مهرجان العسل والسمن يختتم أعماله في الباحة وينطلق في الطائف

يسلط الضوء على الجهود المبذولة لحفظ السلالات المحلية وطرق الإنتاج

30 عارضا يشاركون في مهرجان الطائف للعسل والسمن («الشرق الأوسط»)
TT

انطلقت أمس في أبها فعاليات أول مهرجان للعسل والسمن في منطقة عسير، يستمر لأربعة أيام، في الوقت الذي اختتمت فيه منطقة الباحة فعاليات مهرجان العسل الدولي أمس الذي نظمته جمعية النحالين التعاونية بالمنطقة بالتعاون مع كرسي بقشان لأبحاث النحل بجامعة الملك سعود وجهاز هيئة السياحة والآثار بالمنطقة على مدى 8 أيام في مقر الساحة الشعبية بمحافظة بلجرشي بحضور علي بن صالح الميموني وكيل محافظة بلجرشي.

وتنوعت الفعاليات التي استهدفت العائلات والأطفال مسابقات وجوائز، إلى جانب الفقرات والفعاليات السياحية والترفيهية والمحاضرات العلمية والمعرفية عن صناعة العسل وإنتاجه وكيفية تربية النحل، في وقت تفنن فيه مسوقو العسل ومزارعه المنتجة بأنواعه في عرض منتجاتهم وشرح فوائده وقيمته الغذائية.

وتخلل الحفل الختامي أول من أمس الكثير من الفعاليات والبرامج المنوعة شملت الألعاب البهلوانية والمسابقات الترفيهية والمسلية وعرضا للدراجات النارية.

على الجانب الآخر، دشنت الهيئة العامة للسياحة والآثار في أبها الواقعة على ارتفاع 2500 متر فوق سطح البحر غرب السعودية مهرجانا بمشاركة 30 عارضا من منتجي وبائعي السمن والعسل.

وأوضح الدكتور محمد قاري السيد المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار في الطائف أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تنظم مهرجان العسل والسمن بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة مثل المحافظة والأمانة وفرع وزارة التجارة بالإضافة إلى الغرفة التجارية الصناعية وجمعية النحالين التعاونية وشركاء الهيئة من المستثمرين في هذا المجال.

ولفت المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار في الطائف إلى أن زوار المهرجان سيتمكنون من مشاهدة الطرق التقليدية لاستخلاص العسل من تجاويف جذوع الأشجار في تحضين الخلايا كما سيطلعون على الجهود المبذولة للحفاظ على السلالات المحلية من النحل بالإضافة إلى الطرق والتقنيات الحديثة في إنتاج العسل.

وتأتي فعاليات مهرجان العسل والسمن في الطائف، ضمن جهود التعريف بهذين المنتَجين اللذين تشتهر بهما المحافظة، ويقام المهرجان في الساحة التي تتوسط محلات بيع العسل والسمن بسوق البلد في المنطقة المركزية ويستمر لمدة 4 أيام.

وأكد مقبول الطلحي، شيخ النحالين في الطائف أن العسل الذي سيدخل المهرجان هو الأصيل فقط، مطمئنا العملاء من جهة أخرى أن المحافظة تحتضن أكبر عدد من النحالين في السعودية، في إشارة إلى استحالة وجود الغش، أمام أعين الخبراء.

وسيتم خلال المهرجان إقامة مزادات مفتوحة في موقع «الحراج» على السمن البري والعسل الطائفي الشهير، وتعريف الزوار بكيفية اكتشاف العسل الأصلي من المغشوش، ويعرض المهرجان العسل الصيفي والعسل الشتوي بأنواعهما، حيث إن النوع الأول (العسل الصيفي) هو الأكثر رواجا، ومنه نوعان، العسل الأبيض، ويستخرج من أعالي الجبال من نبات السحاة والشرمة والطباقة، وهذا الصنف من العسل سعره أغلى من باقي أنواع العسل ويستخدم عادة كعلاج ويقدم أيضا كهدايا ثمينة، أما النوع الآخر فهو العسل الأسمر الذي يستخلص من أشجار المناطق المنخفضة كالسمر والسلم والطلح وسعره أقل من العسل الأبيض، لكنه لا يقل جودة في التداوي وأيضا الطعم.

ويباع العسل في الطائف، عبر دكاكين متناثرة في سوق البلد، الواقعة في المنطقة المركزية وسط المحافظة، كما يباع أيضا، عن طريق العلاقات الشخصية سواء الأصدقاء والأقارب، كما يقول فايز الطلحي وهو رجل أعمال من مدينة الطائف.

لافتا إلى أن الطائف، تحظى بـ3 مواقع رئيسية يتتبعها النحالون وينقلون المناحل إليها باختلاف المواسم، يقول «نتابع أزهار أشجار السدر في جنوب الطائف، والضرم في الشفا، والسمرة شمال المحافظة». مؤكدا أن تربية النحل ليست مهمة صعبة، لكنها مهمة تحتاج إلى صبر وثير، ومتابعة دورية.

ويحسب النحالون أعداد النحل بوزن الخلايا، كما يقول هنا حمد الطلحي وهو متقاعد يملك مناحل، الذي أضاف «نطلق عليها اسم خلية أو (عود) بالعامية، وتزن في بدايتها نحو 1.5 كيلوغرام، فيما تزن 5 كيلوغرامات وقد تزيد، بعد التزاوج، وقد ينبثق عن الخلية الواحدة بعد التكاثر 3 خلايا كحد أقصى. فيما تختلف كمية الإنتاج من خلية لأخرى، وبحسب نوع الزهرة الملقحة». وزاد «يعتمد المزارعون على تكاثر النحل مرة واحدة في السنة، يزيد إلى مرتين كحالة نادرة».