جهات حكومية تحارب البطالة بـ«المهن اليدوية»

إطلاق برنامج لتدريب الشباب السعودي على مهنة الضيافة في منطقة حائل

TT

قاد بعض الشباب بمساهمة من مؤسسات حكومية وأهلية بمنطقة حائل (شمالي السعودية)، تبني برنامج يهدف إلى تغيير بعض المفاهيم الخاطئة والمتعلقة بالأعمال التي كان يراها بعض من الشباب السعودي في السابق من الأمور المخجلة أو تندرج تحت «ثقافة العيب».

واختار القائمون على هذا البرنامج حرفة الضيافة محورا للتغيير نظرا لتميز أبناء المنطقة في حفاوة الاستقبال والضيافة واشتهارهم بها، حيث عمدوا إلى تعزيز الحس التجاري والاستثماري لدى الشباب بعد انخراط عدد منهم في ممارسة هذه المهنة إثر زيادة الطلب عليها مؤخرا في ظل الحراك الاقتصادي والاجتماعي التي تعيشه المنطقة.

وهنا، يقول ماجد جمعان الغيثي مدرب ضيافة، إنه قام بتدريب مجموعة من الشباب على كيفية إعداد القهوة والشاي والنعناع وطرق تقديمها واستقبال الضيوف والعادات والتقاليد المصاحبة لها والترحيب بهم على الطريقة المحلية.

وينخرط المتدرب على مهنة الضيافة في دورة تدريبية لمدة ثلاثة شهور، وتتكون من شقين نظري وعملي ويكون التطبيق العملي في أحد القصور أو الاستراحات، وبعد انتهاء المتدرب من الدورة يتم تأمين دلال القهوة وأباريق الشاي بنظام الإعارة ليقوم باستخدامها من دون مقابل مادي.

وذكر الغيثي أنهم قام بتدريب ما يربو على 60 شابا كانوا نواة برنامج الضيافة، حيث تم اختيار عدد منهم ليكونوا مدربين وقائدي مجموعات لسرعة تعلمهم المهنة.

وتقود خارطة طريق التغيير في هذا التوجه، برامج تدريبية مكثفة على المهن والحرف اليدوية (الصناعات غير التقليدية)، حيث تم إعدادها وتمويلها من صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، وتنفيذها في لجنة التنمية الاجتماعية المحلية بقفار.

وعقد صندوق تنمية الموارد البشرية ولجنة التنمية الاجتماعية المحلية بقفار، اتفاقا يهدف إلى المساهمة في محاربة الفقر بحائل وتوطين الوظائف، وترسيخ مفهوم العمل الحر والشريف وتوسيع قاعدته، ودعم الحرفيين وتدريبهم وتشجيع الابتكار في هذا المجال، وكذلك تسويق المنتجات الحرفية وإبراز وتعزيز مكانة الحرف كعنصر من عناصر التنمية الاقتصادية وتوثيق الصلة بين الحرفيين والمواطنين من خلال برامج ثقافية. ويؤكد هنا المهندس إبراهيم السلامة رئيس لجنة التنمية الاجتماعية بقفار أن نواة هذا العمل شراكة بين صندوق تنمية الموارد البشرية ومراكز التنمية الاجتماعية بحائل ومنها ضاحية قفار جنوبا، معتبرا أن برامج الحرف اليدوية من أهم البرامج التي تم تنفيذها بالمنطقة.

وأضاف السلامة أنه تم إخضاع مجموعة من الشباب لا يتجاوز عددهم العشرين لدورة تدريبية مكثفة على أعمال الضيافة وتقديمها وإعداد القهوة والشاي بأنواعها على يد أحد المدربين المشهورين بالمنطقة.

وبعد تجاوزهم الدورة تم اختيار قائد لهم وفق معايير معينة ومساعدتهم بالترويج لأنفسهم حتى أصبحوا يتلقون طلبات بشكل شبه يومي بل إنهم في أوقات المواسم والاحتفالات والأعراس لا يجدون متسعا من الوقت للراحة نظرا لإتقانهم لحرفة الضيافة وأسعارهم المناسبة ورغبة المجتمع بمساعدتهم وتشجيعهم.

وشدد السلامة على أن هناك العديد من المجموعات انخرطت في مثل هذه البرامج بعد نجاح أقرانهم وتحقيقهم لعوائد مجزية أزاح النظرة القاصرة من قبل البعض عن الأعمال المهنية وتغير بعض المفاهيم الخاطئة عن العمل، ليجد الشباب السعودي أنفسهم على مقربة من تلك الأعمال، التي كانت في السابق محل حرج اجتماعي في نفوسهم.