المجتمع الشبابي يعيش أجواء عيد الفطر «فيسبوكّيا»

يوثقون احتفالاتهم بالصور ومقاطع الفيديو المختلفة

TT

لا يكتف الكثيرون من الشباب والفتيات بالاحتفال بمظاهر العيد ضمن حياتهم الواقعية ومع أسرهم وأقاربهم ومعارفهم فقط، وإنما انتقلوا بتلك الاحتفالات إلى خارج نطاق بلدانهم عبر ما سموه بـ«العيد الفيس بوكي»، وذلك من خلال نقل تلك الأجواء بعد توثيقها بالصور أو بالفيديو وتبادلها عن طريق صفحاتهم الموجودة على موقع «فيس بوك» الشهير.

ومن الطبيعي جدا أن تشهد تلك الصفحات زخما كبيرا قبيل أي مناسبة اجتماعية من خلال كتابة مختلف عبارات التهنئة وتبادل التبريكات «إلكترونيا» في ظل حداثة العصر والتطور السريع الذي يشهده العالم كاملا.

عبد الرحمن عابد، الذي يحرص عادة على إدراج صور شخصية جديدة له كل أسبوع، يرى أن تنزيل لقطات أيام عيد الفطر له مدلولات كثيرة من أهمها إظهار الفرحة بالعيد، مشيرا إلى أن الكثير من مستخدمي هذا الموقع يعملون على توثيق احتفالاتهم بالعيد عن طريق تصوير مقاطع فيديو يضعونها أيضا عبر صفحاتهم «الفيسبوكية».

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أكتفي خلال أول أيام العيد بمتابعة الرسائل الواردة إلي عبر موقع (فيس بوك)، إضافة إلى تعليقات أصدقائي على ما أضعه من صور لي عبر صفحتي».

وأشار إلى أنه لا يستطيع وضع مقاطع فيديو شخصية له، وإنما قد يطلب فعل ذلك من أصدقائه، خاصة إذا ما كانوا ظاهرين معه في المقطع المصور نفسه ومن ثم يشاركونه عرضه عبر صفحاتهم ليشارك هو بتعليقاته فقط، وذلك رغبة منه في الابتعاد عن الوقوع في حرج مع من حوله –بحسب قوله. وأضاف: «أحرص على متابعة صور أصدقائي الآخرين خلال أيام العيد لمشاهدة مظاهر احتفالاتهم عوضا عن الحديث معهم وسؤالهم، ولا سيما أن الصور أبلغ بكثير من الكلمات، فضلا عن تواصلي مع من هم خارج السعودية واهتمامي بالتعرف على أجوائهم أيضا». وحول مدى قدرته على التفاعل مع ما يراه من لقطات ومقاطع مصورة، أفاد بأنه يشعر كأنه يعيش الأجواء نفسها معهم، وخصوصا أن ردود فعله وملامح وجهه ترتبط بما يشاهده من لقطات وصور.

بينما يرجع عبد العزيز السالم سبب حرصه على إنزال صور العيد الشخصية عبر صفحته إلى كونها تعد نوعا من أنواع الذكرى والتواصل الاجتماعي مع أصدقائه في الـ«فيس بوك» والموجودين خارج المنطقة التي يعيش بها.

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أهتم كثيرا بمتابعة صور أصدقائي باعتبارها تعبر عن شخصياتهم وأذواقهم خلال أيام عيد الفطر، وهو ما يجعلني أقضي ما بين أربع إلى خمس ساعات يوميا على موقع (فيس بوك) منذ أول أيام العيد». وفي ما يتعلق بأصدقائه خارج السعودية، يؤكد أن التواصل معهم عبر الصور ومشاركتهم لكل حدث أو مناسبة يعتبر أمرا ضروريا، غير أن بعض فئات المجتمع من حوله تنتقد ذلك الفكر من منطلق أنه لا يمت إلى العادات الاجتماعية في السعودية بصلة رغم أنه نوع من أنواع توثيق الذكرى والمشاركة فيها مع الآخرين. ولا تقتصر أجواء «العيد الفيسبوكّي» على الشباب فقط، وإنما امتدت لتطال العنصر النسائي أيضا مع اختلاف نوعية الصور التي قد توضع في صفحاتهن على الموقع، من ضمنها لقطات لمائدة الإفطار في العيد أو التقاط صورة لنوع من الحلي التي يتزينّ بها في هذه المناسبة، أو حتى المشاركة بصور أطفال عائلاتهن الذين يعكسون مظاهر البهجة الحقيقية أيام عيد الفطر.

هديل المشهدي، تحرص حتى على التقاط صور لملابسها التي سترتديها في العيد لتعرضها عبر صفحتها الفيسبوكّية، وذلك بهدف معرفة آراء من حولها بذوقها، موضحة أن ذلك يعكس مظاهر الابتهاج بقدوم العيد.

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «ليس بالإمكان وضع صور وأنا بزينتي كاملة في العيد، غير أنني قد ألتقط صورة لعيني فقط، وأضعها كي لا تتضح ملامح وجهي بالكامل»، لافتة إلى أنها تهوى التصوير الغريب لتتميز فيه خلال أيام عيد الفطر المبارك بصفحتها على موقع «فيس بوك».

ومن المؤكد أن عيد الفطر يشهد تجمعات كثيرة للشباب في الاستراحات وغيرها، والذين يجتمعون في سهرات تحييها فرق موسيقية يتراقصون عليها، وهو ما يفضلون توثيقه والاحتفاظ بالمقاطع المصورة من تلك الجلسات. وهنا، يؤكد هتان عبد الرحيم أنه شديد الحرص على وضع مقاطع فيديو له عن طريق موقع «فيس بوك»، وخصوصا أن الكثير من أصدقائه خارج السعودية لديهم فضول حول طريقة قضائه للعيد بعيدا عنه بعد أن كان يعيش لسنوات طويلة معهم في الخارج.

وأضاف: «أستمتع جدا بما يردني من تعليقات، وحتى بعد انتهاء أيام العيد أحب الرجوع إلى تلك المقاطع ومشاهدتها وتذكّر كل لحظة بها، إضافة إلى أنني لا أكتفي بإنزالها عبر صفحتي فقط، وإنما أضعها على موقع (يوتيوب) أيضا».