الطائف: توقعات بارتفاع عدد السياح إلى 3 ملايين بنسبة 50% عن العام الماضي

نحو 5 آلاف فندق ومنتجع وشقة تسجل حجوزات.. والإشغالات وصلت إلى 95%

TT

توقعت مصادر رسمية أن يبلغ عدد زوار الطائف في صيف هذا العام نحو 3 ملايين سائح بزيادة تفوق 50 في المائة عن العام الماضي، وذلك نتيجة للأجواء الجميلة التي تعيشها مدينة الورد يدعمها شدة الحر في بقية المدن السعودية. وسط تأكيدات رسمية أن يومي الخميس والجمعة الماضية قدرت نسبة الحجوزات في نحو 5 آلاف منتجع وفندق وشقة مفروشة بأكثر من 95 في المائة.

وأوضح طارق محمد خان، نائب المدير التنفيذي لجهاز السياحة في الطائف، أنه يتوقع أن يبلغ عدد المصطافين لهذا العام 3 ملايين، مشيرا إلى أن عدد سياح العام الماضي بلغ مليونين، مرجعا ذلك لما تتميز به الطائف من أمطار وتنوع في المهرجانات والفعاليات المختلفة والمنتزهات.

من جهته، أكد محمد سعد الثبيتي، نائب الأمين العام للجنة السياحة بالطائف، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الغربية مثل مكة وجدة وبعض المناطق دفع بالسياح إلى الطائف، لما تتميز به من هطول أمطار ساعدت في برودة الجو».

وأضاف: «لوحظ زيادة الزوار عن السنوات الماضية، وإقبال على المهرجانات التي أعدتها الطائف». مشيرا إلى أنه من أهم الفعاليات مهرجان صيف الطائف الذي تنطلق فعالياته في مدينة الملك فهد الرياضية بالحوية.

في حين يشير أحمد الجعيد، رئيس الباحثين في سياحة الطائف، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن نسبة الحجوزات بلغت 95 في المائة يومي الأربعاء والخميس الماضي، مشيرا إلى أنه بلغ عدد الفنادق 24 فندقا و54 وحدة سكنية وأكثر من خمسة آلاف منتجع سياحي وغرف واستراحات ووحدات أخرى.

إلى ذلك، يتضمن البرنامج، الذي ينفذ في المنتزهات والحدائق والمراكز السياحية وقرية المهرجان والجمعيات الخيرية النسائية، بحسب محمد الثبيتي، على مدى ستة أسابيع مسابقات في حفظ القرآن الكريم وعروض الألعاب النارية والعروض المسرحية وعروض الفنون الشعبية ومسابقات الأطفال والأمسيات الشعرية ومسابقات تلي ماتش ومسابقات الرسوم واللوحات الفنية.

كما يشتمل البرنامج على مسابقات ثقافية وأدبية ومعارض الزواحف والمحنطات وعروض المسرحيات الكرتونية ومهرجان المتفوقين ومهرجان التوائم وبازارات شعبية وبرامج ثقافية للأسرة وعروض الدلافين والعروض البهلوانية ومعارض التصوير الفوتوغرافي ومهرجان التسوق وغيرها من الفعاليات الترفيهية المتنوعة.

وتقع مدينة الطائف على المنحدرات الشرقية لجبال السروات على ارتفاع 1700م فوق سطح البحر , ويزداد الارتفاع كلما اتجهنا إلى الغرب والجنوب ليصل إلى 2500م , وتقع بين خطي عرض 20 - 22 درجة شمالا , وخطي طول 40 - 42 ويربطها بمكة المكرمة التي تبعد عنها بـ68 كم طريقان الأول عبر جبال كرا , وطوله 68 كم، والآخر عن طريق السيل الكبير ويبلغ طوله 90 كم تقريبا. ويتميز موقع الطائف بأنه ملتقى للطرق الرئيسية القادمة من الجنوب والشمال والشرق والغرب.

وكانت مدينة الورد قد تهيأت منذ وقت مبكر لاستقبال زوارها وقاطنيها على حد سواء باعتبارها ملجأ لهم من حرارة الصحراء وتعطيهم كثيرا من البهجة وجمالا طبيعيا لا مثيل له، وتتلألأ هذه المدينة القديمة كالجوهرة تحت هواء الجبل النقي، إذ كانت وما زالت المصيف المميز لجميع مرتاديها.

وتتوسط مدينة الطائف قمة جبل غزوان، وظلت تمثل الوجهة السياحية في المملكة العربية السعودية منذ زمن بعيد، حيث تشكل مصيفا لمنطقة الحجاز، وخصوصا سكان مكة المكرمة الذين يقصدونها هربا من حرارة الصيف، وللتمتع بالطبيعة الخلابة والطقس البارد المعتدل صيفا.

واختلفت الروايات على تسمية الطائف، فمنهم من يقول إن جبريل عليه السلام طاف منها حول الكعبة المشرفة، ومنهم من يقول إنها سميت تيمنا بالسور المبني حولها على شكل دائرة يطوف على الطائف وله أربعة أبواب.

وتحتضن الطائف جملة من أهم معالم التراث العمراني القديم بمدينة الطائف، فهي تمتاز بنسيج عمراني مستمد من فنون العمارة الحجازية القديمة وفن العمارة الروماني القديم، حيث لا يزال جزء صغير من سور الطائف القديم قائما حتى الآن، بعد أن أزيل السور في العهد السعودي لعدم الحاجة إليه، بسبب استتباب الأمن والتوسع العمراني.

ولعل أشهر بيوت الطائف قصر شبرا الذي يضم حاليا المتحف الوطني، وقد تم الانتهاء من بناء القصر عام 1907 بعد أن استغرقت عمليات البناء ثلاث سنوات، وسكنه الملك عبد العزيز واتخذه الملك فيصل مقرا لرئاسة مجلس الوزراء في فصل الصيف، كما استخدم مقرا لوزارة الدفاع والطيران، وتم ترميمه ليتحول أخيرا إلى واحد من أهم المتاحف في السعودية.

ويجد عشاق الآثار ضالتهم في مدينة الطائف بآثارها التي ظلت شاهدا حيا ومنارة يختلج في ذاتها عبق الماضي بتجلياته من المساجد والسدود والنقوش الأثرية الضاربة بعمق في الماضي، حيث تحتوي على 70 سدا أثريا عمرها أكثر من 1000 عام.

والطائف مدينة سياحية ثرية بالآثار كما يقول محافظها فهد بن عبد العزيز بن معمر رئيس مجلس التنمية السياحية، ويعزو ذلك إلى كونها إحدى أقدم المستوطنات البشرية في جزيرة العرب، ويمكن العثور بسهولة على الكثير من الآثار الدالة على عراقة الطائف، فهناك طريق الجمالة الحجري القديم، ويعود تاريخ بنائه إلى أكثر من قرن كامل حسب المصادر التاريخية، وهو طريق حجري ينحدر من قمم الطائف الجبلية الشاهقة صوب تهامة وصولا إلى كرا، وقد تم تجديد الطريق أكثر من مرة.

إلى ذلك، قامت لجنة التنشيط السياحي بترميمه ليكون مقوما جاذبا سياحيا إضافيا للطائف، وهناك أيضا طرق تربط السراة بتهامة، ويعود تاريخ إنشائها إلى فترات زمنية متباينة، إلا أنها لم تنل من الشهرة والاهتمام ما ناله هذا الطريق.

وتحتضن الطائف متحفا وطنيا يقع على الجانب الأيمن لطريق الجنوب بحي أم السباع، وهو من أحدث المتاحف بالطائف، ويضم الكثير من المقتنيات الأثرية القديمة، ومنها الأسلحة والنقود والمنتجات التراثية المختلفة، ويضاف إلى هذه المتاحف الكثير من المتاحف الشخصية.

وتتكامل مقومات السياحة بهذه المدينة الوادعة، فهناك المئات من دور الإيواء السياحي وعشرات المطاعم العائلية والأسواق ومدن الألعاب والمواقع الترفيهية، بالإضافة إلى شبكة متطورة للطرق الداخلية والخارجية.

ولا تكتفي الطائف بذلك، ففي غربها يقع مركز الهدا السياحي، الذي يحتضن مزارع الورد التي تمتد على مساحات شاسعة، بالإضافة إلى سلسلة من الحدائق والمتنزهات، ومنها حديقة الملك فهد وحديقة الشلال وحديقة مسرة وحديقة البعيجان وحديقة الجبل الأخضر وحديقة النقبة الحمراء.

وهناك متنزه الردف في الضاحية الجنوبية من الطائف الذي يشتهر بمناظرة الخلابة، ويعتلي المتنزه تلة كبيرة أخاذة تحتوي على الكثير من الصخور الملساء من جراء العوامل الجوية، ويحتوي متنزه الردف على حديقة حيوانات كاملة تقع على مساحة 85 ألف متر مربع وتحتوي على فيلة وأسود ونمور يستمتع بها الكبار والصغار على حد سواء.

وباتجاه الجنوب وعلى مسافة 25 كيلومترا، يقع مركز الشفا السياحي الذي يتميز بغابات أشجار العرعر والقمم التي يغطيها الضباب، ومن أشهر مواقع الطائف السياحية متنزه وادي عرضة وحديقة الحدبان وحديقة جبل دكا، وتنتج مزارعها أنواعا شتى من الفواكه الموسمية، كما يتفنن القرويون في إنتاج الجبن والأقط والكثير من الصناعات اليدوية التقليدية.

وتشكل السدود ظاهرة مهمة في الطائف، إذ إنها كانت محط الاهتمام، وخاصة أن بعضها يعود إلى زمن قديم، فقد تم اكتشاف أكثر من 70سدا أثريا في القرى المحيطة بالطائف تعود إلى القرن الأول الهجري.

ولا يمكن المرور على ذكر الطائف سياحيا دون التوقف عند سوق عكاظ التي أعاد أمير منطقة مكة المكرمة نشاطها بشكل كبير مؤخرا، إذ تقع على بعد خمسين كيلومترا إلى الشمال الشرقي من الطائف في سهل منبسط تبرز فيه كثبان رملية وصخور متفرقة تحمل عمقا تاريخيا وأهمية تجارية وثقافية، فعلى هذه الأرض أقيمت سوق عكاظ التاريخية، أشهر أسواق العرب قاطبة، هذا المكان الذي تحول إلى ملتقى لأبرز المفكرين والأدباء والشعراء، وسوق للسلع والبضائع والصناعات المختلفة من جزيرة العرب وفارس والحبشة ومصر والشام، وقد كانت العرب تلتقي فيه عشرين يوما من شهر ذي القعدة قبل الحج، تعرض حوليات الشعراء على الناقدين.