انتكاس 60% من المقلعين عن التدخين نتيجة «ضعف الإرادة» و«البيئة المحيطة»

مسؤول لـ«الشرق الأوسط»: طالبنا ونطالب برفع سعر الدخان

عبد الله السروجي مدير الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين
TT

أكد لـ«الشرق الأوسط» مسؤول في مكافحة التدخين انتكاس نحو 60 في المائة من المقلعين عن التدخين. مشيرا إلى أن ضعف الإرادة والبيئة المحيطة يتحملان المسؤولية الأولى عن هذا الانتكاس.

وأوضح عبد الله سروجي مدير الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن 60 في المائة من الذين أقلعوا عن التدخين وخضعوا للعلاج، رجعوا إلى التدخين مرة أخرى.

وأضاف السروجي أن «سبب رجوع المدخنين مرة أخرى بعد إقلاعهم عن التدخين، هو عدم وجود الإرادة الكافية في الإقلاع، والبيئة المحيطة به من المدخنين». مضيفا أن «من أقلع عن التدخين يجب أن يتجنب الأصدقاء المدخنين، وأن يغير الأماكن التي كان يدخن فيها». مشيرا إلى أن هناك أشخاصا أقلعوا عن التدخين بإرادتهم من دون أي عوامل مساعدة.

وأضاف أن «نحو 7 آلاف مدخن أقلعوا عن التدخين بعد خضوعهم لعلاج في العيادة الصحية بالجمعية. منهم 1300 شخص، بينهم 20 سيدة، خلال الإجازة مع قدوم شهر رمضان، ما بين رجال ونساء وأطفال».

واستطرد: «لكن العدد أكبر من هذا، فهناك أشخاص أقلعوا عن التدخين من خلال زيارتنا الميدانية للمدارس والشركات والدوائر الحكومية، وأشخاص أقلعوا أمام الناس من خلال البرامج التوعوية وغيرهم كثير».

وبين السروجي أن «السرية موجودة في العيادة، لأن مدخنين يزورون العيادة طلبا للعلاج من دون معرفة أهلهم، إضافة إلى أن بعض الآباء يأتون بأبنائهم ليخضعوهم لعلاج، ونقول لهم: إذا لم تكن لدى ابنك إرادة فلا تتعب نفسك. إضافة إلى أن قليلا من الصغار نجدهم في العيادة. والأطفال لديهم طريقة علاج أخرى».

وبين السروجي أن «كثيرا من الذين يريدون أن يقلعوا عن التدخين يأتون بإرادتهم وعزيمتهم. وقليل من يأتون مجبرين، مثل طفل يجبر أباه أن يعالج من التدخين، وقد حصلت أكثر من مرة لدينا، بسبب البرامج التي نلقيها على الأطفال في المدارس».

وأوضح السروجي أن «الوعي لدى الأشخاص المدخنين زاد، وزادت أعداد المقلعين عن التدخين، والزيارات للعيادة تزداد يوما بعد يوما». موضحا أن «الشباب يتبعون الموضة الخارجية، والموضة الخارجية الآن هي الإقلاع عن التدخين، والدول بدأت بشكل كبير تناقش موضع التدخين، وتفرض غرامات على من يدخن في الأماكن العامة».

وأضاف أن «معظم أعمار المدخنين المبتدئين صغيرة، تتراوح بين 13 و15 سنة، لأسباب كثيرة، فماذا تتوقع من الشخص الصغير المدخن عندما يكبر؟». مشيرا إلى أن آثار الدخان ليست صحية فقط، بل حتى اقتصادية واجتماعية.

واستطرد أن «الجمعية لديها مطالبات رسمية بحقوق وحماية غير المدخنين، باستنشاق هواء في مكان خال من التدخين»، مشيرا إلى أن «المطالبة تركز على جميع المراكز والأماكن العامة والتجارية والوزارات وغيرها التي يتردد عليها الإنسان بأن تكون خالية من التدخين، وهذا حق من حقوق أي إنسان، لأن التدخين يضر الشخص غير المدخن».

وبين أن «هناك مطالبات برفع سعر الدخان، وهذه موثقة بدراسات، ونحن نتابع كل ما يتعلق بالتدخين في الخارج لنستفيد من تجاربهم ونبدأ من حيث انتهى الآخرون»، وأضاف أن «رفع سعر الدخان له فوائد كثيرة بالنسبة للأطفال، فلا يستطيع أي طفل شراء الدخان، ويقلل الاستهلاك لدى الفقراء بنسبة 8 في المائة».

وبين السروجي: «لدينا أيضا مطالبه بوضع الصور التحذيرية على علب الدخان، وقد طبقت في 29 دولة، ونحن لم نطبقها إلى الآن، ونحن للأسف في الأخير».

ودعا السروجي الدوائر الحكومية للتعاون مع الجمعية، مثل وزارة الصحة والجمارك والمالية والبلدية، وغيرها، مشيرا إلى أن رد الفعل ضعيف أمام المطالبات ولا يجدون إلا الشيء القليل من التعاون.

ولخص مدير الجمعية، الصعوبات التي تواجه الجمعية، بالبطء في تنفيذ الأنظمة وتطبيقها، والصعوبات المادية لأن برنامج مكافحة التدخين مكلف، وقليل من الأشخاص الذي يتبرع. وبالعودة إلى البرامج الوقائية التي تقدمها الجمعية أوضح السروجي: «البرنامج الأول هو برنامج وقائي، ويتكون من زيارات ميدانية ومعارض وزيارات للمدارس وبرامج على الكورنيش، ومعرض متنقل وعيادة متنقلة ونقاش مع الناس».

وأضاف أن «الجمعية أنتجت إصدارات مرئية كثيرة للأطفال، والآباء والنساء، ومن برامجنا مناصحة المحلات التجارية، ويكون لكل محل تجاري شهادة من الجمعية لمساعدته على عدم بيع الدخان».