«دلالو التمور» صغار سن امتهنوا «الفكاهة والدعابة» لجلب الزبون

الكثير منهم بات من أصحاب الملايين جراء عمليات الدلالة

TT

بعبارات تشويقية، وأخرى تسويقية، يبدأ دلال التمور يومه العملي في أسواق التمور، المنبثق عن مهرجان بريدة للتمور، الذي يشهد نشاطا غير معهود وعلى كل المستويات، باعتباره موسما خاصا للتمور، يستقطب تجار التمور ومزارعيها، ومورديها الذين يقدمون لمنطقة القصيم من كل حدب وصوب.

منطقة القصيم التي تعيش كرنفالا كبيرا وحركة بيع ضخمة، باتت محل اهتمام بعض من الشباب السعودي، الذي وجد العمل كدلال، أو مسوق لأنواع من التمور، بأجر معين، يتفق عليه مسبقا مع مالك البضاعة التي سيعمل على بيعها.

فمن يسمون بـ«الدلالين» في السعودية، ستجدهم شامخين أعلى السيارات الممتلئة بالتمور بكل أنواعها، فيما ستلفت انتباهك بعض العبارات التي يستخدمونها في تسويقهم للتمور من مسافة بعيدة.

ويعيش الدلالون، الذين لا يتجاوزن في أعمارهم 30 عاما، والبعض منهم يدرس في المراحل الجامعية، هذه الأيام، موسما خاصا بهم، يتعبون من خلاله ويرهقون حناجرهم بالنداء على الزبائن، وهو ما يعتبرونه متعة موسمية بالنسبة لهم، بالإضافة إلى كونها مصدر رزق كبير لأغلبيتهم.

هذه المهنة التي تعتبر غير مألوفة لدى الكثير، باتت مهنة لأصحاب الملايين، فمن الطبيعي أن تشاهد أحدهم يحضر لسوق التمور على متن سيارة، ربما تصل قيمتها لأكثر من نصف مليون ريال، وينزل منها ويصعد سيارة لا تتجاوز قيمتها بضعة آلاف من الريالات لتسويق تمور يراد بيعها.

كثير من الدلالين يحرص على عدم توضيح مداخليه المالية، خصوصا تلك التي تعود بها عمليات بيع التمور التي يعمل دلالا عليها.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يعيش الشاب محمد القربان، ممتهنا هذه المهنة منذ 6 سنوات تقريبا، بعد أن أصبحت هواية محببة بالنسبة له، حيث كان في السابق يقوم بالحراج في سوق الخضار في بريدة، قبل أن ينتقل لسوق التمور، الذي يعتبره في مثل هذه الأيام بيته الثاني، حيث يوجد فيه لساعات طويلة في النهار والمساء، ويقوم من خلالها بالحراج على سيارات التمور في السوق، حيث يتنقل وبسرعة من دون راحة بين السيارات، واحدة تلو الأخرى، لترويج ما لديه من تمور في السيارة الأولى، ومن ثم ينتقل للأخرى، وهكذا، حتى ينتهي يومه العملي. ويؤكد القربان أن تقييم الكميات المراد بيعها قبل صعوده إلى السيارة للحراج، حتى يكون على معرفة بالسعر المتوقع أن تبلغه. وحول أول الأمور التي ينفذها القربان قبل البداية بالحراج، بعد تقييمه للتمر، ومن ثم الصعود إلى السيارة ليكون همه الأول كيفية جمع الناس حوله، وهو الأمر الذي يحتاج صوتا عاليا، وطريقة مميزة.

ويحرص القربان على مداعبة الزبائن أثناء الحراج، مثلا بالكلمات المضحكة، أو المزح بالإشارة لهم باليدين، لخلق أجواء من الألفة بينه وبين المشتري بحدود المعقول، وقيامه ببعض الحركات الملفتة للنظر، وهو ما يراه جالبا للزبائن.

وحول المداخيل المالية للدلال في الحراج، أكد القربان أنهم كدلالين شباب يسعون للدخل المادي، ويؤكد أنه يحضر للسوق لممارسة هواية محببة له، يعشقها ويعتبرها عاملا لإضاعة الوقت بطريقة تجارية، لكن ما يعود إليه من أموال قاده لامتهان الدلالة كمهنة رسمية، تنتظر موسم التمور كثيرا لتحقيق العوائد المالية غير المنتظرة من دون وجود مثل هذا المهرجان السنوي.