جدة: 121 سعودية يدخلن سوق الحرف والمهن عبر 8 تخصصات

بينها صيانة الهواتف الجوالة والحاسب الآلي والتصوير الفوتوغرافي

صعوبات في العثور على مدربات يقدمن خبراتهن مجانا للدارسات («الشرق الأوسط»)
TT

بينما أعلنت جمعية خيرية سعودية أمس عن تأهيل 70 فتاة سعودية للعمل في 8 مجالات حرفية بينها صيانة الهواتف الجوالة والحاسب الآلي والتصوير والأزياء، أعلنت مؤسسة أخرى عن تأهيل 51 فتاة سعودية أخرى في مجال الماكياج. وذلك في توجه لدخول السعوديات سوق الأعمال الحرفية التي كانت غائبة عنهن تماما.

إلى ذلك تستعد أكثر من 70 شابة سعودية لاقتحام سوق العمل في صيانة الهواتف الجوالة والحاسب الآلي، إضافة إلى التصوير الفوتوغرافي والأزياء والتفصيل والتطريز والتجميل وصناعة الإكسسوارات، عبر حفل التخرج الذي ترعاه حرم أمير منطقة مكة المكرمة الأميرة العنود بنت عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن آل سعود، وتقيمه جمعية الأيادي الحرفية الخيرية (حرفية) في الثامن عشر من شهر رمضان المقبل بقاعة الشيخ إسماعيل أبو داود بالغرفة التجارية الصناعية في جدة.

وكشفت الدكتورة شقراء بنت ناصر، مدير عام «حرفية»، عن أن حفل تخريج الدفعة الأولى من متدربات الجمعية سيشهد للمرة الأولى بالمملكة تخصص فتيات سعوديات في حرفة صيانة الهواتف الجوالة، وكذلك الحاسب الآلي، وهي المهن التي ما زالت حتى الوقت الحاضر حكرا على الرجال، مشيرة إلى أن المتخرجات اجتزن البرنامج التدريبي الذي شمل ستة مسارات ورعاه عدد من الجهات، منها «البنك الأهلي التجاري».

وشددت على أن الجمعية اعتمدت على طريقة تأهيل مبتكرة تقوم على أساس مرور الفتاة بمجموعة من المسارات حتى تصل في النهاية إلى درجة الاحترافية وتكون قادرة على مجابهة سوق العمل، وتقديم نفسها بشكل جيد في ظل وجود منافسة قوية من العمالة الأجنبية التي تغزو العمل المهني بشكل كبير.

ونوهت الدكتورة شقراء إلى أن الفتيات السعوديات اللاتي أكملن مساراتهن التدريبية سيتسلمن مفاتيح مشاريعهن المجانية المقدمة من جمعية «حرفية» خلال حفل الثامن عشر من رمضان من يد حرم أمير منطقة مكة المكرمة وحضور عدد كبير من سيدات المجتمع في جدة، كما تتسلم الفتيات شهادات تخرجهن التي تعتبر بمثابة إجازة رسمية لممارسة الحرفة واقتحام سوق العمل.

يذكر أن جمعية «حرفية» التي تعمل بإشراف مباشر من وزارة الشؤون الاجتماعية، نجحت في تدريب أكثر من 1200 شاب وفتاة خلال أقل من 18 شهرا، وباتت الأولى من نوعها على الصعيد العربي التي تعمل على تأهيل الشباب والفتيات على المهن الحرفية دون مقابل مادي وتسليمهم مشاريع تبرع بها عدد من أصحاب وصاحبات الأعمال من دون مقابل لدعم هذا التوجه الخيري.

وفي السياق نفسه، تنضم نحو 51 فتاة سعودية إلى سوق العمل السعودية في مجال التجميل بعد انتهائهن من دورة تدريبية مجانية التحقن بها في مؤسسات تجميل ضمن الجانب غير الربحي لها، وذلك في محاولة منهن لتغيير نظرة المجتمع تجاه ارتباط فن التجميل بجنسيات عربية محدودة، إضافة إلى زرع الثقة في الكوادر السعودية لكونهن قادرات على منافسة خبيرات التجميل الأخريات.

وأوضحت بدرة العتيبي، مديرة القسم النسائي في المؤسسة التي تولت ذلك، أن الدورات التدريبية في مجال الماكياج تشهد إقبالا كبيرا من قبل الفتيات على اختلاف فئاتهن العمرية، إضافة إلى أن كبيرات السن أيضا أصبحن يرغبن في تعلم كيفية وضع الماكياج بالطريقة الصحيحة - بحسب قولها. وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت دورات أساسيات الماكياج منذ بدء الإجازة الصيفية، التي بلغ فيها عدد المتدربات ما يقارب 51 فتاة يتم تدريبهن من قبل مدربتين قرابة شهر كامل بمعدل ساعتين يوميا»، غير أنها استدركت قائلة: «واجهتنا صعوبة في الحصول على مدربات يقبلن بتقديم خبراتهن مجانا للفتيات».

وأشارت إلى أن المؤسسة بصدد إطلاق دورات تدريبية للفتيات والشباب في مجال التسويق، غير أن تزايد الإقبال على مجال الماكياج يحتم تنظيم أعداد إضافية من دورات التجميل، لافتة إلى أن إجمالي عدد الدورات المتوقع يصل إلى 11 دورة تدريبية مجانية. وأضافت: «عادة ما يتم توجيه دعوات إلى طالبات المدارس بهدف تدريبهن على كيفية العمل، مع إعطائهن مبالغ رمزية لا تتجاوز 500 ريال شهريا من أجل تشجيعهن على العمل»، موضحة أن المؤسسة تعتزم قريبا تقديم خدمات مختلفة للأسر المنتجة.