الجمعية الفلكية بجدة: اختفاء ظلال الكعبة وجميع الأجسام بمكة المكرمة اليوم

ظاهرة تعامد الشمس تفيد المناطق البعيدة في تحديد اتجاه القبلة

تعامد الشمس على الكعبة هو الثاني والأخير في هذا العام («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت الجمعية الفلكية في جدة عن تعامد الشمس على الكعبة المشرفة اليوم (الجمعة) الموافق 4 من شهر شعبان، الموافق 16 من يوليو (تموز)، الذي من شأنه إخفاء ظلال جميع الأجسام، ولن يستطيع القاطنون في مكة والمناطق القريبة منها مشاهدة هذه الظاهرة، ويعتبر هذا التعامد هو الثاني والأخير خلال هذا العام.

وأبان ماجد أبو زهرة، رئيس الجمعية الفلكية، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الظاهرة تعتبر مفيدة جدا لدول أوروبا وأفريقيا وآسيا والمناطق القريبة من القطب الشمالي في تحديد اتجاه القبلة الخاصة بهم بشكل دقيق، بمجرد نظرهم في اتجاه الشمس، حيث تكون مائلة في أثناء تلك اللحظة وهي 12:27 وأفضل وقت لمشاهدتها لديهم عند غروب الشمس.

ويعتبر هذا التعامد الثاني والأخير خلال هذا العام، فهذه الظاهرة، كما وصفها أبو زهرة، ما هي إلا «خداع بصري» كما يتراءى للفلكيين، وكان التعامد الأول في الثامن والعشرين من شهر مايو (أيار) الماضي، أثناء حركة الشمس الظاهرية في طريقها من خط الاستواء إلى مدار السرطان، وعندما تصل إلى قمة حركتها تعود مرة ثانية في اتجاه خط الاستواء التي سوف تحصل اليوم، وما هي إلا تكملة للدورة الأولى، وهكذا حتى العام المقبل.

وقال المهندس ماجد أبو زهرة رئيس الجمعية الفلكية: «إن الشمس سوف تتعامد على الكعبة المشرفة في تمام الساعة 12:27 ظهرا حسب التوقيت المحلي، حيث تكون الشمس في طريق عودتها الظاهري من مدار السرطان إلى خط الاستواء، وتكون عمودية فوق الكعبة المشرفة فيختفي ظلها وظلال الأجسام في مكة، فيكون ظل الزوال يساوي صفرا، وسوف يستمر هذا التعامد إلى لحظات ومع مرور الوقت سوف تبتعد الشمس عن الكعبة».

وقال البيان الصادر من الجمعية الفلكية في جدة إن سبب تعامد الشمس فوق مدن معينة من الكرة الأرضية هو ميلان محور الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة شمالا وجنوبا كلها تشهد هذا الحدث مرتين في السنة ولكن في أوقات مختلفة تعتمد عل خط عرض هذا المكان وتتصف به أماكن قليلة من الأرض وهي المحصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي.

وبالعودة إلى المهندس أبو زهرة الذي أكد أن ظاهرة التعامد ليس لها علاقة بارتفاع درجة الحرارة أكثر مما هي عليه، ولا سيما أن شهر يوليو بطبيعته شهر ساخن، فقد ذكر أن حركة الشمس دائمة ولا تأثر على الجو ومن المتوقع أن تعود هذه الظاهرة مرة أخرى في مايو من العام المقبل.