التربية والتعليم تعكف على استحداث 292 روضة أطفال.. ودعمها بـ800 معلمة جديدة

اشترطت التوزيع بحسب الكثافة السكانية لإنشاء رياض أطفال جديدة

التطور السريع في إعداد معلمات رياض الأطفال يساعد في تنمية العنصر البشري
TT

تعكف وزارة التربية والتعليم في السعودية على العمل على خطة للتوسع في افتتاح رياض الأطفال في 41 منطقة ومحافظة تعليمية تابعة للوزارة، وسط تأكيدات على حاجة الساحة التعليمية في العام الدراسي القادم لـ762 روضة في عدد من المدن السعودية.

يأتي ذلك في وقت أشار فيه مؤشر الفرق بين الاحتياج والعدد القائم، بين السلبي والإيجابي نسبة لأعداد طلاب المرحلة الابتدائية في كل إدارة تعليمية، لتصل حسب الخطة إلى 844 روضة أطفال منها 292 روضة محدثة.

وتشير الدراسات البحثية، إلى أن رياض الأطفال مرحلة متميزة لنمو الطفل، حينما يكون أكثر قابلية للتغير والتأقلم النفسي والبيئي، لذلك أجمع علماء النفس والتربية على وصف الطفولة المبكرة بـ«المرحلة الحرجة»، لما لها من تأثير بالغ في تشكيل شخصية الطفل وتنمية قدراته واستعداده للتعلم، فهي مرحلة تكوين الضمير والخروج من المركزية الذاتية، وبداية نمو الشعور بالمسؤولية وحقوق الآخرين.

وتشير إلى أنها مرحلة تشكيل القيم الأخلاقية والاجتماعية، مثل الاستقلال الذاتي وحب العمل والإنجاز والتعاون واحترام النظام، وهي أيضا مرحلة التأسيس الأولى للغة، وذلك لما توفره هذه البيئة التعليمية من ممارسات وأنشطة لغوية تزيد من حصيلة الطفل من المفردات والتراكيب والاستخدامات اللغوية، كما أن هذه المرحلة هي أسرع فترة لنمو العقل، حيث إن خلايا عقل الإنسان البالغ تستكمل نموها التكويني أثناء هذه الفترة، وإن الأساس المنطقي لأكثر المفاهيم الرياضية والعلمية يبدأ تشكيله أثناء هذه الفترة أيضا.

الدراسات الطولية المقارنة أثبتت أن الطلاب الذين التحقوا ببرامج رياض الأطفال تفوقوا على أقرانهم الذين لم يلتحقوا برياض الأطفال في اختبارات الذكاء، فكان من أهم أهداف رياض الأطفال في السعودية، صيانة فطرة الطفل ورعاية نموه الخلقي والعقلي والجسمي، في ظروف طبيعية سوية لجو الأسرة، متجاوبة مع مقتضيات الإسلام، وتكوين الاتجاه الديني القائم على التوحيد، المطابق للفطرة، وأخذ الطفل بآداب السلوك، وتيسير امتصاصه الفضائل الإسلامية والاتجاهات الصالحة، بوجود أسوة حسنة وقدوة محببة أمام الطفل، وإيلاف الطفل للجو المدرسي، وتهيئته للحياة المدرسية، أو نقله برفق من «الذاتية المركزية» إلى الحياة الاجتماعية المشتركة مع أترابه، وتزويده بثروة من التعابير الصحيحة والأساسيات الميسرة والمعلومات المناسبة لسنه والمتصلة بما يحيط به.

فضلا عن تدريب الطفل على المهارات الحركية وتعويده العادات الصحيحة، وتربية حواسه وتمرينه على حسن استخدامها، وتشجيع نشاطه الابتكاري، وتعهد ذوقه الجمالي، وإتاحة الفرصة أمام حيويته للانطلاق الموجه، والوفاء بحاجات الطفولة وإسعاد الطفل وتهذيبه في غير تدليل ولا إرهاق، والتيقظ لحماية الأطفال من الأخطار، وعلاج بوادر السلوك غير السوي لديهم، وحسن المواجهة لمشكلات الطفولة.

وقبل ثماني سنوات وبناء على القرار السامي، وتحقيقا لمقتضيات مصلحة العمل ولتفعيل دور هذه المرحلة ووظيفتها، فقد صدر قرار نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2003 القاضي برفع مستوى رياض الأطفال إلى أمانة عامة وتعديل مسماها إلى «الأمانة العامة لرياض الأطفال» وربطها مباشرة بوكيل الشؤون التعليمية الذي يهدف للعمل على تأسيس البنية اللازمة لانتشار رياض الأطفال والتوسع فيها وتحسين جودتها بما يحقق قرار مجلس الوزراء المتضمن تحويل رياض الأطفال لمرحلة مستقلة وفصلها عن مراحل التعليم الأخرى وبالتالي تصبح مهام الأمانة العامة لرياض الأطفال إعداد الخطط والبرامج لمرحلة رياض الأطفال والإشراف على تنفيذها ومتابعتها وتقويمها والمشاركة في إعداد احتياجات رياض الأطفال وما تتطلبه تلك الاحتياجات من برامج ووسائل تعليمية ومبان مناسبة.

وفي السابق كان دور وزارة المعارف تجاه رياض الأطفال في المؤسسات الأهلية الإشراف من الناحية الفنية، والعمل على تشجيعها لتحقيق أهدافها في رعاية الأطفال، والاهتمام بهم وتحقيق حاجاتهم.

في عام 1966، افتتحت الوزارة أول روضة تابعه لها بمدينة الرياض وفي العام التالي افتتحت روضتين في كلا من الدمام والأحساء وفي عام 1980 صدر قرار مجلس الوزراء بأن تكون تبعية رياض الأطفال في المملكة للرئاسة العامة لتعليم البنات وبالتالي تقلص دور وزارة المعارف في هذا المجال.

وبادرت وزارة المعارف بافتتاح مدارس رياض الأطفال في عهد الملك فهد - رحمه الله - وعملت المرأة كمعلمة في هذه الروضات حتى تحقق سعودة جميع وظائف معلمات رياض الأطفال قبل عشرين عاما.

وكانت هناك جهود لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ودور فعال في مجال رياض الأطفال، اتضح ذلك من خلال مراكز الخدمة الاجتماعية إذ يحتوي كل مركز على مجموعة من الوحدات وفي مقدمتها الوحدة الثقافية حيث تقوم بتقديم عدة خدمات للمواطنين، يأتي في طليعتها إنشاء رياض الأطفال، وفصول محو الأمية، وإقامة الندوات والمحاضرات.

كما تشرف وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على الجمعيات الخيرية التي من أهم نشاطاتها رعاية الأمومة والطفولة وإنشاء رياض الأطفال، وتقوم إدارة التعاون التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بالإشراف على رياض الأطفال التابعة للوزارة.

إلى جانب جهود حثيثة لوزارة الدفاع والطيران والحرس الوطني وأخرى للهيئة الملكية، حيث أولى المسؤولون في الإدارة العامة للهيئة الملكية بالجبيل اهتماما كبيرا بتكامل الخدمات التربوية والتعليمية بما في ذلك مرحلة رياض الأطفال، واستشعارا من الهيئة الملكية بأهمية رياض الأطفال ودورها التربوي والتعليمي، فقد أنشأت عشرين روضة موزعة على مختلف أحياء المدينة، بما يتفق وسياسة التخطيط العمراني العام لمدينة الجبيل الصناعية، بحيث توجد روضة أطفال في مركز كل حي، مما يعكس الاهتمام الذي توليه الهيئة الملكية للمرحلة التي تسبق التعليم النظامي، وقد تم تشغيل أول روضة في العام الدراسي 1978 وبلغ عدد الأطفال فيها 62 طفلا وطفلة.

يؤكد الباحث حمدان الغامدي، أن العملية التربوية في رياض الأطفال تهدف إلى تربية وتطوير الطفل وإشباع حاجاته الجسمية والنفسية والاجتماعية والعقلية، وقال «يمثل المنهج المقدم للطفل أهمية بالغة حيث يعتبر همزة الوصل بين المعلمة والطفل لاحتوائه على مجموعة من الخبرات والأنشطة المعرفية (الجانب المعلوماتي للمحتوى) والمهارية (الجانب النفسي حركي للمحتوى)، والانفعالية (الجانب الوجداني للمنهج).

وقال إن ذلك مر بثلاث مراحل، الأولى، كان المنهج المتبع في بداية رياض الأطفال عام 1952، هو المنهج التقليدي الذي يعتمد في محتواه على مجموعة من الكتب والمقررات الدراسية مثل القراءة والكتابة والرياضيات والعلوم، ويعتمد هذا المنهج على مبدأ التلقين والترديد وعدم التفاعل بين المعلمة والأطفال وإتاحة الفرص لهم بممارسة احتياجاتهم من اللهو واللعب بل التركيز على إكساب الطفل مبادئ القراءة والكتابة والعدد، وقد كان الطفل يلعب دور المتلقي بينما تقوم المعلمة بدور الملقن في كل العملية التربوية.

وفي المرحلة الثانية التي بدأت في عام 1975، كان المنهج المتبع (منهج المشروع) الذي لم يختلف كثيرا عن المنهج التقليدي، وخاصة في التركيز على تعليم الطفل مبادئ القراءة والكتابة، علما بأنه قد ظهر جانب الاهتمام بالمهارات الأخرى، التي تمثل مجالات المهارات العلمية والرياضة والاجتماعية.

لكن الاختلاف ظهر في طريقة إيصال هذه المهارات للطفل، وذلك من خلال مرور الطفل على أكثر من غرفة نشاط، وفقا للمهارات المذكورة سابقا، وذلك خلال فترات البرنامج اليومي، وقد كان الطفل يحظى ببعض اللعب والمرح خلال مروره بتلك الغرف، أما المعلمة فكانت هي المحور الأساسي في تحريك العملية التعليمية.

في المرحلة الثالثة، التي كانت البداية لها في 1981 عندما بدأ تنفيذ المنهج المطور (منهج التعلم الذاتي) والذي يعتبر مشروعا تربويا رائدا ومتميزا على أكثر من صعيد حيث تكاثفت فيه جهود رسمية وهي الرئاسة العامة لتعليم البنات، وجهود منظمة إقليمية (برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية)، ومنظمة دولية (منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، اليونسكو).

وقد بني هذا المنهج على أسس علمية، روعي فيه محيط الطفل العربي المسلم، ومر بمراحل متعددة، معتمدا على التجارب الميدانية في ثلاث مناطق بالمملكة، وعلى القياس العلمي المقنن، بالإضافة إلى استطلاع آراء نخبة من التربويين والتربويات داخل البلاد وخارجها، فهو بذلك يعتبر مصدرا متكاملا وشاملا لمعلمات رياض الأطفال في المملكة وللمتدربات في هذا الحقل العلمي، لاحتوائه على معلومات فنيه متعددة، روعي فيها خصائص نمو هذه المرحلة واحتياجاتهم.

ومن أهداف تجويد وتحسين مستوى رياض الأطفال، إعداد معلمة مؤهلة ومدربة تتمكن من إعداد بيئة تربوية فعالة، وللأسف فإن برامج التدريب الميداني الخاصة بمعلمة الروضة في الكثير من الدول العربية غير كافية ولا تفي بالغرض، وقد بدأ الاهتمام في السعودية بتدريب معلمة الروضة في عام 1986، حيث قامت الرئاسة العامة لتعليم البنات حين ذاك، بالتعاون مع برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية ومنظمة اليونسكو بالبدء بمشروع لتطوير أداء معلمة رياض الأطفال.

وتكمن أهمية هذا المشروع في أنه يتضمن دليلا للمعلمة ومجموعة من الوحدات للمنهج التطبيقي، أما دليل المعلمة فهو عبارة عن مرجع لها، والمنهج التطبيقي يشمل عشر وحدات تعليمية تصف النشاطات التطبيقية. وهذه الوحدات التعليمية قسمت إلى قسمين، خمس منها وحدات تعليمية مفصلة وخمس وحدات موجزة.

وواكب إعداد المنهج تأسيس مركز لتدريب المعلمات، ويشتمل كل مركز على روضة أطفال، تلاه إنشاء بقية المراكز، ويهدف المشروع إلى تطوير أداء الكوادر الوطنية إلى درجة عالية من الإتقان بحيث تستطيع بعدها تدريب غيرها على العمل مع الأطفال على أيدي خبيرات في مجال الطفولة لفترة تزيد على سنتين، وإعداد برنامج لتدريب المعلمات في أثناء الخدمة على كيفية تطبيق منهج الوحدات لرياض الأطفال التعليم الذاتي، ثم تم إلحاق روضة أطفال بكل مركز من مراكز التدريب، وذلك لتوفير المراقبة العلمية، حيث تتم عملية المراقبة من غرفة خاصة مجهزة بتقنيات مرئية ومكبر صوت، تمكن المدربات من رؤية العملية التعليمية خلال تفاعل الأطفال مع المعلمة أو بعضهم مع بعض، أو مع الأدوات والألعاب المتوافرة في البيئة الصفية، وتستغرق فترة التدريب 8 أسابيع بواقع 4 ساعات يوميا تمنح المتدربة بعدها شهادة.

وتتعدد أساليب التدريب في مراكز تدريب معلمات رياض الأطفال على النحو التالي: المحاضرة والمناقشة وتشمل المبادئ التربوية للمنهج، المراقبة العلمية العمل في مجموعات صغيرة يتم خلالها تقسيم المتدربات إلى مجموعات صغيرة تكون مسؤولة عن أداء مهمة تحليل موقف، تحضير نشاط ولعب الأدوار يتم فيه اقتراح موقف تعلمي أو سلوكي وتقوم المتدربات بلعبها طفل، معلمة أم وتدون باقي المتدربات ملاحظاتهن بهدف التحليل والنقاش والتقويم ومن خلال الدورات التدريبية التي تقدمها مراكز التدرب للمعلمات في أثناء الخدمة طرأ تطور ملحوظ على رياض الأطفال كمنهج وفلسفة وأسلوب عمل.

وتتطلع الوزارة لاستحداث 292 روضة أطفال بنسبة تصل 53 في المائة من مجموع الروضات الحالي (552 روضة)، التي تعتبر أعلى مما تم تحقيقه خلال العشرين سنة الماضية، وتتكون من 220 روضة بجميع إدارات التربية والتعليم، بنسبة تصل إلى 40 في المائة، من المجموع الحالي 552 روضة.

وأقر في اجتماع التوسع برياض الأطفال الذي رأسته نائب الوزير لشؤون البنات في 26 أبريل (نيسان) 2010، عدد 37 روضة، اعتمدت في احتياج العام القادم، من الإدارة العامة للتخطيط المدرسي 35 روضة، سيتم افتتاحها بإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض، بالاستفادة من وجود فائض في المتخصصات في رياض الأطفال، وزيادة عدد الأطفال (الطاقة الاستيعابية) إلى 21024 طفلا تقريبا، بنسبة 4.1 في المائة من عدد الأطفال من الفئة العمرية (3 - 6) لتصبح أعداد الملتحقين بالروضات 54، 24 طفلا، بنسبة تصل إلى 3.6 في المائة، من عدد الأطفال في الفئة العمرية (3 - 6) في المملكة.

كما أقر توظيف عدد 3 آلاف معلمة في رياض الأطفال للعام الدراسي القادم، يتكون من توظيف عدد 2200 من الخريجات المتخصصات في رياض الأطفال، أقرت بالاجتماع الخاص بالتوسع لرياض الأطفال الذي رأسته نائب الوزير لشؤون البنات نورة الفائز في أبريل من العام الجاري، على أن يكون عدد المعلمات 800 معلمة لرياض الأطفال، تم احتسابهن لسد احتياج رياض الأطفال المحدثة للعام الدراسي القادم، بالإضافة إلى 215 معلمة متخصصة في رياض الأطفال بإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض فائضة عن الاحتياج فيها، ليصبح مجموع المعلمات اللاتي سيعملن في رياض الأطفال للعام الدراسي القادم 3215 معلمة.

وتشير إحصاءات وزارة التربية والتعليم إلى أن أعداد رياض الأطفال الحالية تبلغ 552 روضة موزعة على 41 إدارة تربية وتعليم بنات، وأن أعداد المعلمات في رياض الأطفال الحالية يبلغ 4908 معلمات فيما تبلغ أعداد الفصول في رياض الأطفال الحالية 17417 فصلا.

وتشترط الوزارة لافتتاح رياض الأطفال أن يكون موقعها في الدور الأرضي من المباني، ولا يجوز بحال من الأحوال وضعها في الدور الأول، وما فوقه، حفاظا على سلامة الأطفال، وأن تكون مرافق المبنى ومنافعه مناسبة لأعمار الأطفال من 3 - 6 سنوات، حسب خصائص النمو العمرية، وأن يكون للمبنى مدخل خاص بالروضة، ويشتمل على جميع المرافق الخاصة المعتمدة في الإدارة العامة لرياض الأطفال، ولا يجوز نقل روضة من موقع (مدينة، قرية، هجرة) إلى آخر لم تفتتح فيه روضة، إلا بعد موافقة وكالة الوزارة للشؤون المدرسية (التخطيط المدرسي)، ومجلس المنطقة على ذلك.

كما تلزم عند تقلص عدد الأطفال إلى عشرة، بإشعار وكالة الوزارة للشؤون المدرسية (التخطيط المدرسي) بذلك لدراسة ضم الروضة، وإذا كان مبنى الروضة تبرعا أو هبة أو هدية من المواطنين فيستحسن أن يقدم ذلك عن طريق مجلس المنطقة، ويلزم نقل ملكيته إلى وزارة التربية والتعليم بعد الموافقة على إحداث الروضة، وقبل صدور قرار افتتاحها، ويمكن أن تفتح الروضة المحدثة بميزانية ثلاثة فصول، ولا تفتح الروضة المحدثة إلا بعد استعداد الإدارة بتأمين جميع مستلزماتها من الأثاث وخلافه، وتسديد احتياجها من المعلمات والإداريات والمستخدمات.

أما المواقع التي توجد بها رياض أطفال قائمة، فإن الوزارة تشترط أن تطبق عليها الشروط والضوابط العامة وأن يوجد عند افتتاح الروضة عدد 40 طفلا فأكثر من سن 3 - 6 سنوات، وأن يراعى التوزيع المناسب لرياض الأطفال بحسب الكثافة السكانية في الأحياء.

وقد جاءت الشروط والضوابط لافتتاح رياض الأطفال في المواقع التي لا يوجد بها رياض أطفال قائمة على أن تطبق عليها الشروط والضوابط العامة، بضرورة أن تكون في الموقع مدرسة ابتدائية قائمة، وأن تؤخذ موافقة مجلس المنطقة على افتتاحها، ويترك لمدير التعليم بالمنطقة أو المحافظة تحديد مكانها، وعلى ألا تقل المسافة بين الموقع المراد افتتاح روضة محدثة فيه وأقرب روضة قائمة عشرين كيلومترا معبدة أو نصف المسافة صحراوي أو ثلاثة كيلومترات وعرة لأعداد الأطفال الملتحقين من 20 - 29 طفلا أعمارهم ما بين 3 - 6 سنوات وعشرة كيلومترات معبدة وخمسة كيلومترات صحراوية وكيلو ونصف وعر إذا توفر من 30 - 39 طفلا فيما تلغى المسافات إذا توفر أربعون طفلا.

وترى الوزارة أن المتطلبات اللازمة لتطبيق خطة التوسع تتمثل في توفير عدد 3215 معلمة رياض أطفال، يتكون من 2200 وظيفة على عقد سنوي، بالإضافة إلى عدد 800 معلمة لرياض الأطفال تم احتسابهن ضمن احتياج رياض الأطفال للعام الدراسي القادم، و215 معلمة متخصصة في رياض الأطفال بإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض فائضة عن الاحتياج فيها.

وتوفير 292 روضة في مبنى مستقل أو مبنى ملحق بمدرسة ابتدائية، أو إعطاء مديري التربية والتعليم صلاحية استئجار مبنى مستقل للروضات المحدثة تتكون من 220 روضة بجميع إدارات التربية والتعليم، و37 روضة اعتمدت في احتياج العام القادم، و35 روضة سيتم افتتاحها بإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض بالاستفادة من وجود فائض من المتخصصات في رياض الأطفال مبلغ مالي 170 مليون ريال لإحداث الروضات الإضافية و220 روضة التي تم إضافتها للاحتياج المعتمد في الاجتماع الذي رأسته نائب الوزير لشؤون البنات، بحيث تكلف كل روضة مبلغ قدره 585 ألف ريال للروضة الواحدة، تتوزع على قيمة إيجار مبنى، وقيمة تجهيزات خاصة لكل روضة محدثة، بما يتناسب مع الشروط والمواصفات المناسبة للمرحلة.

إضافة إلى قيمة عقود معلمات متخصصات برياض الأطفال إضافية كراتب شهري، وصرف ما تم اعتماده من تجهيزات ومباني 37 روضة محدثة، تضم 37 مبنى وتجهيزاتها، وتعيين معلمات رياض أطفال بعدد 800 وظيفة، تم احتسابها في احتياج رياض الأطفال للعام القادم، ومتابعة وتقويم تنفيذ خطة التوسع الحالية وحل الصعوبات والعقبات التي تواجه تنفيذها، وقد حددت الوزارة خطة زمنية للتوسع في رياض الأطفال تبدأ من مايو (أيار) من العام الجاري، وتنتهي في سبتمبر (أيلول)، بعد أن تقوم كل جهة بما يخصها من الخطة تمهيدا لافتتاح الروضات المحدثة التي اعتبرها المواطنون نقلة نوعية في نشر روضات الأطفال في السعودية.

سعدية عبد الله الغامدي مديرة رياض الأطفال بتعليم منطقة الباحة نوهت لـ«الشرق الأوسط» بتوجيهات نوره الفائز نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات ومتابعة مديرة عام رياض الأطفال بالوزارة لتفعيل قرار التوسع وخطة وآلية التنفيذ.

وقالت: «كانت منطقة الباحة بحكم أن مساحتها الجغرافية مترامية الأطراف بحاجة لهذا التوسع في رياض الأطفال، إذ كان لا يوجد بها سوى سبع رياض أطفال تتركز في قطاعات معينة ولبعد المسافات بين هذه الرياض وارتباط أولياء الأمور بوظائفهم كانت معاناة لالتحاق الأطفال بها فضلا عن أن القبول كان مقتصرا على أطفال منسوبات التعليم ومن في حكمهن لعدم الاستيعاب لغيرهم من أطفال العامة».

عبد الله محمد مخايش عميد كلية التربية بجامعة الباحة يؤكد بقوله لـ«الشرق الأوسط» إنه «نظرا للانفجار المعرفي والسكاني وخصوصا ممن هم في سن الطفولة فقد أصبح الاهتمام بالطفولة عموما ومرحلة رياض الأطفال خصوصا من أولويات العمل التربوي في مجال إعداد الكوادر البشرية المتخصصة للنهوض بالعملية التربوية والتعليمية وذلك لضمان مستقبل مشرق لأطفالنا حيث إن هذا التطور السريع في إعداد معلمة لرياض الأطفال من شأنه أن ينمو بمستوى تفكير ومهارات أطفالنا من أجل تنمية العنصر البشرى الذي يعد دعامة أساسية في بناء مجتمعنا».

وأضاف: «لذا يسعى قسم رياض الأطفال في كلية التربية بجامعة الباحة إلى إعداد متميز ومتطور لمعلمة رياض الأطفال وإجراء بحوث تخدم المجتمع وتنمية البيئة اعتمادا على برامج معتمدة ذات جودة عالية ؛ حيث يقوم قسم رياض الأطفال في كلية التربية بجامعة الباحة بإعداد معلمة متميزة في النواحي المعرفية والمهارية والمهنية تتسم بالتفكير الإبداعي ومهارات التواصل لتحقيق التنمية المتكاملة لطفل الروضة من خلال برنامج متميز مما يتيح فرص التعلم الذاتي والبحث العلمي وخدمة المجتمع مما يؤهلهن للمنافسة المحلية والإقليمية والعالمية».

وقال إن من أهم ما يهدف إليه قسم رياض الأطفال إعداد الكوادر البشرية من طالبات المرحلة الجامعية تربويا ومهنيا ليصبحن معلمات رياض أطفال ذوات كفاءة خاصة في مجال تربية الطفل والنهوض بمستوى الطفولة المبكرة مما يحقق الارتقاء بمستوى الفرد ونمو شخصيته وإعداد معلمة رياض أطفال للعمل مع الأطفال العاديين وغير العاديين.