مكة المكرمة: 600 معتمر يعلنون إقلاعهم عن التدخين على بوابات الحرم الشريف

تم إخضاعهم للعلاج عن طريق عيادة متنقلة وضعت أمام ساحات الحرم

مجموعة من علب السجائر التي القاها المدخنون بعد اقلاعهم عن التدخين («الشرق الأوسط»)
TT

فتح نحو 600 معتمر صفحة جديدة في حياتهم مع عادة التدخين بعد أن أعلنوا إقلاعهم بلا رجعة عن التدخين خلال زيارة العيادة المتنقلة التابعة لجمعية «كفى» التي جهزت أمام ساحات الحرم المكي الشريف.

وأكد مسؤول في جمعية «كفى» الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات أن أعمال العيادة المتنقلة التابعة للجمعية بدأت أعمالها مطلع شهر رمضان المبارك، وتجاوز عدد زائري معرض التوعية بأضرار التدخين 400 ألف زائر، مشيرا إلى أن بعضهم قاموا بتسليم علب السجائر لأفراد الجمعية.

وأوضح عبد الله سروجي المدير التنفيذي لجمعية «كفى» أنه تم إعداد خطة بالتعاون مع كل من أمانة العاصمة المقدسة والمرور وإدارة الحرم المكي لإيجاد مواقع مناسبة للتوعية بأضرار التدخين، التي بدأ العمل بها منذ بداية شهر رمضان.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تتضمن تلك الخطة توزيع منشورات تمت كتابتها بعدة لغات مختلفة، فضلا عن صور مؤثرة توضح حجم أضرار التدخين مع تحديد موقع للعيادة المتنقلة التي تعد من كبرى العيادات على مستوى الشرق الأوسط».

وأفاد بأن تلك العيادة ساهمت في إقلاع ما يقارب الـ600 معتمر عن التدخين من بينهم مسن يبلغ من العمر 80 عاما، وذلك من منطلق مشقتهم في التنفس خلال أدائهم لمناسك العمرة.

ولفت إلى أن العيادة المتنقلة تتمثل في حافلة ضخمة تحتوي على نحو 8 أسرّة و6 كراسٍ، إلى جانب مجموعة من الأجهزة التفاعلية التي تعتمد في عملها على اللمس وأجهزة أخرى لإجراء الأشعات، مؤكدا مساهمة تلك العيادة في علاج المدخنين في أوقات قياسية، بحسب قوله.

وأضاف «تتضمن طريقة العلاج جلسات علاجية باستخدام أجهزة ذبذبية يتم وضعها في اليدين والرأس، تساعد على طرد مادة النيكوتين من الجسم، إضافة إلى منحها شعورا بعدم الرغبة في التدخين».

وذكر المدير التنفيذي لجمعية «كفى» الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات أنه تم نشر ما يزيد على 40 فردا من منسوبي الجمعية في الساحات والأسواق المحيطة للحرم المكي، وتوزيع منشورات على المعتمرين يدور فحواها حول مخاطر التدخين ومآسيها، فضلا عن تقديم دعوات لزيارة المعرض المقام أمام ساحات الحرم.

وزاد «تعدى عدد زائري المعرض الـ400 ألف زائر من مختلف الجنسيات، الذين أبدوا تأثرهم بالصور والأفلام الوثائقية التي تدور حول تجارب مأساوية لبعض المدخنين، الأمر الذي دفع بهم إلى رمي علب السجائر لأفراد الجمعية والقائمين على المعرض، واستبدالها بـ(مساويك) تم تقديمها لهم كهدايا».

وكانت وزارة الصحة السعودية قد شددت على أهمية دعم الحملات الوطنية لمكافحة التدخين من كافة القطاعات وشرائح المجتمع وإعداد برنامج وطني للتوعية والتثقيف بأضرار التدخين يستهدف طلاب المدارس في مختلف المراحل التعليمية.

ودعت إلى دعم تلك الجهود من أجل مكافحة التدخين والقضاء على هذه الآفة التي تفتك بالفرد والمجتمع وتقضي على المكتسبات وتدمر طاقات الشباب وخاصة بين طلاب المدارس. ونبهت وزارة الصحة خلال دراسة أجراها طلاب سعوديون في جامعات محلية إلى أضرار التدخين الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن تفشي هذه الظاهرة خاصة بين الأوساط الشبابية. وأكدت ضرورة استمرار جهود المملكة لمكافحة التدخين، من ضمنها تحويل كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى مدينتين خاليتين من التدخين، والدخول في المسابقة الدولية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية من أجل عالم بلا تدخين، إلى جانب منع الإعلان المباشر للسجائر في وسائل الإعلام وحظر بيعها في مكة والمدينة، فضلا عن عدم السماح بالتدخين في الدوائر الحكومية والخطوط الجوية السعودية والمدارس.

يشار إلى أن عدد المدخنين في العالم تجاوز 3 مليارات مدخن من بينهم 20 مليون طفل عربي، في حين يتوقع أن ترتفع عدد الوفيات في العالم بحلول عام 2030 إلى 10 ملايين شخص سنويا جراء التدخين.