مبادرات لتنظيم العمل التطوعي يرعاها مجلس شورى للمتطوعين

مجلس التطوع يضم في عضويته 80 ممثلا عن آلاف المتطوعين الشباب

TT

تشهد فترة الصيف تزايدا في أعداد الأنشطة التطوعية التي تنفذها الفرق التطوعية في المنطقة الشرقية، وزيادة في مجالاتها التخصصية إضافة إلى أعداد المنضوين تحتها. وفي ذات الوقت الذي يتجه فيه العمل التطوعي الذي تديره الأوساط الشبابية إلى مزيد من التشعب والتداخل، ذكر لـ«الشرق الأوسط» نجيب الزامل المشرف على جمعية العمل التطوعي التي أنشئت حديثا في المنطقة الشرقية، أن مبادرات تم اتخاذها لتنظيم العمل التطوعي ونقله إلى مستوى أعلى من الإتقان والاحترافية. وبحسب الزامل يأتي مجلس التطوع الذي يصفه بـ«البرلمان الشبابي» كأهم مبادرات الجمعية لضم الأندية التطوعية والمشتركين فيها تحت مظلة واحدة لتنسيق الجهود وحل العوائق.

ويذكر رئيس المجلس حاتم أبو علو، أن مجلس التطوع جاء كمبادرة من قبل جمعية العمل التطوعي التي ما زالت تمارس أنشطتها بصورة تجريبية حيث ستنطلق فعليا مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل تزامنا مع اليوم العالمي للتطوع. ويعنى مجلس التطوع كما يذكر أبو علو بالتنسيق بين الأندية والفرق التطوعية الحالية ووضع الخطط المستقبلية وتفعيل التوصيات التي يتم التصويت عليها في اجتماعات المجلس، إضافة إلى تعزيز الواجب الوطني والاجتماعي في نفوس الشباب. ويهدف المجلس إلى صياغة هوية جديدة للأعمال الاجتماعية والخيرية التي يقوم بها الشباب تتجاوز بها مرحلة الفوضى والتشعب إلى العمل المؤسسي القائم على التخطيط الاستراتيجي والطاقات المتخصصة والمؤهلة في مجالها.

ويذكر أبو علو أن المجلس يضم في عضويته 80 شخصا من العاملين في المجال التطوعي تم تعيين 40 منهم بناء على خبراتهم العملية، في حين تم انتخاب 40 آخرين من قبل أنديتهم التطوعية ليقوموا بتمثيلها في اجتماعات المجلس. ويعلق أبو علو على هذا الأمر بقوله: «مجلس التطوع أشبه ما يكون ببرلمان شبابي يحمل نصف أعضائه صفة نيابية لتمثيل فرقهم ومؤسساتهم والنصف الآخر صفة شورية للاستفادة من خبراتهم في تطوير العمل التطوعي».

ويرى أبو علو أن أهم ما يميز المجلس ويجعله علامة فارقة في تاريخ العمل المدني التطوعي في السعودية، يتمثل في أعضائه الذين يمثلون، في وجهة نظره، صفوة الشباب في السعودية ويبلغ متوسط أعمارهم 25 عاما وهو ما يجعل عمل المجلس يمتاز بالحيوية. مشيرا إلى أن المجلس يعد في الفترة الحالية مظلة لمتطوعي المنطقة الشرقية في ظل وجود خطط لتحويله إلى مظلة وطنية للشباب المتطوع في بقية المناطق السعودية. ويذكر أبو علو أن عضوية المجلس متاحة للمتطوعين دون التفات إلى جنسياتهم حيث يضم أعضاء يحملون الجنسية الهندية والتركية. ويذكر أبو علو أن المؤسسات التطوعية المنضوية تحت المجلس تتنوع أعمالها بين أنشطة ذات طابع توعوي، وأخرى ذات طابع إغاثي وخدمي، وثالثة تهتم بالتدريب والتثقيف.

وحول الأثر الذي أحدثه المجلس على واقع النشاط التطوعي يشير أبو علو إلى مبادرة مشتركة مع «أرامكو» السعودية لدعم العمل التطوعي، توفر من خلالها «أرامكو» بالتعاون مع المجلس الدعم لأنشطة الأندية التطوعية. مشيرا إلى أن أول ثمار هذه المبادرة قد بدأت في الظهور، حيث يشارك 150 متطوعا في مهرجان صيف «أرامكو» بمدينتي الخبر والظهران، يعملون في إعداد وتنفيذ برامج لزوار المهرجان.

ويضيف أبو علو أن المجلس بصدد إطلاق مجموعة من المبادرات لتنظيم أنشطة الفرق التطوعية في الشرقية، وذلك في اجتماعه الدوري الأسبوع المقبل حيث يأتي على رأس هذه المبادرات سجل الأجندة السنوية الذي يعد بمثابة مدونة للأنشطة التطوعية المقرر تنفيذها خلال عام من قبل الفرق التطوعية، وتتضمن هذه المدونة التنسيق الفاعل بين الأنشطة وتفادي التعارض بينها أو تكرارها بصورة غير فاعلة. كما سيطلق المتطوعون خلال الفترة القادمة فيلما توثيقيا للأنشطة التطوعية قام بإخراجه المخرج السعودي الشاب بدر الحمود، وتبلغ مدته ساعة واحدة.

ولا تتوافر إحصاءات دقيقة حول أعداد المتطوعين الذين يعملون في الأندية والفرق الشبابية، إلا أن بعض المهتمين يقولون بأن الرقم يقترب من 8 آلاف متطوع ومتطوعة. ورغم أن النشاط التطوعي يشهد إقبالا متزايدا منذ أربع سنوات هي عمر التجربة، فإنه ما زال يفتقر إلى التنظيمات القانونية والمؤسسات الإدارية التي تنظم عمله، رغم مناقشة الأمر في مجلس الشورى في وقت سابق من هذا العام.