للسنة الأولى، يدخل الموقع الشهير «فيس بوك» كشريك فعلي في عمليات القبول الجامعي بالسعودية، بعد أن تسابقت عدة جامعات سعودية مؤخرا على تسجيل حضورها الرسمي في «فيس بوك»، بهدف التواصل مع المتقدمين بأحدث أخبار واشتراطات القبول، ومعرفة المشكلات التي تواجه خريجي الثانوية العامة الراغبين في التقدم للجامعة، لينافس الموقع الاجتماعي الشهير في ذلك الصحف اليومية ووسائل الإعلام التقليدية الأخرى.
يوضح الدكتور أحمد الكويتي، المشرف العام على إدارة العلاقات العامة والإعلام بجامعة الدمام، أن إيجاد صفحة رسمية للجامعة في «فيس بوك» أسهم في جعل عمليتي القبول والتسجيل أكثر سلاسة من قبل، مضيفا: «هذه هي لغة العصر الآن، ولا بد أن نكون قريبين من طلابنا وطالباتنا، حتى نعرف همومهم واللغة التي يتحدثون بها، فلا يمكن أن نتعامل معهم بعيدا عن أدوات العصر؛ مثل (فيس بوك) و(تويتر) و(فليكر) وغيرها، خصوصا أننا نتعامل مع طلاب أعمارهم تتراوح ما بين 18 إلى 23 سنة، وهي الشريحة الأكبر من مرتادي هذه المواقع».
وبسؤال الكويتي إن كان «فيس بوك» قد أسعف الجامعة أثناء تعطل الموقع الإلكتروني خلال فترة التسجيل، الناتج عن الازدحام الشديد من قبل المتقدمين لموقع الجامعة، أجاب بالقول: «ليست قضية إسعاف، بل الأهم هو انتشار المعلومة»، مؤكدا حرصهم على طرق أبواب الإعلام الجديد، جنبا إلى جنب مع الإعلام التقليدي، بينما اعتبر غياب بعض الدوائر الحكومية والجامعات عن «فيس بوك» خسارة، لأنه يمثل ابتعادا عن فئة الجيل الجديد، بحسب قوله.
وتابع الكويتي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «وجدنا أن الأبناء لديهم معلومات أكثر من آبائهم بسبب تواصلهم معنا بالـ(فيس بوك) و(تويتر) أو عبر الصحف الإلكترونية»، وعن الفائدة المرجوة من ذلك يقول: «تلمسنا كثيرا من احتياجاتهم ومن فكرهم، ووجدنا حتى القرارات الاستراتيجية المهمة تنبع منهم من مبدأ الحاجة والتنوير، وهذا منبر رائع للطالب لكي يقول كلمته، وحتى نرفع من اللغة التي نتخاطب بها، ونعرض مشكلاتنا واحتياجاتنا، ونتبادل المعلومة والمعرفة».
ولجامعة الملك عبد العزيز بجدة أيضا تجربة لافتة في هذا الشأن، من خلال التواجد الرسمي لعمادة القبول والتسجيل بالجامعة على موقع «فيس بوك»، عبر مجموعة يشرف عليها عميد القبول والتسجيل بجامعة الملك عبد العزيز، الدكتور عبد الفتاح مشاط، وتضم أكثر من 1600 عضو، وتتضمن رسالتها «حل مشكلات الطلاب والطالبات، والتفاعل مع الإداريين والإداريات بالعمادة لتحسين الخدمة المقدمة»، بينما يركز حضور العمادة على إعلام المتقدمين للجامعة بأحدث أخبار القبول، والتسجيل للعام الدراسي الجديد.
أما بالنسبة لجامعة الملك فيصل بالأحساء، فقد انهالت استفسارات القبول على موقع «فيس بوك»، ولا يمكن إغفال حضور جامعة أم القرى بمكة المكرمة على موقع «فيس بوك»، من خلال الصفحة التي تضم قرابة الـ3 آلاف عضو من مرتادي الموقع، يتم التواصل معهم خلالها بأحدث أخبار وإعلانات القبول الجامعي.