سيول 3 أودية ترفع معدل مياه سد نجران إلى 50 مليون متر مكعب

يعد ثاني أكبر السدود في البلاد.. ويستقطب الزوار والسياح

TT

أكد لـ«الشرق الأوسط» مسؤول في مياه نجران ارتفاع منسوب المياه في سد نجران إلى 50 مليون متر مكعب بعد هطول الأمطار الأخيرة، مشيرا إلى أن السد تحول إلى مكان للتنزه من أهالي وزوار المنطقة من السياح.

وأوضح المهندس صالح بن مصطفى هشلان، مدير عام المياه بمنطقة نجران، أن «بحيرة سد وادي نجران قد استقبلت خلال الأيام الماضية 50 مليون متر مكعب من الماء نتيجة هطول الأمطار على المنطقة والتقاء وادي العرض ووادي كرى ووادي مرون، لتصب في بحيرة السد»، مشيرا إلى أن منسوب المياه قد وصل إلى 25 مترا.

وأضاف أن «مياه البحيرة يتم تصريفها بشكل مستمر، ويتم تشغيل صافرات الإنذار فور وصول المياه إلى البحيرة». وقال إنه «تم تركيب 150 فانوسا داخل الأنفاق المؤدية إلى السد وذلك بتغيير التالف منها واستبدال أخرى جديدة بالبقية، من أجل تحسين وتقوية إنارة الأنفاق». وأكد آل هشلان أن السد يشهد هذه الأيام إقبالا من المتنزهين، مشيرا إلى أن السد مفتوح أمام الزوار طيلة أيام الأسبوع.

ويعد سد وادي نجران ثاني أكبر السدود في السعودية بعد سد «بيئة»، وافتتحه الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية (آنذاك) عام 1982م، ويقع غرب المنطقة بين عدد من الجبال تسمى المضيق وبلغت تكلفت إنشائه 277 مليون على مسافة 35 كم من المدينة، وهو أسطواني الشكل مقوس بنصف قطر 140 مترا، وعرض 9.5 متر، وأقصى ارتفاع له من الأساسيات إلى القمة 73 مترا، وطول قمته 274 مترا، ويحتوي على 110 آلاف متر مكعب من الخرسانة، ويمر من فوقه طريق على جسر عرضه 4.5 متر، والسد مبني من كتل خرسانة طول كل منها 16 مترا تفاديا للتشقق، ويتم التحكم في درجة الحرارة الداخلية بضخ ماء مبرد من خلال نظام من الأنابيب قطر كل منها 25 ملليمترا حتى يصل كل منها في جسم السد إلى ما يعادل 22 درجة مئوية.

ويستطيع سد نجران بحسب معلومات من وزارة المياه حجز 86 مليون متر مكعب من المياه، وعند امتلاء بحيرة السد التي تخزن المياه تصل مساحتها إلى 5 كم2، وتبلغ مساحة المنطقة التي تجمع المياه 4800 كم2، كما أن أعلى قمة في حوض الوادي يبلغ ارتفاعها 2890 مترا عن سطح البحر، ومستوى الفيض في السد يمكن تقديره بـ1365 مترا. وأوضحت مياه نجران أنه تم حقن الصخور الموجودة تحت السد لزيادة صلابته ورسوخه وتقليل مساميته، لتكوين ستارة عمقها 40 مترا، بميل 30 درجة مئوية إلى الأعلى، ولتخفيف ضغط الماء في الصخر الواقع تحت ستارة الحقن حفرت آبار صرف في دهليز الأساس وثلاثة دهاليز أخرى في كل كتف يتم من خلالها التخلص من المياه المتسربة إلى داخل الصخور.

المخزون الإجمالي حتى مستوى المفيض المصمم يبلغ 200 مليون متر مكعب، ويحتوي المشروع على طريقين أحدهما يبلغ طوله 6 كم، هو يصل الموفجة إلى السد وإلى قمة الكتف اليمنى، وطول الثاني 7 كم، وهو يوصل الواجهة العليا وينحدر من قمة الكتف اليسرى إلى البحيرة، وقد شق أغلب الطريق من الموفجة في سفح المضيق على ارتفاع 3.5 متر فوق مستوى قاع الوادي، ويمر خلال نفقين طولهما على التوالي 1500م و400 م مع قطاع عرضي عرضة 6 متر وارتفاعه 5 م كما أنه يمتد عبر الوادي على جسر من الخرسانة طوله 50 مترا، ويظل الطريق والجسر في حالة جفاف ما دام تدفق السيول في الوادي لم يزد على 500 متر مكعب في الثانية. وعاد آل هشلان للقول إن وجود 50 مليون متر مكعب من المياه في بحيرة سد وادي نجران لا يشكل أي خطورة نهائيا على جسم السد ولا حتى بنسبة 1 في المائة، مشيرا إلى أن نوع السد خرساني مقوس، وروعي في تصميمه أن تكون طاقته الاستيعابية أكثر من 86 مليون متر مكعب. ونفى آل هشلان أن تكون هناك نية لاستغلال هذه الكميات الكبيرة من المياه في عملية توليد الطاقة أو الكهرباء، لأنها مياه غير دائمة، وقال «استفدنا من ماء السد في ري المزارع وحماية المواطنين من الكوارث والسيول، بالإضافة إلى تغذية المخزون الجوفي من المياه».