هاجس الاختلاط وفوبيا المرأة وغياب دورات المياه بثور في احتفالات الرياض بالعيد

الحضور اتفقوا على نجاح الاحتفالات رغم الملاحظات التي أثرت على جماليتها

جانب من احتفالات الرياض بعيد الفطر المبارك (تصوير: أحمد فتحي)
TT

في الوقت الذي أكدت فيه الجهات المشرفة على احتفالات عيد الفطر بالرياض خلو مواقع الاحتفالات من المخالفات والسلوكيات السلبية، وعدم وجود حوادث تعكر صفو العيد في أيامه الثلاثة التي اختتمت أول من أمس الأحد، أجمع حاضرون لهذه الفعاليات على نجاحها، كما أثنوا على البرامج والأنشطة التي تضمنتها هذه الفعاليات، لكن هذا لم يمنع بعض الزائرين لمواقع احتفالات العاصمة من إبداء ملاحظات تتعلق بهذه الفعاليات والإفصاح عن سلبيات صاحبت الفعاليات والأنشطة رغم الجهد الذي بذل لإقرارها، معتبرين أن هذه الملاحظات إذا لم تتم معالجتها ستكون بثورا في ملفها مشددين على أهمية تلافيها في احتفالات الأعوام المقبلة.

وأفصح بعض الزائرين الذين التقتهم «الشرق الأوسط» في مواقع مختلفة من احتفالات العاصمة السعودية بعيد الفطر المبارك، بأن سيطرة «هاجس الاختلاط» قد طغت على غالبية المشرفين على التنظيم والدخول إلى مواقع الاحتفالات من رجال الأمن أو أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو بعض المحتسبين، وهو ما أثر على نفسيات بعض الحضور من نساء أو شباب أو أطفال وجعلهم يغادرون مواقع الاحتفالات، كما أن «فوبيا المرأة» قد سيطر على أذهان الجهات الإشرافية وانعكس على فعاليات العيد وأنشطته وألقى بظلاله على الأجواء الاحتفالية بالعيد.

وجاءت أعنف ردود الفعل وقمة التذمر من مراهق قدم من إحدى المحافظات القريبة من الرياض لمتابعة الفعاليات عندما منعه المشرفون على التنظيم في مهرجان زهور العيد أحد مواقع احتفالات الرياض من الدخول إلى الموقع واكتفى بالوقوف ومراقبة المارة من أقرانه والحسرة بادية عليه، ولما بلغ منه اليأس كل مبلغ من الدخول استوقف فتاة كانت تسير على الرصيف عن بعد وأمطرها بوابل من الشتائم ثم مضى إلى سبيله، كما منع أطفال اصطحبوا عوائلهم من الدخول إلى الموقع بعد خروجهم لشراء احتياجات لأسرهم مما اضطر هؤلاء الاطفال إلى مهاتفة أمهاتهم بالهاتف الجوال للخروج إليهم ومن ثم اصطحابهم في الدخول إلى الموقع، كما أن أرباب بعض الأسر اضطروا أمام الزحام المروري وانشغال مواقف المركبات إلى إنزال أفراد أسرهم في مداخل المواقع وإيقاف مركباتهم في مواقع بعيدة عن مقر الاحتفالات وعند وصولهم إلى الموقع يمنعون من الدخول بحجة عدم وجود عائلة معهم فيضطرون إلى مهاتفة أسرهم ليخرجوا إليهم ويدخلوا الموقع معا.

واشتكت فتيات من وجود زائرات يمارسن التوعية داخل مواقع الاحتفالات النسائية ويحذرن من التبرج ويطالبن بأن تتحجب الفتيات عن بعضهن خوفا من الوقوع في الفتنة، لكن هذا الأمر قوبل باستهجان بعض النساء.

وفي ساحة الكندي في حي السفارات (غرب الرياض) تفاعل زوار الساحة مع العروض الفلكلورية التي قدمتها فرق الفنون الشعبية وبمشاركة دبلوماسيين وعدد من الحضور، وأصوات الربابة والطبول تملأ سماء المنطقة وتتردد في أرجائها، وبدأ الحضور من الأجانب والسعوديين والمقيمين في الرقص على أصوات قرع الطبول والمزمار مرتدين الوزار والجنبية والسيوف في تفاعل مع الفرق الشعبية.

وأكدت سلمى ن. أن المنظمين لاحتفالات الرياض في العيد نجحوا في طرح فعاليات وأنشطة مختلفة وخصوصا المسرحيات النسائية التي شهدت حضورا مكثفا وغير مسبوق وبالذات المسرحيات التي تناولت هموم المرأة وواقعها لكنها لاحظت أن بعض العقليات النسائية التي حضرت المسرحيات والفعاليات الأخرى وصلت إلى درجة لا يمكن وصفها، حيث لقيت بعض المسرحيات اعتراضا من قلة من الحاضرات على بعض بطلات المسرحية أو نصها ومنها الاعتراض على مشهد تمثل في قيام إحدى البطلات بالرقص الخفيف أمام الحضور النسائي وخروجها عن النص بالإشادة بزميلتها الممثلة فاحتج بعض من الحاضرات وغادرن مكان المسرحية.

واعتبر صالح الحميد أن الممارسات والنصائح المباشرة التي ينتهجها ويطلقها بعض المشرفين الذين يحضرون الفعاليات المختلفة مؤشر خطر، مشددا على أن المجتمع وصل إلى مرحلة من الوعي يرفض معها أن توجه إليه أصابع الاتهام بفساد أخلاقه وأنه يحتاج إلى وصاية من أحد وفرق تراقب سلوكياته، موضحا في هذا الصدد ما ذهب إليه أمين منطقة الرياض في حديثه لـ«الشرق الأوسط» قبل أيام من أن وعي المجتمع هو الضمانة الحقيقية لأي مخالفات سلوكية أو شرعية، معتبرا (الحميد) أن هذه العبارة يجب أن تكون شعار احتفالات الرياض بالعيد أو أي مناسبات احتفالية قادمة.

وأبدى خالد الدليم ملاحظة بسيطة لكن لها دلالتها في تحقيق الراحة للحضور تتعلق بغياب دورات المياه أو محدوديتها في مواقع الاحتفالات، موضحا بالقول يجب ألا تغيب عن المنظمين أن توفر دورات المياه شيء ضروري أمام تجمع بشري كبير، مشيرا إلى أنه اضطر لقطع متعة متابعة فعاليات العيد مع أفراد عائلته في أكثر من موقع عندما اضطر بعض أفرادها إلى استخدام دورات المياه، حيث لاحظ غياب شبه تام لدورات المياه أو محدودية بعضها أو عدم نظافتها مما اضطره إلى الذهاب إلى المنزل لهذا السبب.