أعلنت الجمعية الفلكية في جدة اقتراب كوكب المريخ من زحل في ظاهرة فلكية تعرف «بالاقتران» يمكن مشاهدتها بالعين المجردة في سماء السعودية وبقية أنحاء الأرض، التي بدأت عقب غروب شمس أمس الأحد 1 أغسطس (آب) وتستمر ثمانية أيام.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية في جدة أن الاقترانات بشكل عام يمكن مشاهدتها قبل شروق الشمس وبعد غروبها، وأردف: «بالنسبة للاقتران الحالي، فهو مشاهد عقب غروب الشمس في الأفق الغربي، ويستمر إلى غروب الكواكب جمعيا من أفق كل منطقة، ولكن الاقتران الحالي يجمع المريخ بزحل، وبعد ثمانية أيام سوف ينضم إليهما كوكب الزهرة، وفي الثالث من رمضان سوف ينضم إليهم هلال القمر، ليكونوا مثلثا سماويا فائق الجمال».
وبين المهندس أبو زاهرة أنه من الممكن مشاهدة هذه الظاهرة في سماء المملكة ودول الخليج العربي والمنطقة العربية وباقي أنحاء العالم، ويمكن مشاهدتها بالعين المجردة من دون الحاجة إلى الاستعانة بأي تجهيزات، لا سيما أن ظاهرة اقتران القمر مع أحد الكواكب أو النجوم تحدث بشكل مستمر، وأن القضية تعتمد على موقع الأرض في مدارها ومواقع الكواكب الأخرى في مدارها أيضا.
وأوضحت الجمعية الفلكية في جدة أنه من الممكن معرفة موقع كوكبي المريخ وزحل من خلال استخدام كوكب الزهرة كنقطة بحث، فالزهرة أول جرم سماوي يظهر في الأفق الغربي ببريقه الأبيض المتألق البالغ «- 4.3 ماغ» عقب غروب الشمس وقبل أن تتحول السماء إلى الظلمة، وإلى أعلى يسار الزهرة سيظهر للراصد كوكب زحل بلونه الذهبي، وإلى أسفله المريخ الذي سيعبر بنحو درجة جنوب زحل، وهذان الكوكبان سيكون بريقهما أقل من بريق ولمعان الزهرة.
ويوم الأحد 27 شعبان يلحق بهم كوكب الزهرة حيث سيكون أسفلهم بمقدار 3 درجات تقريبا، وهذه الكواكب الثلاثة سوف تشكل ما يعرف باسم «مجموعة ثلاثية» فعندما تقوم ثلاثة كواكب بالتجمع في دائرة قطرها أقل من 5 درجات تعرف بالمجموعة الثلاثية.
ويتغير شكل المثلث مع مرور الأيام وإلى عقب غروب شمس يوم الجمعة الثالث من رمضان حسب تقويم أم القرى، الذي يعتبر المعيار الرسمي للسعودية في رصد الظواهر الطبيعية، وسوف يتشكل مثلث سماوي مميز مكون من الزهرة والمريخ وزحل، إضافة إلى هلال القمر حيث يمكن رصده بسهولة من خلال العين المجردة.
وبالعودة إلى رئيس الجمعية الفلكية في جدة، أكد أنه لا يوجد لهذه الظاهرة أي تأثير على كوكب الأرض، كونها ظاهرة فلكية طبيعية جدا، وقال: «نحن نشاهد الكواكب في وضعية الاقتران أو اقترابها من بعضها بعضا فقط من على سطح الأرض (ظاهريا) أما في حقيقتها فالأمر ليس كذلك».