ملتقى النص المسرحي السعودي يجمع المسرحيين ويفرق همومه بينهم

بعد أن اختتم جلساته دون توصيات

TT

شكلت أوراق العمل المقدمة في ملتقى النص المسرحي السعودي صورة لما يعانيه المسرح المحلي على مستوى أزمة النص، فكانت الأوراق تعبر عن رؤى مختلفة لسبر أغوار تلك الأزمة متفقة في وجودها والاعتراف بها.

غير أن النص المسرحي، ومقابل قدرته على جمع المسرحيين حوله، استطاع بجدارة أن يفرق همومه بينهم، في وقت اختتم الملتقى أعماله دون التوصل إلى توصيات.

وكان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الدكتور عبد الله الجاسر قد دشن انطلاقة ملتقى النص المسرحي الأول الذي نظمته جمعية المسرحيين السعوديين، وحضره مجلس إدارة الجمعية وعدد من النقاد والإعلاميين وأهل المسرح والفن والثقافة، بالإضافة إلى الشخصية المكرمة الدكتورة ملحة عبد الله، في قاعة «هوليدي إن القصر» بالرياض.

وقد شكل ذلك الملتقى إضاءة على ما يعانيه الحراك المسرحي السعودي في العقود الماضية من ضعف في المخرجات وعدم توافر البنى التحتية لممارسة الفعل المسرحي، وازدواجية العمل المسرحي بين جمعية الثقافة والفنون ووكالة الوزارة للشؤون الثقافية، وغياب التدريب والصقل للمواهب المسرحية الشابة، واعتماد الكثير من الفنانين المسرحيين على جهودهم الذاتية في نشر وتقديم أعمالهم المسرحية. في ذات السياق وعلى هامش افتتاح ملتقى النص المسرحي السعودي قال الدكتور عبد الله الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن المسرح السعودي يحتاج بشكل عام إلى جهود كبيرة وآليات حضارية تنهض به، وهذا الملتقى يتناول النص بوصفه جانبا مهمّا من الهم المسرحي».

ورأى الجاسر أن إشكالية النص المسرحي لا تتوقف في حدود المحلية، معتبرا أنها تمثل إشكالية على المستوين العربي والعالمي أيضا، كما أن المسرح لا يقوم على الكتابة وحدها، بل على تكامل مجموعة من العناصر كالتمثيل والإخراج وغيرها».

وأكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام على أهمية تكامل الرغبة في تطوير العمل المسرحي مع الدعم المادي والمعنوي بين المسرحيين والوزارة، لافتا النظر إلى قرب اكتمال اللائحة الجديدة لجمعية المسرحيين التي قام بإعدادها أهل المسرح بإشراف ومتابعة من الوزارة. وأعطى الجاسر تفصيلا حول تلك اللائحة، بقوله إنها تتضمن تنظيما للشؤون الإدارية والتنظيمية والانتخابية للجمعية، مضيفا أن «هذه الخطوة ستجعل الأمور أكثر وضوحا وستأتي بروح جديدة من شأنها النهوض بالمسرح السعودي»، مشددا على أن الخلافات بين أعضاء الجمعية المسرحية يؤدي إلى تحجيم أدوارها وتشتيت جهودها.

من جهة ثانية طالب الجاسر جمعية المسرحيين بالتواصل مع وزارتي التربية والتعليم وكذلك وزارة التعليم العالي، معتبرا التواصل مع المسرحين المدرسي والجامعي ركيزة أساسية في تعزيز الحركة المسرحية السعودية، كما لفت إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد حلا لازدواجية العمل المسرحي بين جمعية الثقافة والفنون ووكالة الوزارة للشؤون الثقافية، حيث سيكون تولي هذا الدور منوطا بجمعية المسرحيين السعوديين بشكل أساسي ومركز. وكان أحمد الهذيل رئيس جمعية المسرحيين السعوديين أكد على أن هذا الملتقى «جاء استشعارا من الجمعية لدورها تجاه المسرحيين في شتى مناطق المملكة، وكذلك رغبة في التقدير لما قدمه المبدعون في مجال التأليف المسرحي على مدة عقود من الزمن».