حائل السعودية تنضم إلى قائمة «المدن المتضررة» من خفض الرحلات الجوية

مصدر في مطار حائل الإقليمي لـ «الشرق الأوسط»: الجدولة الأخيرة سببها إيقاف 20 طائرة «إم دي 90» عن العمل

بات توقف الرحلات الجوية من مدن شمال السعودية إلى المدن الرئيسية يمثل مشكلة للمسافرين وبالأخص المرضى منهم («الشرق الأوسط»)
TT

تسبب إلغاء الخطوط الجوية السعودية لبعض رحلاتها لحائل وتقليص بعضها مع إلغاء كلي من قبل «طيران ناس» لرحلاتها للمنطقة في خلق جدل واسع ومطالبات بإعادة النظر في القرار، كان آخرها بيان صحافي صدر من لجنة أصدقاء المرضى بالمنطقة تندد فيه بهذا القرار وتطالب برحلات إضافية أو إعادة جدولة الرحلات السابقة.

وقامت جهات أخرى بمنطقة حائل بتوجيه خطابات للمطالبة بإعادة النظر في هيكلة الرحلات الجوية المغادرة من حائل.

وكانت الجدولة الأخيرة لرحلات حائل الجوية قد حرمت عددا من المرضى من متابعة مواعيدهم في المستشفيات التخصصية بالعاصمة الرياض، بعد خفض الرحلات لواحدة، لا تستوعب في الغالب جميع مرضى حائل، علما بأنه لا توجد مستشفيات تخصصية في المنطقة.

وحرم إلغاء بعض الرحلات بمنطقة حائل المغتربين والزوار والسياح، خاصة في مناطق شمال وشرق السعودية، من الوصول لحائل جوا والاكتفاء بالطرق البرية.

وبحسب مصدر في مطار حائل الإقليمي فقد تم خفض رحلات حائل الرياض لواحدة في اليوم، مع إلغاء «طيران ناس» لرحلاتها كليا لحائل بعد الجدولة الأخيرة، مضيفا أن عمليات الإلغاء شملت الرحلات المتجهة من حائل لتبوك والجوف والقريات ورفحاء.

يذكر أن الطلب على السفر جوا بحائل أصبح متزايدا إثر الحراك الاقتصادي والاجتماعي، فضلا عن المعاناة التي يتكبدها الأهالي من تقليص عدد الرحلات الجوية من وإلى العاصمة الرياض إلى رحلتين، وجدة لرحلة واحدة، خصوصا مراجعي المستشفيات التخصصية بالعاصمة، وهو ما بات يؤثر سلبا على مرضى المنطقة، وأسهم أيضا في التأثير على السياحة بالمنطقة في ظل الانتعاش الذي يشهده هذا القطاع.

وعزا مصدر في مطار حائل الإقليمي سبب الجدولة الأخيرة لـ«الخطوط السعودية» إلى أنها جاءت بعد إيقاف «الخطوط الجوية العربية السعودية» لعشرين طائرة من نوع «MD90». وذكر أن الخطوط السعودية تنتظر دفعة من طائراتها الجديدة.

وكان الدكتور نواف الحارثي، مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة حائل، رئيس لجنة أصدقاء المرضى، قد ترأس اجتماعا للجنة أصدقاء المرضى، أكدت فيه اللجنة في ختام أعمالها على أن الفترة الزمنية التي مضت بعد تراجع الخدمات الجوية بمطار حائل الإقليمي قد ضاعف من معاناة المرضى.

وطالبت لجنة أصدقاء المرضى، هيئة الطيران المدني بالتدخل وإيجاد حلول عاجلة لمشكلة حائل الرئيسية حاليا، وإعادة إعداد الرحلات الجوية من حائل وإلى المناطق الأخرى، كما كانت سابقا، بواقع أربع رحلات للرياض ورحلتين إلى جدة، ورحلة إلى الدمام، يوميا على الأقل، لمواكبة الحاجة المتزايدة للنقل الجوي عموما، وخدمة لعدد من المرضى الذين تتطلب حالاتهم مراجعة المستشفيات التخصصية الموجودة في المناطق الأخرى.

وحائل هي المحطة الثانية التي يتم فيها اللجوء إلى خفض الرحلات الجوية بعد رفحاء، في وقت لا تزال فيه بعض المدن السعودية والمحافظات تعاني من توقف الرحلات الجوية من وإلى العاصمة الرياض، وهو ما بات يؤثر سلبا ويؤرق أهالي بعض تلك المحافظات.

وكانت شركة النقل الوحيدة في مطار رفحاء قد أوقفت رحلاتها منذ غرة يونيو (حزيران) الماضي. ويخدم مطار محافظة رفحاء الذي افتتح عام 1962، قرابة 27 قرية من تلك القريبة من المحافظة.

وكانت «الخطوط السعودية» قد أوقفت خط سيرها اليومي من وإلى مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض، بعد أن تم تقسيم محطات إلزامية بين شركات خطوط النقل الجوي منذ سنوات، إلا أن شركة «ناس»، وهي المعنية بالخط الواصل إلى رفحاء، أوقفت رحلاتها من بعض المحطات لعدم جدواها الاقتصادية.

وأسهم التوقف بشكل كبير في تأثر المحافظة من الناحية الصحية والاقتصادية والتعليمية، بالإضافة إلى الجانب السياحي، لا سيما أن رفحاء تقع على طريق دولي يربط دول مجلس التعاون الخليجي بدول بلاد الشام وتركيا، مرورا بالسعودية عبر خط دولي، هو الأطول من حيث عدد الدول التي يقطعها.