الحرارة تحول أسواق جدة التجارية إلى مقرات للمسابقات والثقافة والفن

وسط إقبال كبير من العائلات.. وتشجيع من ملاك الأسواق

بعض الأعمال الفنية التي جرى إعدادها في ردسي مول بجدة («الشرق الأوسط»)
TT

تحولت أسواق جدة ومراكزها التجارية إلى مقر للمسابقات الثقافية والفنون التشكيلية والفعاليات المرتبطة بالرسم والتصوير، وسط إقبال كبير من العائلات دفعت به الأجواء الحارة التي تشهدها مدينة جدة منذ بداية الصيف.

يأتي ذلك في وقت رعت فيه عشية أمس حرم أمين مدينة جدة فعاليات الموسم الخامس لمعرض تأثر ويؤثر الذي يشارك فيه نحو 130 فنانا تشكيليا وعدد من المهتمين بالحركة الثقافية ويهدف إلى دعم فن الطفل واكتشاف المواهب ويستمر لمدة شهر كامل في مركز الردسي مول بمحافظة جدة.

ويتيح المعرض بحسب فاطمة باعظيم صاحبة الفكرة ورئيسة اللجنة المنظمة للمعرض للمواهب المبدعة مشاركة الفنانين أصحاب الخبرة في مجال الرسم وفنون التصوير والكارتون إضافة إلى فنون الانيميشين وفن الشارع والتصميم الغرافيكي وبعض من فنون الحداثة ويستضيف المعرض عددا من الخبراء والمهتمين ومجموعة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

وبينت باعظيم أن المعرض يهدف إلى تنمية ثقافة الموهوبين والمبدعين، بإطلاق قدراتهم الإبداعية على أرض الواقع، والتواصل مع الجمهور دون تردد أو خوف، وقالت «يأتي ذلك من خلال تطوير قدراتهم عبر الورش الفنية التي يقدمها الفنانون والفنانات وورش العمل الجماعية».

وأضافت «نرغب في صقل ثقافة الموروث العربي والخروج بقصص من خيال المبدعين الصغار وخروج فنانين للجدران يعبرون بإبداع ملون يمنح الخير ويرفض الشر».

وأشارت رئيسة اللجنة المنظمة إلى «أن المعرض سيصاحبه عدد من ورش العمل التي سيقدمها عدد من الخبراء في تنمية فن النحت واستخدامات الدمج والكولاج والخط العربي وفن الغرافيك بما يعبر عن فكر جديد لشباب واعد يسعى إلى التعبير عن مشاعره وهمومه وتطلعاته من خلال الريشة والألوان ويزيد من أهمية المعرض وجود بعض الجداريات التي شارك في صياغتها كل أفراد الأسرة في مبادرة لافتة تساهم في إيصال الفن إلى المجتمع بشكل بسيط وسهل».

وأكدت «أن المعرض يكتسب أهميته من التفاعل الكبير الذي وجده من الأطفال والشباب الموهوبين المشاركين فيه الذين أضفوا مع أسرهم رونقا جميلا على الافتتاح، حيث يقدم المعرض في نسخته الرابعة الكثير من الفنون البصرية الحديثة لا سيما المتعلقة بالناس التي يطلق عليها فن الشارع لأنها تحرك إبداعات الناس وتلقى صدى واسعا».

وشددت على أن الهدف الأسمى من المعرض يتمثل في تنمية ثقافة الموهوبين بإطلاق قدراتهم الإبداعية على أرض الواقع والتواصل مع الجمهور دون تردد وخوف، مشيرة إلى أن الفراغ يصنع المعجزات بل الفراغ طاقة سالبة لا بد أن تكون موجبة فهناك الفراغ العقلي وهناك فراغ الطاقة وإذا استغل الإنسان قدرته فقد يسخر أفضل ما عنده لأفضل الناس.

وقالت «إن الفن رسالة عامة من خلال الصور والأشكال استطاع العالم أن يحتفظ بالتاريخ ومن أرض معرض تأثر ويؤثر نهدف إلى صقل ثقافة الموروث العربي والخروج بقصص من خيال المبدعين الصغار وخروج فنانين للجدران يعبرون بإبداع وكأنهم كتاب ملون يعطي الخير ويرفض الشر.

الأسواق والمركز اتجهت إلى دعم هذه الأفكار بهدف جذب الزوار والمتسوقين، حيث يؤكد في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» أحمد مجلد، مدير تسويق في إحدى أسواق جدة: «نحن نسعى دائما إلى توفير الراحة للمتسوقين، حيث إن ما يهمنا هو أن يقضي المتسوق أكبر وقت لدينا داخل المركز».

إلى ذلك تتوقع الأرصاد أن موجة الحر ستستمر خلال الأيام المقبلة وهو ما يشير إليه مصدر مسؤول في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لـ«الشرق الأوسط» بأن فصل الصيف لهذا العام بدأ منذ وقت مبكر بسخونة تعتبر سريعة نسبيا، حيث اجتاحت موجات الحر بعض مناطق السعودية التي من ضمنها الشمالية الشرقية، لافتا إلى إمكانية حدوث تغيرات مناخية مفاجئة نتيجة هبوب موجات باردة قد تلطف من حدة الصيف.

وأكد حسين القحطاني المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لـ«الشرق الأوسط» أن ذلك الارتفاع في درجات الحرارة يعد اعتياديا على مناطق السعودية حتى الآن، غير أنه استدرك قائلا: «بشكل عام هناك سخونة في فصل الصيف، إلا أننا لم نسجل درجات حرارة فوق العادة في أي منطقة».

وفي ذات السياق، تنظم موهوبات جدة للمشاركات ببرنامج موهبة الصيفي بجامعة الملك عبد العزيز والمنعقد بجدة تحت عنوان «العقل البشري.. الكنز العجيب» معرضا لهن، وذلك في مركز ردسي مول التجاري بركن الموهوبات بالدور الأرضي مساء اليوم (الخميس) بدأً من الساعة الخامسة عصرا وحتى التاسعة مساء.

ووجهت الدكتورة فائزة صالح البسام رئيسة البرنامج الدعوة للجميع لزيارة المعرض والاطلاع على ابتكارات وإبداعات الموهوبات، مشيرة إلى أن هذا المعرض يأتي بهدف التعريف بالبرنامج وأنشطته وفعالياته وإبراز الموهوبات وأعمالهن وتشجيعهن من خلال تعرف المجتمع على قدراتهن المتميزة.

وأشارت البسام إلى أن البرنامج يسعى في الأساس لإتاحة الفرصة للطالبات المتميزات لاكتشاف مجالات أكاديمية وعلمية مهمة، مبينة أن البرنامج يسعى إلى تنمية طاقات وقدرات الطالبات المتميزات في مجالات الإبداع إلى أقصى حد تسمح به قدراتهن، وتوجيه هذه القدرات نحو احتياجات المجتمع وأولوياته التنموية.

وأشارت إلى أن برنامج «العقل البشري.. الكنز العجيب» الصيفي للموهوبات الذي تنظمه جامعة الملك عبد العزيز بمقر كليات البنات بفرع الجامعة بحي الفيصلية بجدة يسعى لتنمية مهارات التفكير الإبداعية والنقدية والمهارات الشخصية والاجتماعية لدى الطالبات المتميزات، فضلا عن تنمية روح العمل الجماعي والمبادرة والإنجاز لدى الطالبات المشاركات في البرنامج.

إلى ذلك تتواصل في جهة أخرى فعاليات وبرامج التنشيط السياحي التقني بمجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكة المكرمة لتي شهدت جذبا كبيرا للزوار وحظيت بتغطية إعلامية مميزة وفاق الحضور في نهاية أسبوعها الثاني أكثر من 70 ألف عائلة وبغرض أداء الرسالة إلى 200 ألف زائر، حيث تم توزيع أكثر من 40 ألف هدية مجانية وتضم هذه البرامج عددا من الفعاليات والمسابقات الوطنية ذات الجوائز القيمة والألعاب السريعة والمسابقات العائلية الأسرية والفقرات الممتعة والفكاهية الهادفة إلى جانب تنفيذ بعض حملات التوعية بالمهنة بمشاركة أفراد المجتمع وتوزيع المطبوعات التوعوية والإرشادية، وإقامة المعرض التقني المصاحب للفعاليات للتعريف بدور المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الرائد في تدريب الشباب على الأعمال المهنية التي يحتاجها المجتمع السعودي. هذا فضلا عن تنفيذ عدد من الفعاليات الأخرى التي حققت نجاحا متميزا مثل «المسابقات الوطنية - المرسم المهني – الملون التقني – مسابقات مهنتي».

وتنفذ هذه البرامج في عدد من الأسواق الكبيرة التي وقع الاختيار عليها من قبل الجهات المشرفة على المهرجان كمجمع العرب وساوث مول ومجمع إن تو مول، هذا وتتواصل فعاليات المهرجان السياحي التقني بجدة هذا المساء واليومين المقبلين في مجمع إن تو مول.

وأكد الدكتور راشد الزهراني رئيس مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكة المكرمة أهمية السياحة السعودية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا حيث يظهر دور القطاعين العام والخاص كبيرا وفعالا في هذا المجال، ومن هنا جاء تفعيل برامج التنشيط السياحي التقني بالمجلس لتواصل عامها الرابع بالتعاون مع الأجهزة المختلفة لتنمية السياحة ونشر الوعي السياحي وتحقيق الأهداف بخطوات إجرائية عملية كان محورها الأهم خدمة المصطافين وشغل أوقات الشباب وإفادتهم بالبرامج الوطنية والمهنية والتربوية والترفيهية النافعة.