محافظة بلجرشي تلتقي العالم بالمذاق الصافي في مهرجان العسل الدولي

المهرجان يمثل إطلالة دولية على منتجات المناحل السعودية

السعودية تنتج نحو 9 آلاف طن من العسل سنويا («الشرق الأوسط»)
TT

تتزين محافظة بلجرشي بمنطقة الباحة هذه الأيام بجميع أنواع العسل ومنتجاته، وفرها تجمع دولي لأكثر من 60 عارضا من 10 دول عربية، في فعاليات مهرجان العسل الدولي الثالث، تم اختيارهم من بين 100 عارض تقدموا للفعاليات.

وأوضح الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود، وكيل إمارة منطقة الباحة، لـ«الشرق الأوسط» أن المهرجان يعد نافذة دولية للإطلالة على منطقة الباحة وطبيعتها، كما يتيح فرصة للزوار من مختلف أنحاء العالم للوقوف على معطيات السياحة في المنطقة.

وقال وكيل إمارة المنطقة خلال تدشينه لمهرجان العسل الدولي في عامه الثالث إن الفعاليات تعد فرصة متاحة لمربي النحل في السعودية للاستفادة من محاضرات اللقاء الوطني الثاني لجمعية النحالين الذي تستضيفه جامعة الباحة وعرض منتجاتهم من خلال المعرض وتسويقها مباشرة للزوار، كما أشار إلى أن المختبر الذي أقامته الجمعية في المعرض يتيح للزوار اختبار العسل قبل شرائه مجانا، مشيرا إلى وجود ممثلين من اليمن وسورية والعراق وفلسطين.

من ناحيته، قال الدكتور أحمد الخازم الغامدي، رئيس اللجنة المنظمة للفعاليات، إن قيمة أجهزة الكشف على العسل لمعرفة الجيد من الرديء ما بين 75 إلى 400 ألف ريال، مما يعتبر أمرا غير متاح للنحالين لامتلاكه، واستدرك بقوله «بالإمكان توفير الأجهزة عن طريق الجهات الرسمية في كل منطقة توجد فيها المناحل».

وكان وكيل إمارة منطقة الباحة المساعد، أحمد بن منيف المنيفي، افتتح أمس فعاليات برنامج اللقاء الوطني الثاني للنحالين والمهتمين بصناعة النحل في المملكة، وذلك بمقر القاعة الكبرى في جامعة الباحة الذي ينظمه كرسي المهندس عبد الله بقشان لأبحاث النحل بجامعة الملك سعود، وجمعية النحالين التعاونية بالباحة وجامعة الباحة ووزارة الزراعة.

وألقى الدكتور أحمد الخازم الغامدي، رئيس اللجنة المنظمة للملتقى، ضوءا على فعاليات اللقاء المتضمنة إقامة الكثير من ورش العمل واللقاءات والزيارات الميدانية، إلى جانب مناقشة عدد من الموضوعات المرتبطة بصناعة النحل وحل المشكلات التي قد تواجه النحالين.

واستعرض أهداف الخطة الاستراتيجية للنهوض بصناعة النحل التي أعدها كرسي المهندس عبد الله بقشان بموافقة وزارة الزراعة المتضمنة رسم سياسة واضحة لصناعة النحل في المملكة وتنسيق جهود جميع الجهات ذات العلاقة، من أجل توحيد نشاط الباحثين والمهتمين بتربية النحل وتسخير كل الإمكانات لتتبوأ المملكة مكانتها في هذا المجال، وإنشاء قاعدة صلبة لتطوير صناعة النحل في المملكة والوصول بصناعة النحل في المملكة إلى مستوى متميز إقليميا ودوليا.

بينما أبرز وكيل إمارة منطقة الباحة المساعد ما تنعم به منطقة الباحة من أجواء وطبيعة نباتية متميزة أسهمت في تربية النحل وإنتاج العسل بجميع أنواعه، الأمر الذي أسهم في حصول منطقة الباحة على المركز الأول عالميا في جودة وصناعة العسل المميز.

وفي جلسات اللقاء، تضمنت الجلسة الأولى أربع أوراق عمل، تناولت الورقة الأولى المقدمة من وزارة الزراعة، صناعة النحل في المملكة وتطلعات المستقبل، وتحدث مندوب وكالة الضمان الاجتماعي في الورقة الثانية عن استخدام تربية النحل في زيادة دخل الأسر المسجل في الضمان الاجتماعي، بينما تحدث ممثل صندوق التنمية في الورقة الثالثة عن القروض التي يقدمها الصندوق للنحالين، وفي الورقة الرابعة قدم الدكتور سعد بردي الزهراني من جامعة أم القرى تعريفا بالخطة الاستراتيجية للتربية وصناعة النحل وإنتاج العسل.

أما الجلسة الثانية، فعقدت ورشة عمل عن الخطة الاستراتيجية للنهوض بصناعة النحل، حيث تضمنت الورشة عقد حلقات نقاش شارك فيها مديرو الزراعة وممثل صندوق التنمية الزراعية مع النحالين المشاركين في الملتقى.

وتتواصل الفعاليات اليوم بعقد لقاء مع موردي النحل المصري، إلى جانب تنظيم جولات سياحية بالمنطقة تشمل زيارة مهرجان العسل الدولي ببلجرشي، ومتحف الشيخ محمد بن مصبح، وزيارة قرية ذي عين الأثرية، وزيارة مزرعة الخازم بمحافظة بلجرشي.

وتلقى تربية النحل وصناعته في السعودية نموا سريعا وتطورا ملحوظا نتيجة للجهود التي تبذل من الأفراد والجهات ذات العلاقة مثل وزارة الزراعة التي بدأت حديثا اتخاذ بعض الإجراءات التي ستسهم في النهوض بتربية النحل، مثل إعداد قانون ينظم مهنة تربية النحل والعمل على إعداد استراتيجية للنهوض بصناعة النحل وأيضا استعانتها في السنوات الأخيرة بمستشارين من جامعة الملك سعود للإسهام في وضع الاستراتيجيات والتدريب والإرشاد.

كما أن وجود أعضاء هيئة تدريس سعوديين متخصصين بمجال النحل في جامعات المملكة ساعد على عمل الأبحاث والمشاريع البحثية التي تهدف إلى تطوير مهنة تربية النحل وحل المشكلات والمعوقات التي تواجه تربية النحل وصناعته وتواجه القائمين على هذه المهنة، كما ساعد وجود المختصين في الجامعات على نشر الوعي في المجتمع حول أهمية هذه المهنة، مما جعل عددا من الجهات الحكومية والخاصة تتبنى دعم المشاريع الصغيرة المتعلقة بتربية النحل وتتبنى استخدام النحل كأحد مصادر الدخل الدائمة للأسر الفقيرة كجزء من برامج التنمية المحلية التي تتم في مناطق مختلفة في السعودية.

وهناك بعض العوامل التي ساعدت على أن تكون السعودية متميزة في تربية النحل، منها: مساحتها الشاسعة التي تبلغ 225 مليون هكتار، حيث تعتبر أكبر دولة في شبه الجزيرة العربية وتحتل نحو 81 في المائة من مجمل مساحتها، ومناخها وتنوع تضاريسها والغطاء النباتي، حيث سجل بها ما يقرب من 2100 نوع نباتي.

كما أن هناك مشكلات ومعوقات تواجه تربية النحل وصناعته، منها: البيئية، مثل الجفاف وعدم انتظام الأمطار الذي يؤثر مباشرة على المراعي النحلية، وارتفاع الحرارة في بعض المناطق خاصة في فصل الصيف والبرودة التي تصل تحت الصفر في بعض مناطق المملكة في فصل الشتاء والغبار في بعض المواسم.

إلى جانب معوقات أخرى تتلخص في محدودية الدعم والاهتمام من وزارة الزراعة، خاصة في ما يتعلق بوجود فنيين متخصصين في مناطق المملكة المختلفة وعدم وجود أو عدم فاعلية المناحل الإرشادية وعدم وجود دعم في أسعار مواد ولوازم تربية النحل لتساعد النحالين على التوجه لاستخدام طرق التربية الحديثة.

وتوجد أيضا مشكلات ناتجة عن انتشار آفات وأمراض النحل خاصة الآفات التي تؤدي إلى ضعف شديد للطوائف وأحيانا تؤدي إلى تدمير كامل للمناحل.

ثم يأتي دور النحال أيضا كعائق أمام تطور هذه المهنة، حيث يصر الكثير من النحالين على استخدام الطرق القديمة في التربية والاعتماد على عمالة غير مدربة في الإشراف على النحل والعناية به وعدم الحرص على الحصول على المعلومات الأساسية التي تساعدهم في المحافظة على نحلهم وتنويع منتجاتهم.

وعلى الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة، فإن الإحصاءات المبدئية تشير إلى أن أعداد طوائف النحل في المملكة تصل إلى مليون خلية نحل، وأن أعداد النحالين يتجاوز 5000 نحال ينتجون نحو 9 آلاف طن عسل. وعلى الرغم من وجود هذا العدد من الطوائف والنحالين فإن السعودية ما زالت تستورد ما يقارب من 10 آلاف طن عسل سنويا وما يقارب من 100 ألف طرد نحل سنويا، بالإضافة إلى استيراد معظم أدوات ومواد ومستلزمات تربية النحل الحديثة.

تتميز السعودية، التي تمتد على مساحة تبلغ نحو 2.250.000 كيلومتر مربع بتنوع الغطاء النباتي، حيث تم تسجيل ما يقرب من 2250 نوعا تتكيف في توزيعها بدرجة كبيرة على التضاريس وتعتمد كثافتها بنسبة كبيرة على كمية وموسمية الأمطار.

كما تتميز بتنوع في التضاريس، فهناك المرتفعات الجبلية التي تعتبر جبال السروات من أهمها، وتمتد من حدود المملكة مع الجمهورية اليمنية جنوبا، إلى قبيل مدينة الطائف شمالا، حيث يتراوح ارتفاعها بين 800 إلى 3000م فوق مستوى سطح البحر، تنحدر منها أودية كبيرة تتجه شرقا وغربا، مثل: وادي جيزان، ووادي نجران، ووادي تثليث، ووادي بيشه، ووادي الحمض، ووادي الرمة، ووادي ينبع، ووادي فاطمة. وتعتبر هذه الجبال التي يزيد طولها على 1000 كيلومتر من أهم مناطق تربية النحل بالمملكة، نظرا لتوافر المراعي الجبلية المناسبة جدا لتربية النحل خاصة في موسمي الربيع والصيف نتيجة لسقوط الأمطار في فصل الشتاء وأوائل الربيع وفي الصيف، حيث يتراوح المتوسط السنوي في جيزان بـ400 ملم وفي خميس مشيط 207.9 ملم، وفي النماص 442.3 ملم، و368.5 ملم في بلجرشي.

وفي الجهة الشرقية من جبال السروات على امتداد البحر الأحمر، يمتد سهل تهامة الساحلي الذي يبلغ طوله نحو 1100 كيلومتر ويتسع عرضه ليبلغ 60 كيلومترا، حيث تسقط فيه الأمطار في آخر الخريف وفي الشتاء ويتراوح متوسطها السنوي بنحو 100 ملم.

ينزل النحالون إلى المناطق الساحلية مع بداية تساقط الأمطار في آخر الخريف وفي الشتاء للابتعاد عن برودة الجو في المناطق الجبلية وللاستفادة من المراعي النحلية الحولية التي تنتشر بعد سقوط الأمطار والتي تتميز بغزارة حبوب اللقاح التي يستغلها النحالون لتقوية الطوائف التي أنهكت في موسم جمع محصول السدر الذي يتميز بقلة حبوب اللقاح.

بعض المناطق الرعوية في المنطقة الوسطى والشمالية من السعودية يطلق عليها «الروضات» تنشأ بعد سقوط الأمطار خاصة في فصل الخريف والشتاء وتتميز هذه الروضات باحتوائها على بعض النباتات الحولية التي تظهر بعد سقوط الأمطار وتستمر أحيانا إلى ثلاثة أشهر، ومن النباتات التي توجد في هذه المناطق على سبيل المثال: الرَّبْل والخُزامى والبَسْباس والحوْذان والصُّمَيْماء والقَرْنُوة والبَرْوَق والنَّفَل تمتاز بقصر جذورها وفترة دورة حياتها، لذلك فهي تتركز في الأراضي التي تمتاز بصلابة سطحها نسبيا وتلك التي يتوافر فيها كمية كافية من المياه.

بعض النحالين يعتمدون على المزارع في إنتاج العسل، حيث تختلف المحاصيل التي بالمزارع باختلاف المناطق، وبصفة عامة تحتوي تلك المزارع على البرسيم ودوار الشمس والذرة والسمسم وتحتوي على بعض الأشجار الشوكية مثل البرسوبس والسدر وأشجار الكافور التي تستخدم كسياج.

الدكتور أحمد الخازم، مشرف كرسي المهندس عبد الله أحمد بقشان لأبحاث النحل بجامعة الملك سعود، توقع أن يتضاعف هذا العدد خلال الفترة القادمة، معتبرا ذلك نتيجة حتمية للجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في تنمية القطاعات الاقتصادية الحيوية، إضافة إلى الدعم والتسهيلات التي تقدمها للنحالين، وتبنت بعض الجهات الحكومية وغير الحكومية إدخال مهنة تربية النحل ضمن الحرف التي تستخدم لزيادة مصادر وتحسين دخل الأسر المحتاجة.

ورأى الدكتور الخازم أن هذه الثروة الوطنية الهائلة بحاجة إلى عمل بحثي منظم ودراسات متعمقة لحمايتها والحفاظ عليها والاستفادة منها بشكل أمثل لرفع المردود الاقتصادي، مبينا أن الكرسي يؤدي دوره في هذا المجال ويسعى إلى تطوير أساليب النحالة في المملكة والعمل على حل المشكلات والمعوقات التي تواجه النحالين وخلق علاقات تعاون مع المؤسسات البحثية والعلمية المتميزة دوليا لتحقيق الشراكة العالمية في تطوير أبحاث النحل، بالإضافة إلى إثراء المعرفة الإنسانية وإبراز دور الجامعة في تطوير قطاع النحل وتنمية قدرات الباحثين وطلاب الدراسات العليا.

ويهدف الكرسي إلى رفع مدارك النحالين العلمية وتنمية قدراتهم المهنية وكذلك حصر الثروة النحلية لتسهيل مهمة صناع القرار والباحثين وإجراء دراسة شاملة لسلالة النحل المحلية وإعداد خريطة رعوية للنحالة المرتحلة وتنمية الوعي بأهمية نحل العسل والقيمة الغذائية والعلاجية والاقتصادية لمنتجاته لاستغلال الثروة النحلية بشكل أمثل.

وقال إنه على الرغم من الإنتاج العالي للمملكة من العسل الذي يقدر بنحو 8000 طن، فإنه ما زالت الفجوة الغذائية للعسل موجودة، لذلك تستورد المملكة كميات كبيرة منه تصل إلى أكثر من 10000 طن؟

وأبرز الدكتور الخازم أهمية العسل الغذائية والعلاجية وازدياد الطلب على أنواع معينة منه، مفيدا أن كرسي أبحاث النحل في جامعة الملك سعود سينفذ برنامجا لتطوير أساليب الإنتاج واستخدام تقنيات حديثة تسهم في رفع الإنتاج.

وأوضح أن الكرسي شارك في مؤتمرات دولية خارجية تمثلت في المشاركة في اللقاء الأول للنحالين العرب والأتراك الذي عقد في أنقرة خلال الفترة من 19 - 20 جمادى الأول 1430هـ، حيث جرى بحث عدد من القضايا الخاصة بالتعاون في مجالات صناعة النحل بين المملكة وتركيا، إضافة إلى مشاركة الكرسي في المؤتمر الدولي للنحالين بجمهورية مصر العربية الذي عقد بمدينة طنطا في الفترة من 10 - 14/1/ 1431هـ.

كما شارك الكرسي في المؤتمر الدولي الثاني حول الاستخدامات الطبية لعسل النحل بماليزيا الذي عقد خلال الفترة الماضية، وقد شارك في المؤتمر أكثر من خمسين دولة وجمع المؤتمر الكثير من العلماء من بينهم علماء من التخصصات الطبية وعلماء متخصصون بمجال علوم النحل.

وأضاف الدكتور الخازم أن كرسي المهندس عبد الله بن أحمد بقشان لأبحاث النحل نظم الكثير من الدورات التدريبية المخصصة للنحالين بهدف تنمية قدراتهم وإكسابهم مهارات جديدة في طرق إنتاج العسل والاستفادة من منتجات النحل الأخرى باستخدام الوسائل الحديثة في تربية النحل، حيث نفذ الكرسي الكثير من الدورات في مناطق مختلفة من المملكة تمثل في دورة تدريبية للنحالين بمنطقة عسير في العام الماضي بالتعاون مع مكتب الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية (FAO) على مدى ثلاثة أيام. وقد استفاد من الدورة عدد كبير من النحالين، حيث ألقيت في هذه الدورة الكثير من المحاضرات شملت مجالات تربية النحل والأمراض التي تصيبه والآفات المهاجمة له والمبيدات وآثارها على النحل.

وكذا قام بتنفيذ دورة تدريبية في محافظة المخواة بمنطقة الباحة حول تربية نحل العسل، حضرها عدد كبير من الشباب الراغبين في تعلم هذه المهنة، وشارك الكرسي في الندوة الخاصة بالتنمية المحلية بمنطقة الباحة.

وسعى الكرسي إلى المشاركة في زيادة وتحسين مستوى دخل الأسر المحتاجة من خلال وضع اتفاقية تعاون مع جهات أخرى، مثل: جمعية النحالين التعاونية، وشركة «باب زرق جميل للخدمات المحدودة»، ومؤسسة الملك خالد الخيرية، لتنفيذ أربع دورات تدريبية لتفعيل مشروع تدريب الأسر المحتاجة من أبناء محافظة قلوة بمنطقة الباحة.

وفيما يختص بسلالات النحل، فهناك سلالة النحل القزم وهي أصغر أنواع نحل العسل، وزن الشغالة فيه يبلغ 32 ملغم، ومتوسط أفراد الطائفة يصل إلى 6000، الشراسة فيه قليلة، مساحة السروح أقل من 3 كم، وسُجل وعُرف النحل القزم لأول مرة في السعودية عام 1985م في مدينة الرياض، لكن طريقة دخوله إلى السعودية تظل مجهولة.

وواصل النحل القزم انتشاره داخل مدينة الرياض ثم بدأ ينتشر سريعا في كل من الخرج والمنطقة الشرقية (الجبيل والأحساء والقطيف) والقصيم وجدة ومكة والطائف.

وسجل النحل القزم في كل من إيران وعمان والسودان والإمارات وقطر والكويت واليمن والعراق، يكثر في الشبابيك الخارجية للمنازل والمكاتب وخاصة في الزجاج وأشجار المنازل والشوارع والمزارع ومداخن المنازل والاستراحات وفي بلكونات المنازل والمستودعات المفتوحة.

ويبني النحل قرصا واحدا في مكان مكشوف يصل خلال أسبوع بحجم 10 سم 10 x سم، وقد يصل خلال أشهر إلى 40 سم 20 x سم.

وتوجد معظم الطوائف على ارتفاع بين متر ونصف المتر إلى 3 أمتار، ولكن بعضها وجد في شبابيك الدور الثالث والبعض قرب الأرض إلى 20 سم من سطح الأرض.

ويترك النحل العش في عدة حالات منها عند تعرضه لهجوم بأي آفات مثل النمل أو عند إزعاجه أو عند تغير مفاجئ في الجو مثل البرودة والحرارة والغبار.

قبل مغادرة النحل العش، يأخذ كل العسل وحبوب اللقاح وفي أحيان كثيرة يعاود زيارته للموقع لجمع الشمع.

ويتميز العسل المنتج محليا بشعبية وطلب عاليين ويستخدم من معظم المستهلكين كدواء قبل أن يكون غذاء، لذلك يحرص الكثير من المستهلكين على الحصول على العسل الجيد من مصادر موثوقة حتى لو بأسعار مرتفعة.

أما أنواع العسل كما هو معلوم، فتختلف في اللون والطعم حسب المصدر الزهري (النبات الذي جمع منه النحل الرحيق)، وبصفة عامة يوجد في السعودية عدد من الأعسال مثل السدر الذي تصل أسعاره بين 250 - 500 ريال للكيلو حسب المناطق والوفرة، ثم يأتي عسل السمرة الذي تصل أسعاره من 150 – 300 ريال للكيلو، وعسل الضهيان الذي تصل أسعاره بين 200 - 350 ريالا، والعسل الصيفي الذي يأتي بعد سقوط أمطار الصيف وتصل أسعاره بين 300 – 700 ريال، وعسل المجرى وأسعاره بين 300 - 700 ريا، وعسل الضرمة الذي تصل أسعاره بين 350 إلى 600 ريال.

كما توجد أعسال أخرى تتميز بها المناطق الوسطى والشرقية الشمالية، مثل عسل البرسيم والعسل الذي ينتج من أزهار مختلفة خاصة من الروضات بعد سقوط الأمطار.

وتوجد منافسة للعسل المنتج محليا من الأعسال المستوردة، وخاصة التي تأتي من تركيا واليمن وكشمير. وقد يستغل بعض التجار وعددهم قليل جدا هذه الأعسال المستوردة وبيعها على أنها منتجة محليا أو خلطها بأعسال منتجة محليا، كما لوحظ أن بعض العمالة في بعض المناحل يقومون بتغذية النحل على المستورد وبيعه لاحقا على أنه منتج محلي أو يقومون بالتغذية السكرية أثناء موسم التزهير لزيادة الإنتاج.

ويقوم معظم النحالين باستخلاص العسل بواسطة طرق بدائية عن طريق عصر الشمع باستخدام شاش أو وضعه في الشمس كما توضح الصور المرفقة، كما أن البعض، وخاصة الذين يستخدمون خلايا حديثة، يستخدمون الفرازات الحديثة لاستخلاص العسل.