الرياض.. قصة تحول طموح تجسدت في فرح لن ينتهي

من عاصمة سياسية وإدارية إلى مدينة للفرح خلال 18 عاما فقط

الآلاف يتوافدون على منطقة قصر الحكم وسط العاصمة، الرياض، وغيرها من المواقع للمشاركة في احتفالات العيد («الشرق الأوسط»)
TT

بدأت كمدينة حالمة بالفرح كغيرها، تخطو نحو الصعود في رحلة مليئة بالجد والكفاح للوصول إلى الغاية المنشودة، الرياض.. بالطموح والأمل انتقلت من مجرد عاصمة سياسية وإدارية للدولة السعودية الحديثة لتكون مدينة فرح وبهجة لساكنيها وزوارها خلال أيام عيد الفطر المبارك بقصة تحول طموح.

قصة البداية كانت منذ 18 عاما بدأت قصة الفرح في مدينة الرياض، ومن وسطها بدأ السرور والفرح يضيء في جميع اتجاهات وبيوتها، حيث نظمت الهيئة العليا لمدينة الرياض في عام 1413هـ، احتفالات شعبية داخل منطقة قصر الحكم، حيث أقيمت العرضة السعودية في ساحة الإمام محمد بن سعود، وتخللتها ألعاب متنوعة للأطفال في ساحة المصمك، بالإضافة إلى عرض وبيع منتجات مجموعة من المصانع والشركات والمؤسسات الوطنية وتوزيع مجموعة من الهدايا التي خصصتها الهيئة للأطفال الذين حضروا وشاركوا في هذه الاحتفالات.

جاءت فكرة إقامة هذا الاحتفال عقب افتتاح الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - المرحلة الثانية لمشروع تطوير منطقة قصر الحكم بهدف مشاركة سكان الرياض فرحتهم بعيد الفطر المبارك وتفعيل منشآت منطقة قصر الحكم، وأحياء وسط المدينة، وإعادة قيمته الاعتبارية والأدبية باعتباره يشكل قلب المدينة التاريخية، والإسهام في تنشيطه تجاريا إلى جانب تهيئة فرصة ترويحية مناسبة للمواطنين وجذبهم إلى المنطقة وتعريفهم بالإنجازات التي تمت فيها، واختيرت مناسبة عيد الفطر المبارك بوصفها حدثا إسلاميا كبيرا، حيث قامت الهيئة عقب انتهاء هذه الاحتفالات بإجراء دراسة لتقويم التجربة، وخصوصا أنها تعد الأولى من نوعها في مدينة الرياض آنذاك، حيث تبين من خلال الإقبال الجماهيري الكبير وتفاعلهم مع الحدث مدى أهمية إحياء مثل هذه المناسبات وما تحتاج إليه من المعالجة في الإعداد الجيد للتجهيزات المطلوبة لاستقبال الجماهير الغفيرة وزيادة فعالية التنظيم قبل إقامة الاحتفال وفي أثنائه من خلال فريق عمل كبير متكامل.

وبعد دراسة متأنية أصبحت هذه الاحتفالات تكتسب أهمية كبرى لدى سكان مدينة الرياض، وبالتالي بدأت تتوسع فعاليات الاحتفال باستيعاب أعداد أكبر من الجهات المشاركة، فإلى جانب العرضة السعودية وألعاب الأطفال أقيمت لأول مرة أمسية شعرية شارك فيها عدد من الشعراء في المملكة ودول الخليج، وكان ذلك عام 1414هـ.

وبدأت رحلة الطموح والفرحة يسيران جنبا إلى جنب فلم تقتصر الاحتفالات على العرضة النجدية، بل شاهد أهالي المدينة العربات التي تجرها الخيول في ساحة الإمام محمد بن سعود، واستحدثت ملاهي وألعاب الأطفال ووزعت الهيئة الكثير من الهدايا والمطبوعات التي تحكي قصة تطور العاصمة، الرياض.

وفي خطوة هي الأولى من نوعها شارك مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض عدد من الهيئات والجهات الحكومية في استعدادات الاحتفال بالعيد، وكان لأمانة مدينة الرياض مشاركة في الاحتفال من خلال 4 مواقع في الرياض هي: الملز والحاير والدرعية وعرقة، وكان الإشراف عليها من قبل البلديات في نفس الأحياء وتضمن الاحتفال فقرات ترفيهية وعروضا شعبية، شارك فيها أبناء الجاليات العربية والإسلامية الذين يقيمون في المملكة، كما شهدت الاحتفالية جانبا إنسانيا تمثل في زيارات للمرضى المنومين في المستشفيات من خلال مشاركة عدد من الفنانين التابعين لجمعية الثقافة والفنون لمعايدة المرضى المنومين في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني الذي نظم حفل معايدة بهذه المناسبة.

في عام 1415هـ اكتست منطقة قصر الحكم في قلب مدينة الرياض، حلة العيد ولبست الزينات والأعلام والأضواء والزهور ولبست ثوب الفرحة لعيد الفطر، وتمت لأول مرة إنارة شوارع منطقة قصر الحكم لإضفاء جو من المتعة والبهجة على هذه الاحتفالات، وكذلك وضعت لوحات ترحيبية بهذه المناسبة، وقدمت باقة من العروض الشعبية والفلكلورية المتنوعة، بالإضافة إلى مشاركة النادي الأدبي في الرياض من خلال 4 شعراء شعبيين، وفي هذا العام دخل غرب استاد رعاية الشباب في الملز ضمن مواقع الفرح.

وكانت ساحة الصفاة وساحة المصمك وساحة العدل وساحة الإمام محمد بن سعود، قلب الرياض الذي ينبض بالفرح، في عام 1416هـ في مهرجان العيد بالعاصمة الذي نظمته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وشاركت فيه أمانة الرياض في الساحة المجاورة لملعب الملز، حيث دخلت هذه المواقع في المنافسة لاستقطاب أهالي وزوار مدينة الرياض لمشاركتهم الفرحة بالعيد وأدخلت أمانة الرياض الكثير من الفعاليات الجديدة في هذا العام، حيث كانت لفرق الدراجات النارية والسيارات والعروض الليزرية، بالإضافة إلى الفعاليات السابقة كالفرق الشعبية السعودية والمسابقات والأمسيات الشعرية.

أما الحدث الأهم فقد كان من نصيب الاحتفال الذي نظم عام 1417هـ، والذي جاء مختلفا عن الاحتفالات السابقة، حيث تميز بمشاركة الجاليات الإسلامية التي تمت دعوة أفرادها بالتنسيق مع الملحقيات الثقافية في السفارات المعنية، كما شاركت لأول مرة في هذا الاحتفال الفرق الشعبية من مناطق خارج الرياض، كفرقة الدرعية وعسير والأحساء والشمال وغيرها، كما أدخلت لأول مرة ضمن البرامج الاحتفالية مسيرة بهجة العيد للتعبير عن الفرح بالعيد، التي تعد إعلانا لانطلاق الاحتفالية، وكان يشارك فيها الكثير من الجهات الحكومية والخاصة، وبالتالي استخدمت جميع ساحات منطقة قصر الحكم الثلاث في هذا الاحتفال الذي حظي بحضور جماهيري كبير لم يسبق له مثيل منذ بدء هذه الاحتفالات.

وفي احتفالات عام 1418هـ استضيفت الفرق الشعبية والجاليات في استراحات خاصة، وخصصت محلات مجانية لهذه الفرق لعرض الصناعات الحرفية الخاصة بها والمأكولات الشعبية التي تشتهر بها بهدف تعريف الجمهور بثقافة وتراث الفرق والجاليات المختلفة، كما نظمت أمانة الرياض احتفالا بمناسبة فرحها بالعيد لأول مرة في الطريق الدائري الشرقي بين مخرجي 10 و11 من الجهة الغربية، وقدمت الكثير من الفعاليات والجوائز، وتبنت أمانة الرياض المسرح الهادف منذ احتفالية هذا العام وقدمت فقرات تمثيلية مختلفة للحضور، وخصصت الأمانة موقعا للعوائل حيث مكنتهم من متابعة فقرات الاحتفال من خلال شاشة ضخمة تتيح لأولياء الأمور مشاهدة الحفل مع أسرهم وأطفالهم، بما يكفل خصوصية كل أسرة، ولأول مرة قامت الكثير من القنوات الفضائية بنقل فعاليات العيد حيث قام التلفزيون السعودي بتغطية الاحتفالات على الهواء مباشرة للأيام الثلاثة من أيام العيد، وكذلك قام «تلفزيون الشرق الأوسط» وتلفزيون «أوربت» بتسجيل البرامج والاستفادة منها في العرض التلفزيوني، بالإضافة إلى الإذاعة السعودية التي قامت بجهود إعلامية مباشرة من مواقع الفعاليات.

وتوالت الخطوات المتسارعة لأمانة منطقة الرياض في تطوير الفعاليات والبرامج التي تقدمها في العيد، حيث هيأت حدائقها ومتنزهاتها وملاعب الأطفال لاستقبال الناس خلال أيام عيد الفطر المبارك في عام 1419هـ، وبذلت جهودا كبيرة للارتقاء بالاحتفالات، خصوصا أنها تتزامن مع احتفالات المئوية، وهي الحدث الأبرز في ذلك العام، حيث دشنت احتفالية العيد بافتتاح مركز الملك عبد العزيز التاريخي الذي قامت الهيئة بإنشائه وتطويره.

دخلت عاصمة الفرح، الرياض، منعطفا جديدا في عامها الثامن في 1420هـ، وجاءت الفعاليات مغايرة للاحتفالات السابقة، وكان الحدث الأبرز في هذه الاحتفالات اعتبارها الاحتفال الرئيسي الرسمي لمدينة الرياض، حيث شهدت حضورا جماهيريا كبيرا فاق الحضور السابق لهذه الاحتفالات، وأدخلت أمانة الرياض الملاهي والحدائق والأسواق التجارية ضمن المواقع التي يقام فيها الكثير من الفعاليات والبرامج، وأطلقت الألعاب النارية لأول مرة في موقعين هما طريق الملك عبد الله وفي حي طويق، جنوب القرية الشعبية في العريجاء، وتبنت الأمانة المسرح الهادف ومسرح الطفل بـ3 مسرحيات، وزادت مواقع احتفالاتها إلى 14 موقعا، ودعمت مشاركات الجاليات العربية والإسلامية التي تقدم عروضا فلكلورية مختلفة، وتبنت معارض التراث والأكلات الشعبية المختلفة، والعرضات من مختلف مناطق المملكة، والمسابقات الثقافية المختلفة وأدخلت الشخصيات الكرتونية في بعض فقرات العيد الخاصة بالأطفال.

وفي عام 1421هـ قدمت أمانة منطقة الرياض على مستوى كبير عروضا حية على الطريق الدائري الشرقي بين مخرجي 10 و11 اشتملت على عرض «الرجل الشراعي»، ولأول مرة القفز الخطر، والغطس العالي، والبالون الطائر، والقافلة الاحتفالية، والعربات العجيبة، والفرقة البهلوانية الدمشقية، وعرض القوة للرجل الحديدي، كما اشتمل موقع الاحتفال على ألعاب ترفيهية للأطفال موزعة حول ميدان العروض، ومسرح للمسابقات والهدايا للمتسابقين، وخدمات مساندة كالمطاعم واستراحات مظللة ودورات مياه ومواقف للسيارات تتسع لأكثر من 500 سيارة، ورعت شركات وطنية فعاليات الاحتفال.

وفي عام 1422هـ أدخلت الكثير من الأنشطة الترويحية والترفيهية الجديدة بهدف الارتقاء بالمستوى العام لهذه الاحتفالات، فقد تم تجهيز ساحة الإمام بـ53 موقعا لأشهر المطاعم المتميزة لتقديم خدمات المأكولات والمشروبات مع توفير أكثر من 3000 مقعد مع الطاولات، كما قامت 6 شاشات تلفزيونية بنقل فعاليات الحفل من ساحة العدل إلى أماكن المطاعم والجلسات بساحة الإمام، وشاركت أيضا في هذه الاحتفالات 5 فرق شعبية محلية من مختلف مناطق المملكة، وسمح للجمهور بالمشاركة في الفرق شريطة ارتداء الزي الخاص بهذه الفرق. كما شارك مركز الملك عبد العزيز التاريخي ومركز الأمير فيصل الثقافي، بعرض مسرحيات للطفل بعنوان «الضربة القاضية» ومسرحية «عجب عجيب»، كما تم تنفيذ مسابقات للأطفال، وشهدت ساحات مركز الملك عبد العزيز التاريخي واستاد الأمير فيصل بن فهد فعاليات المسابقات والألعاب المختلفة وسباق الدراجات وسباق التزلج على العجلات وسباق العدو، وأقيمت فعاليات البرنامج الاحتفالي لمنطقة غرب الرياض من خلال القرية الشعبية في العريجاء، وغطت أمانة منطقة الرياض سماء العاصمة بكتل هائلة من الألعاب النارية عبر 3 مواقع، وذلك في وقت واحد عبر جميع المواقع، وتم إطلاق ما يزيد على 7500 قذيفة ألعاب نارية بتشكيلات متنوعة وبارتفاعات عالية.

أما في عام 1423هـ توشحت الرياض بعشرات الآلاف من إضاءات الزينة في ميادينها وكانت 44550 وحدة إضاءة في طريق الملك فهد وتزيين 2175 عمودا وتوزيع 10800 شريط، فضخت أمانة مدينة الرياض كميات هائلة من إضاءات الزينة بأنواعها المختلفة وشملت عددا من الطرق الرئيسية والجسور، وبلغ أطوال إضاءات الزينة التي تم استخدامها 39980 مترا.

وشهدت الاحتفالات نقلة متميزة، باستحداث عروض باهرة في ساحة العروض في الطريق الدائري الشرقي، وشهدت إقبالا جماهيريا كبيرا، تجاوز الخمسين ألف زائر وعرضت الأمانة أكبر سخان ماء، وأكبر علبة بيبسي عائلي، بالإضافة إلى عروض البنجي والغطس العالي، والسيارات الوحشية، والدبابات النارية، ولأول مرة شهد ميدان الملك عبد العزيز للفروسية في الجنادرية سباق الفروسية على كأس أمانة مدينة الرياض ضمن النشاط الرياضي لاحتفالات عيد هذا العام.

وشملت احتفالات عيد الفطر لعام 1424هـ الكثير من النشاطات الثقافية والأمسيات الشعرية التي خصصت للنساء والأطفال والرجال، وأنشطة ومواقع احتفال خصصت للعائلات، وتمت إضافة مواقع احتفالية جديدة في حديقة السويدي، وتم استحداث خيمة شعبية كبرى بجوار مركز الملك عبد العزيز التاريخي احتضنت عروضا متميزة للهجيني، والحداء، ومجلسا للرواة، وفقرات تم تخصيصها لذوي الاحتياجات الخاصة، وعروضا شعبية قدمها أبناء الجاليات المقيمة في المملكة وخيمة المتحف القديم، بالإضافة إلى نقلة نوعية في طبيعة المسرحيات التي عرضت للصغار والكبار، حيث قدمت 4 مسرحيات للرجال والأطفال، وعروضا جوية للصقور السعودية في سماء العاصمة، إلى جانب متحف صقر الجزيرة الذي فتح أبوابه للزوار مع أول أيام العيد، بالإضافة إلى ألعاب نارية أضاءت سماء الرياض بأكثر من 9165 طلقة نارية متنوعة في 5 مواقع أطلقت في وقت واحد وأخذت أشكال الشمس والنخيل والفراشات والسيوف الذهبية والنوافير، ووزعت ليلة إعلان العيد 47150 هدية.

وفي عيد الفطر لعام 1425هـ نظمت الفعاليات في الكثير من المواقع ومنها ساحات منطقة قصر الحكم، وتكتسب هذه الاحتفالات أهميتها من المكان الذي تقام فيه والذي يحوي أبرز المعالم الوطنية في المدينة ممثلة في قصر الحكم، وجامع الإمام تركي بن عبد الله، ومتحف المصمك، وما يحيط بها من ساحات، وقدمت قاعات مركز الملك عبد العزيز التاريخي الكثير من فعاليات الترفيه والأنشطة للعائلات والأطفال، واستحدثت أمانة مدينة الرياض ولأول مرة موقع ممر المشاة في طريق الملك عبد الله، للترفيه والمنافسة بألعاب الأطفال والتسالي وركوب الخيل واللبس الكرتوني بشكل مجاني للأطفال.

وشهدت احتفالات العيد، التي تنظمها أمانة منطقة الرياض، في عام 1426هـ، لأول مرة في احتفالات العيد إقامة السيرك العالمي، حيث قدمت فيه استعراض خدع السيرك العالمية للخدع البصرية، وقفز عدد المسرحيات التي قدمتها الأمانة إلى 12 مسرحية مختلفة الرجال والأطفال.

وفي عام 1427هـ توسعت أمانة الرياض في احتفالات العيد، وخصصت 40 موقعا تضم الساحات والحدائق والملاعب في مختلف أحياء العاصمة بهدف الاستمتاع والترويح عن المواطنين والمقيمين للعام التاسع على التوالي، وأولت اهتماما خاصا باجتذاب النساء والأطفال والشباب والرجال، من خلال أنشطة وفعاليات مختلفة، حيث كانت أغلب الفعاليات معفاة من رسوم الدخول، كما قدمت عروض الأكروبات الصينية، وعرض الترمبلين، وعرض البانشي، وعرض الأفاعي، والطيران الشراعي، والرجل القوي، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية المخصصة للعائلات في عدد من الحدائق العامة، وقدمت ألعاب سعودي «تلي ماتش» و«البلاي ستيشن» التي أقيمت لأول مرة، وهي عبارة عن أنشطة رياضية وترفيهية متنوعة أقيمت في ملعب كرة القدم بجامعة الأمير سلطان الأهلية، وزادت العروض المسرحية إلى 14 مسرحية للكبار، بمشاركة نخبة من الممثلين السعوديين.

وشهدت احتفالات الأمانة بعيد فطر عام 1428هـ الكثير من الأنشطة والفعاليات المتنوعة، وشهدت تطورا عن الأعوام السابقة شكلا ومضمونا تمثل في إدخال فعاليات جديدة كساحة الدوح للاحتفالات، التي قامت الأمانة بإنشائها لإقامة مثل تلك الفعاليات، حيث تتميز الساحة بتصميم حديث يتسع لأكثر من 3000 متفرج وقدمت 12 عرضا مسرحيا من بينها 9 عروض مسرحية للرجال وعرضان للأطفال، وعرض واحد للنساء، حيث كانت أول مسرحية نسائية تعرض في الرياض، بالإضافة إلى العروض السينمائية للصغار، وبدأت أمانة منطقة الرياض منذ هذا العام بتشجيع المحافظات التابعة لها لإقامة فعاليات العيد، مقدمة لهم الدعم المادي والفني، ومنها محافظات المجمعة والعيينة والدرعية والقويعية وغيرها.

في عام 1429هـ شهدت احتفالات أمانة منطقة الرياض تطورا كبير، ورفعت الأمانة مواقع احتفالات العيد بواقع 400 في المائة، عما كانت عليه قبل 5 أعوام ماضية، وكانت الأضخم في تاريخ المدينة من حيث العدد والتنوع في الأنشطة، إذ وصل عدد مواقع الاحتفالات إلى 40 موقعا متفرقا، بعد أن كانت أعدادها لا تتجاوز 10 مواقع قبل ما يقارب الـ5 سنوات، وعرضت الأمانة 14 مسرحية رجالية ونسائية وأخرى مخصصة للأطفال.

وبعد سبعة عشر عاما من التطوير المستمر للاحتفالات والتجاوب، ومن موقع واحد ثم 4 مواقع لاحتفالات العيد إلى أكثر من 40 موقعا و200 فعالية ونشاط، تدخل أمانة الرياض مرحلة متطورة في استكمال قصة فرح الرياض بالعيد الثامن عشر لها هذا العام 1430هـ بباقة متنوعة وشاملة وجديدة من البرامج الترفيهية والثقافية والشعبية والوطنية الموجهة لجميع فئات المجتمع، فزادت أمانة منطقة الرياض هذا العام عدد المسرحيات عما كانت عليه في السابق إلى 16 مسرحية منها 10 للرجال ومسرحيتان للنساء و4 للأطفال تقام في مواقع مختلفة من مدينة الرياض، بطاقة استيعابية تبلغ أكثر من 7522 متفرجا، يشارك فيها نخبة من المسرحيين السعوديين بعدد من المسرحيات الكوميدية الهادفة، ويشارك لأول مرة هذا العام 40 كفيفا ما بين طفل وفتاة من جمعية المكفوفين الخيرية (كفيف) في الاحتفالات النسائية التي أقيمت في مركز الملك عبد العزيز التاريخي، وشهد هذا العام أوبريت «آفاق المعاق» «كفيف ينادي» وحوار مع كفيفتين وعرض لمواهب الكفيفات إلى جانب الأطفال المبصرين، بالإضافة إلى الركن التعريفي للجمعية.

كما شهد استاد الأمير فيصل بن فهد برنامجا حافلا اشتمل على عروض ضوئية بالليزر مصحوبة بمؤثرات صوتية تتمازج مع عدد من الفقرات المرئية التي تمزج بين بهجة العيد والاحتفال باليوم الوطني.

وفي هذا العام 1431هـ تأتي هذه الاحتفالات التي تنظمها أمانة منطقة الرياض بمناسبة عيد الفطر المبارك في كل عام ضمن سعيها الدؤوب إلى تحقيق أنسنة المدينة وذلك بما يكفل تحقيق التواصل الاجتماعي والالتقاء الإنساني وإدخال البهجة والفرح والسرور على نفوس سكان مدينة الرياض وزوارها، وذلك من خلال الكثير من البرامج الترفيهية والثقافية والعروض المسرحية والمسابقات الاجتماعية المتنوعة، التي تحفل بها هذه الاحتفالية.

كل ذلك الحلم لتتحول مدينة الرياض من عاصمة سياسية وإدارية لتكون عاصمة للفرح، متضمنة فعالياتها في كل عام مزيدا من الأنشطة الشاملة والفعاليات المتنوعة والمتجددة التي تلبي رغبة سكان الرياض وتحقق تطلعاتهم ويجدون فيها متنفسا يقضون خلالها أيام العيد بسعادة وبهجة وفرح، لتكتب الرياض بذلك قصة مع الفرح لم تنته.