، مضيفا أن مادة الرياضيات هي مادة البناء في أبحاث الفضاء والفلك والأجهزة الإلكترونية التي دخلت جميع مجالات الحياة وتغلغلت فيها وانتقلت بالناس من عالم إلى عالم آخر.

من جهته، قال رئيس الفريق السعودي المشارك الدكتور فوزي الذكير إن أولمبياد الرياضيات الدولي يعد منافسة علمية تحظى باهتمام مختلف الدول، وهو ما عكسه تزايد أعداد الدول المشاركة، التي ارتفعت من 7 دول في أول أولمبياد أقيم في رومانيا عام 1959م إلى 97 دولة شاركت في أولمبياد الرياضيات الحادي والخمسين هذا العام.

وأضاف الدكتور الذكير أن الاختبار عقد على مدى يومين متتاليين، في كل يوم 3 مسائل خصص لها من الوقت 4 ساعات ونصف الساعة، وقد أجمع ممثلو فرق الدول المشاركة على صعوبة الاختبار، مشيدين بالتطور الملحوظ في مستوى مشاركة المملكة هذا العام.